تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا بعينه ما ذكره إنجيل برنابا الذي حاولوا أن ينكروه، وهو أصح أناجيلهم على الإطلاق، وقد قدم له نصراني ماروني متعصب، وقال بأن: "هذا الإنجيل أخذتُه من الخزائن السرية لخزائن الفاتيكان"، وعرف عند النصارى قبل ظهور النبي عليه الصلاة والسلام بقرون. وكتب مقدمة لو تعطى الشهادات العليا "الدكتوراة" - وإن كان هذا حدث في جامعات أخرى - بمجرد دراسة هذه المقدمة؛ لأعطيته فيها أعلى شهادة بها: الدكتوراة، لبحث الإنجيل وكتابة المقدمة في نحو مائة صفحة؛ لكن عبارة عن كتاب دراسي تحقيقي، منتهى ما يكون من قوة في البحث والدليل والبرهان، وأظن أن الرجل أسلم، كتابته تدل على إسلامه، وابنه كان من أشر الناس وألعنهم، قتل، وهو أشك أنه قد مات مسلما.

{فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}. ليخربوا، وقد بدأوا. ماذا بعد ذلك؟. انتهى اليهود، والأمارة بيننا وبين ربنا: أن يفسدوا مرة ثانية، ويدخلوا الأقصا، وقد دخلوه، ولم يبق الآن إلا الخروج.

عندما وجدت هذا المعنى وانتبهت له، عادت إلي عقيدتي، وعاد إلي سلامة التفكير، وأحمد الله وأشكره ولا أزال. وقصصت ذلك على والدي [العلامة محمد الزمزمي الكتاني] في فاس، وأنا كنت أسكن سلا، فانتبه وأقرني، وقال لي: "ويؤكد فهمك: آخر السورة؟ ". ماذا؟، الله تعالى قص علينا بعد أن نصر موسى على فرعون وآل فرعون، قال: {وقلنا من بعده – من بعد غلبة فرعون ونصر موسى – لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}. [الإسراء/ 104]. إذا جاء وعد الفساد الآخر، التالي الأخير، الذي ليس بعده ثالث: {جئنا بكم لفيفا} ".

وهذا – أيضا – من المعجزات القرآنية العظيمة العجيبة، اللفيف في لغة العرب: العدد من ثلاثة إلى تسعة إلى عشرة، ومعناه: سيأتي اليهود إلى الأقصا إلى فلسطين لفيفا لفيفا. من أين؟. قال الله في سورة الأعراف: {وقطعناهم في الأرض أمما}. [الأعراف/ 168]، وهذا الذي حدث خلال خمسين عاما ولا يزالون يتجمعون من مختلف أقطار الأرض بالواحد والاثنين والثلاثة والخمسة، والسبعة والعشرة يتجمعون.

{وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا. وبالحق أنزلناه وبالحق نزل}. [الإسراء/ 104، 105]. يقول تعالى عن كتابه: بالحق أنزله وبالحق نزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام، كل ما فيه حق، وأنزله بحقه على النبي الحق محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

نتابع مع الشيخ الكتاني إن شاء الله تعالى: =

نهاية "إسرائيل" في السنة النبوية:

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 Mar 2009, 05:23 م]ـ

نهاية "إسرائيل" في السنة النبوية:

هذا المعنى أكده رسول الله عليه الصلاة والسلام بحديث متواتر، ويكاد أن يكون هذا الحديث من قبل غير مقبول أو غير مفهوم، وقد جاء سيد المحدثين والحفاظ، والذي قل أن مضى مثله ولم يأت بعده نظيره باليقين؛ وهو: الحافظ الإمام الحجة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المصري، في كتابه: "فتح الباري" عند شرحه لهذا الحديث، ولم أقله بعد، وسأقوله، فشرحه ولفت النظر إليه، ولكن عندما أراد النتيجة لم يصل إلى نتيجة، لأنه كما يقال في القواعد المنطقية: "الحكم على الشيء فرع تصوره"، فما كان يتصور العقل الإنساني إذذاك، ولا العقل منذ خمسين سنة فقط أن اليهود ستكون لهم قائمة وتكون لهم دولة.

قلنا: هذه الآية فسرها النبي عليه الصلاة والسلام فقال كما في صحيح مسلم، وصحيح البخاري، والكتب الستة، وصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، وصحيح الحاكم ... وغير ذلك من أمهات السنة، عن جماعة من الصحابة؛ فيهم: عمر، وفيهم: علي، وفيهم: ابن مسعود، وفيهم: ابن عباس ... إلى ثلاثة عشر صحابيا رضي الله عنهم: قال عليه الصلاة والسلام: "تقاتلكم اليهود، فتقاتلونهم، فتنتصرون عليهم، حتى يقول الشجر والحجر والمدر: يا عبد الله، يا عبد الرحمن، يا مسلم؛ هذا يهودي خلفي تعال فاقتله!. إلا الغرقد".

هذا الحديث عجيب غريب، كان يقول عمر بن الخطاب: "إن معجزات محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد موته لأعظم منها في حياته"، وأنا أقول هذا والله قبل أن أسمع هذه الكلمة وأرويها عن عمر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير