ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Mar 2009, 07:23 م]ـ
الكتاب الرابع: بحر الدموع:
تحقيق إبراهيم باجس عبدالحميد، دار ابن حزم، الطبعة الرابعة 1428هـ.
قبل أن أشرع في الفوائد أود أن أبين مسألة أراها مهمة وهي:
أن الكتاب فيه رقائق توجد في غيره وفيه مخالفات عقدية ومبالغات فلينتبه لذلك.
يقول محقق الكتاب إبراهيم باجس ذاكراً الصعوبات التي واجهته في تحقيق الكتاب:
إيراد المصنف لكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، والحكايات المستغربة والمستهجنة عن أهل الكتاب وغيرهم من الزهاد، في كتبه الوعظية، وكثير من هذه الأحاديث والحكايات قدح فيها المؤلف رحمه الله في كتبه الأخرى مثل كتاب (الموضوعات) وكتاب (العلل المتناهية) وشنع على رواتها.
وأصبحت مقولة من يترجم لابن الجوزي أنه متشدد في نقد الأحاديث، متساهل في إيرادها في كتبه والاستشهاد بها.
قال ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) في ترجمة أحمد بن محمد الغزالي الواعظ: (وقد ذمه أبو الفرج بن الجوزي بأشياء كثيرة، منها راويته في وعظه أحاديث غير صحيحة، والعجب أنه يقدح فيه بهذا، وتصانيفه هو ووعظه محشو به، مملوء منه).
الفوائد:
1 ـ يا ابن آدم، الدنيا مطية، إن ركبتها حملتك، وإن حملتها قتلتك. ص89.
2 ـ يقال:
أن أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه كان يسكن بجواره شاب مولع بشرب الخمر، فكان أبو حنيفة يسهر الليل على النظر في الكتب والقراءة، وكان بينه وبين الشاب جدار، فكان يشربُ ويتمثل:
سأنشدهم إذا ما هم جفوني
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ويكثر التردد بهذا البيت، فكان أبو حنيفة يستأنس بكلامه.
فلما كان ذات ليلة، لم يسمع له أبو حنيفة حِساً، فلما خرج لصلاة الصبح سأل عنه، فقيل له: إن صاحب الشرطة لقاه مخموراً، فحمله إلى السجن، فلما صلى أبو حنيفة، مضى إلى منزل صاحب الشرطة، و استأذن عليه، وأعلمه بنفسه، فخرج إليه صاحب الشرطة حافي القدمين، عاري الرأس، وقبل يده، وقال: يا سيدي، وما بلغ من قدري حتى تأتيني إلى منزلي؟ فقال أبو حنيفة: إني جئتك في قضية جار لي سُجن الليلة، فقال: أشهدك يا سيدي أني أطلقته وجميع من سُجن في تلك الليلة.
قال: وانصرف أبو حنيفة والرجل معه. ثم التفت إليه، وقال: هل ضيعناك يا أخي، أم قمنا بحقك رعياً لقولك: أضاعوني وأي فتى أضاعوا؟
فقال: لا والله لم تضيعني، بل رعيتني، جزاك الله عن الجوار خيراً، وأشهدك أني تائب لوجه الله تعالى.
قال فلزم الإمام، وعبد الله حتى أتاه اليقين. ص154 ـ 155.
هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Apr 2009, 05:27 م]ـ
الكتاب الخامس: تعظيم الفتيا
قرأه وعلق عليه ووثق نصوصه وخرج أحاديثه مشهور بن حسن آل سلمان، الطبعة الأولى 1423هـ، مكتبة التوحيد.
1 ـ اُستفتِي الحسن بن زياد اللؤلؤي في مسألة فأخطأ، فلم يعرف الذي أفتاه، فاكترى منادياً فنادى: أن الحسن بن زياد اُستفتي يوم كذا وكذا في مسألة فأخطأ، فمن كان أفتاه بشيء فليرجع إليه، فمكث أياماً لا يُفتي حتى وجد صاحب الفتوى، فأعلمه أنه قد أخطأ، وأن الصواب كذا وكذا. ص 91 ـ 92.
2 ـ بلغني (القائل ابن الجوزي) عن بعض مشايخنا أنه أفتى رجلاً من قرية بينه وبينها أربعة فراسخ، فلما ذهب الرجل، تفكر، فعلم أنه أخطأ، فمشى إليه فأعلمه أنه أخطأ، فكان بعد ذلك إذا سُئل عن مسألة توقف، وقال: ما في قوة أمشي أربعة فراسخ. ص 92.
3 ـ عن مالك بن أنس قال: حدثني ربيعة قال: قال لي ابن خلدة وكان نعم القاضي: يا ربيعة أراك تفتي الناس، فإذا جاءك رجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه، وليكن همك أن تتخلص مما سألك عنه. ص126 ـ 127.
هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[10 Apr 2009, 03:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
وجزى الإمام ابن الجوزي -رحمه الله- خير الجزاء
فما أحسن نصحه وما أصدق عباراته
وإن لهذه الكلمات نورا لايوفق إليها الا من أنار الله بصيرته
قال تعالى: (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)
اللهم أنر بصائرنا وارزقنا الإخلاص في القول والعمل
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Apr 2009, 07:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي فهد ووفقك وجمعنا ومن نقلت عنهم بمحد صلى الله عليه وسلم
كلام يثلج الصدر وتدمع له العيون سبحان من نور بصائرهم
لو كنت عندك لقبلت رأسك الناصح
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Apr 2009, 12:38 ص]ـ
أستغفر الله يادكتور فاضل بل لو كنت عندك لقبلت رأسك، وأشكرك على حسن ظنك وتواضعك الذي أسأل الله بمنه وكرمه أن يرفعك به.
وأثني بالشكر للأخت أفنان، وأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتعاونين على الخير الدالين عليه.
¥