يا متصرفين في إطلاق الأبصار، جاء توقيع العزل (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، إطلاق البصر ينقُشُ في القلب صورة المنظور، والقلب كعبة، وما يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام. ص543.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 May 2009, 06:01 ص]ـ
11 ـ إخواني! تفكروا في الذين رحلوا، أين نزلوا؟ وتذكروا أن القوم نُوقشوا وسُئلوا، واعلموا أنكم كما تُعذلون عُذِلوا، ولقد ودوا بعد الفوات لو قبلوا.
سألت الدار تخبرني عن الأحباب ما فعلوا
فقالت لي: أناخ القوم أياماً وقد رحلوا
فقلت: فأين أطلبهم وأي منازل نزلوا
فقالت: بالقبور وقد لقوا والله ما عملوا
أناس غرهم أمل فبادرهم به الأجل
فنوا وبقي على الأيام ما قالوا وما عملوا
وأُثبتَ في صحائفهم قبيح الفعل والزلل
فلا يُستعتبون ولا لهم ملجا ولا حِيَل
ندامى في قبورهم وما يغني وقد حصلوا
ص 548.
12 ـ حر الصيف يُذكر حر جهنم، وبرد الشتاء محذرٌ من زمهريرها، والخريف ينبه على جني ثمار الأعمار، والربيع يحث على طلب العيش الصافي. ص576.
13 ـ يا هذا!
كنت تدعي حبنا، وتؤثر القرب منا، فما هذا الصبر الذي قد عنّ عنا؟
كنت تستطيب رياح الأسحار، وما تغير المهب، ولكن دخل فصلُ برد الفتور ولم تحترز، فأصابك زكام الكسل.
كنت في الرعيل الأول، فما الذي ردك إلى الساقة؟
قف الآن على جادة التأسف والزم البكاء على التخلف، فأحق الناس بالأسى من خُص بالتعويق دون الرفقاء. ص581.
14 ـ
أيها المرائي!
قلب من ترائيه
بيد من تعصيه. ص584.
15 ـ
العمل صورة والإخلاص روح.
خليج صاف أنفع من بحر كدر.
إذا لم تخلص فلا تتعب.
عمل المرائي بصلة كلها قشور.
المرائي يحشو جراب العمل رملاً فيثقله ولا ينفعه.
لما أخذ دود القز ينسج، أقبلت العنكبوت تتشبه، وقالت: لك نسج ولي نسج.
فقالت دودة القز: ولكن نسجي أردية الملوك، ونسجك شبكة للذباب وعند مس النسيجين يبين الفرق.
شجرة الصنوبر تثمر في ثلاثين سنة، وشجرة الدباء تصعد في أسبوعين، فتقول لشجرة الصنوبر: إن الطريق التي قطعتها في ثلاثين سنة قد قطعتها في أسبوعين، فيقال لي: شجرة، ولك شجرة.
فتجيبها: مهلاً إلى أن تهب ريح الخريف. ص606 ـ 607.
16 ـ قيل (لعامر بن عبد قيس): أما تسهو في صلاتك؟
قال: أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟!. ص 649.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 May 2009, 12:19 ص]ـ
17 ـ العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة.
أيها المعلم تثبت على المبتدي (وقدر في السرد) فللعالم رسوخ وللمتعلم قلق.
أيها الطالب تواضع في الطلب، فإن التراب بينا هو تحت الأخمص صار طهوراً للوجه، السهر مرقى إلى أطيب مرقد. ص715.
18 ـ
نُراعُ إذا الجنائز قابلتنا
ونسكن حين تخفى ذاهبات
كروعة ثلة لظهور ذئب
فلما غاب عادت راتعات
ص730.
19 ـ
يا هذا!
ظلمك لنفسك في غاية القبح، إلا أن ظلمك لغيرك أقبح.
ويحك!
إن لم تنفع أخاك فلا تؤذه، وإن لم تعطه فلا تأخذ منه، لا تشابهن الحية، فإنها تأتي الحفر الذي قد حفره غيرها فتسكنه، ولا تتمثلن بالعُقاب، فإنه يتكاسل عن طلب الرزق، ويصعد على مرقب عال، فأي طير صاد صيداً اتبعه، فلا تكون له همة إلا إلقاء صيده والنجاة بنفسه.
في الحيوانات أخيار وأشرار كبني آدم، فالتقط خير الخلال وخل خسيسها، ولا تكن العصافير أحسن منك مروءة، إذا أوذي أحدها صاح، فاجتمعن لنصرته، وإذا وقع فرخها طرن حوله يعلمنه الطيران.
ياهذا!
تخلق في إعانة الإخوان بخُلُق النملة، فإنها قد تجد جرادة لا تطيق حملها، فتعود مستغيثة بأخواتها، فترى خلفها كالخيط الأسود قد جئن لإغاثتها، فإذا وصلن بالمحمول إلى بيتها، رفهنه عليها (تركنه طعاماً لها).
هيهات إن الطبع الردي لا يليق به الخيّر، هذه الخنفساء إذا دفنت في الورد لم تتحرك، فإذا أعيدت إلى الروث رتعت. وما يكفي الحية أن تشرب اللبن حتى تمج سمها فيه، وكل إلى طبعه عائد، إلا أن الرياضة قد تزيل الشر جملة، وقد تخفف، كما أن غسل الأثر إن لم يزله خفف.
إن دمت على سلوك الجادة رجونا لك الوصول، وإن طال السري. ص742.
20 ـ من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه. ص749.
هذا ما تيسر إلى إيراده ويليه كتاب آخر من كتب الإمام ابن الجوزي رحمه الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[خلوصي]ــــــــ[11 May 2009, 08:31 ص]ـ
أخانا الفاضل
بارك الله فيكم و في جهودكم
و حبذا لو تكبر الخط إلى 5
و حبذا لو تلون لنا بعض العبارات إن ناسب المقام
أو تضع بعضها في الوسط؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 May 2009, 12:00 م]ـ
أخي الفاضل خلوصي وفقك الله وبارك فيك وفي عباراتكم التي تكتبونها في الملتقى فهي فائقة رائقة أمتع الله بكم ورفع قدركم.
أما ما تفضلتم به من الألوان فقد حاولت مراراً أن أفعل ذلك ولم أوفق فلعلك ترشدنا لكيفية ذلك بارك الله فيكم ووفقكم.
¥