تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فنقول: إذا تعين قتل الحربي لأجل أنه سب النبي صلى الله عليه وسلم فكذلك المسلم والذمي أولى؛ لأن الموجب للقتل هو السب، لا مجرد الكفر والمحاربة، كما تبين، فحيثما وُجِدَ هذا الموجب وجب القتل"

(13) الرواية الخاصة التي أشار إليها شيخ الاسلام في البند رقم 11 أعلاه , وهي أحد أدلته.

قال رحمه الله:

" وقد قال الواقدي: حدثني عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن رُومان ومَعْمَر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك وإبراهيم بن جعفر عن أبيه عن جابر ... وذكر القصة إلى قتله,

قال: ففزِعَتْ يهود ومَنْ معها من المشركين, فجاؤوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين أصْبَحُوا فقالوا: قد طُرِقَ صاحبُنَا الليلة وهو سيد من ساداتنا, قُتِلَ غِيلةً بلا جُرْم ولا حَدَثٍ علمناه, فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم:

(إنه لَوْ قَرَّ كما قَرَّ غَيْرُهُ ممَّن هُوَ على مِثل رأيهِ مَا اغْتِيلَ وَلكنهُ نَالَ مِنَّا الأذى, وَهَجَانَا بالشِّعر, ولّم يَفْعَل هذا أحدٌ منكم إلا كان السيف)

ودعاهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن يكتب بينهم كتاباً يَنْتَهُونَ إلى ما فيه, فكتبوا بينهم وبينه كتاباً تحت العذْقِ في دار رَمْلَة بنت الحارث, فحَذرت يهود, وخافت وذَلَّتْ من يوم قَتل ابن الأشرف. "

ثم قال شيخ الاسلام:

" وما ذكره الواقديُّ عن أشياخه يوضح ذلك ويؤيده, وإن كان الواقديُّ لا يُحتَجُّ به إذا انفرد, لكن لا رَيْبَ في علمه بالمغازي, واستعلام كثير من تفاصيلها من جهته, ولم نذكر عنه إلا ما أسْنَدْناه عن غيره.

فقوله: (لَوْ قَرَّ كما قَرَّ غَيْرُهُ ممَّن هُوَ على مِثل رأيهِ مَا اغْتِيلَ وَلكنهُ نَالَ مِنَّا الأذى, وَهَجَانَا بالشِّعر, ولّم يَفْعَل هذا أحدٌ منكم إلا كان السيف) نصٌّ في أنه إنما انتقض عهدُ ابن الأشرف بالهجاء ونحوه, وأن مَنْ فعل هذا من المعاهدينَ فقد استحقَّ السيف, وحديث جابرٍ المسنَدُ من الطريقين يوافقُ هذا, وعليه العمدَةُ في الاحتجاج. "

(14) على أي وجه يُحمل قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه)؟

وفيه رد على شبهة نشأت عند بعض الفقهاء ..

قال شيخ الاسلام:

" فان قيل فاذا كان هو وبنو النضير قبيلته موادعين فما معنى ما ذكره ابن اسحاق قال حدثني مولى لزيد بن ثابت حدثتني ابنة محيصة عن ابيها محيصة ان رسول الله قال (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود كان يلبسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود اذا ذاك لم يسلم وكان اسن من محيصة فلما قتله جعل حويصة يضربه ويقول اي عدو الله قتلته اما والله لرب شحم في بطنك من ماله فوالله ان كان لاول اسلام حويصة فقال محيصة فقلت له والله لقد امرني بقتله من لو امرني بقتلك لضربت عنقك فقال حويصة والله ان ديننا بلغ منك هذا لعجب.

وقال الواقدي بالاسانيد المتقدمة قالوا فلما اصبح رسول الله في الليلة التي قتل فيها ابن الاشرف قال رسول الله (من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه) فخافت يهود فلم يطلع عظيم من عظمائهم ولم ينطلقوا وخافوا ان يبيتوا كما بيت ابن الاشرف وذكر قتل ابن سنينة الى ان قال ففزعت يهود ومن معها من المشركين وساق القصة كما تقدم عنه

فان هذا يدل على انهم لم يكونوا موادعين والا لما امر بقتل من صودف منهم ويدل على ان العهد الذي كتبه النبي بينه وبين اليهود كان بعد قتل ابن الاشرف وحينئذ فلا يكون ابن الاشرف معاهدا."

الرد على الشبهه:

" قلنا انما امر النبي بقتل من ظفر به منهم لان كعب بن الاشرف كان من ساداتهم وقد تقدم انه قال ما عندكم يعني في النبي قالوا عداوته ما حيينا, وكانوا مقيمين خارج المدينة فعظم عليهم قتله وكان مما يهيجهم على المحاربة واظهار نقض العهد < فامر النبي بقتل من جاء منهم لان مجيئه دليل على نقض العهد وانتصاره للمقتول وذبه عنه> واما من قر فهو مقيم على عهده المتقدم لانه لم يظهر العداوة ولهذا لم يحاصرهم النبي ولم يحاربهم حتى اظهروا عداوته بعد ذلك.

واما هذا الكتاب فهو شئ ذكره الواقدي وحده وقد ذكر هو ايضا ان قتل ابن الاشرف في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وان غزوة بني قنيقاع كانت قبل ذلك في شوال سنة اثنتين بعد بدر بنحو شهر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير