ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Apr 2010, 11:38 م]ـ
4 ـ الويل كل الويل لعاق والديه، والخزي كل الخزي لمن ماتا غضابا عليه، أف له هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه، أتبع الآن تفريطك في حقهما أنيناً وزفيراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). كم آثراك بالشهوات على النفس، ولو غبت ساعة صارا في حبس، حياتهما عندك بقايا شمس، لقد راعياك طويلاً فارعهما قصيراً، (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). كم ليلة سهرا معك إلى الفجر، يداريانك مداراة العاشق في الهجر، فإن مرضت أجريا دمعاً لم يجر، تالله لم يرضيا لتربيتك غير الكفّ والحجر سريرا (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) يعالجان أنجاسك ويحبان بقاءك، ولو لقيت منهما أذى شكوت شقاءك، ما تشتاق لهما إذا غابا ويشتاقان لقاءك، كم جرعاك حلوا وجرعتهما مريراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). أتحسن الإساءة في مقابلة الإحسان، أوما تأنف الإنسانية للإنسان، كيف تعارض حسن فضلهما بقبح العصيان، ثم ترفع عليهما صوتاً جهيراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). تحب أولادك طبعاً، فأحبب والديك شرعاً، وارع أصلاً أثمر لك فرعاً، واذكر لطفهما بك وطيب المرعى أولاً وأخيراً (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). تصدق عنهما إن كانا ميتين، واستغفر لهما واستدم هاتين الكلمتين، وما تكلف إلاّ أمراً يسيرا (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً). ص169.
5 ـ إخواني: غاب الهدهد عن سليمان فتوعده بلفظ (لأعذبنّه) فيا من يغيب طول عمره عن طاعتنا، أما تخاف من غضبنا؟! خالف موسى الخضر في طريق الصحبة ثلاث مرات فحل عقدة الوصال بكف: (هذا فراق بيني وبينك) أما تخاف يا من لم يف لمولاه أبداً أن يقول في بعض خطاياك: هذا فراق بيني وبينك. ص209.
6 ـ يا ابن آدم: فرح الخطيئة اليوم قليل وحزنها في غد طويل، ما دام المؤمن في نور التقوى فهو يبصر طريق الهدى، فإذا طبق ظلام الهوى عدم النور. ص243.
7 ـ
أؤمل أن أعيش وكل يوم
بسمعي رنة من معولات
وأيدي الحافرين تكل مما
تُسَوي من مساكن موحشات
نراع إذا الجنائز قابلتنا
ونسكن حين تخفى ذاهبات
كروعة قلّة لظهور ذيب
فلما غاب عادت راتعات
ص285.
8 ـ تشبث بذيل الحلم، وصح بصاحب العفو، لعل شفيع الاعتراف يسأل في أسير الاقتراف. يا هذا مناجاتك منجاتك، وصلاتك صِلاَتك، ناد الأسحار والناس نائمون: يا أكرم من أمله الآملون.
يا هذا: ماء العين في الأرض حياة الزرع، وماء العين على الخد حياة القلب، يا طالب الجنة: بذنب واحد أخرج أبوك منها، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها، إن امرأ تنقضي بالجهل ساعاته، وتذهب بالمعاصي أوقاته، لخليق أن تجرى دائماً دموعه، وحقيق أن يقلّ الدجى هجوعه. ص308.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 May 2010, 10:50 ص]ـ
9 ـ جاز أبو بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ على بلال وهو يعذب فجذب مغناطيس صبر بلال حديد صدق الصديق، ولم يبرح حتى اشتراه، وكسر قفص حبسه، فكان عمر ـ رضي الله عنه يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا.
تعب في المكاسب فنالها حلالا، ثم أنفقها حتى جعل في الكساء خلالا، قال له الرسول أسْلِم فكان الجواب: نعم بِلاَ لا، ولو لم يفعل في الإسلام إلا أنه أعتق بلالا. ص339.
10 ـ رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً صبية تمشي في السوق والريح يلقيها لضعفها، فقال من يعرف هذه؟ فقال ابنه عبدالله: هذه إحدى بناتك قال: أي بناتي؟ قال: بنت عبدالله بن عمر قال: فما بلغ بها ما أرى؟ قال: إمساكك ما عندك. قال إمساكي ما عندي، يمنعك أن تطلب لبناتك ما يطلب الناس؟ أما والله ما لك عندي إلا سهمك مع المسلمين وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب الله!. ص351 ـ 352.
11 ـ جرت دموع حزنهم في سواقي أسفهم، إلى رياض صفائهم فأورقت أشجار وصالهم، ودموعهم تجري كالديم كلما ذكروا زلة قدم، جاعوا من طعام الهوى وآذاك التخم. تالله ما نال الكرامة إلاّ من قال للكرى: مه. إن أردت لحاقهم فطلّق الهوى طلاق البتات، اخل بنفسك في بيت الفكر وخاطبها بلسان النصح، واعزم على الوفاق من غير تردد، قف على باب الصبر ساعة، وقد ركّب على قفل العسر مفتاح النجاح. ص365.
12 ـ عائشة رضي الله عنها: ما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكر سواها، ولا أحب زوجة كحبه إياها، جاء بها الملك في سَرقة فجلاها، وتكلم الله ببراءتها، سبحان من أعطاها، وما يرمي الأصحاء بالسقم إلا سقيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم). واعجباً لمبغضيها من هم، إن فهمت قولي قلت: إن هم، ضرهم والله ما صدر عنهم، خفت والله عقولهم والآفة تهيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم).تكلموا فيها بترهات، وراموا ذم السماء وهيهات، يا عائبها إن عرفت عيباً فهات، كفانا الله شر عقوق الأمهات، فإنه قبيح ذميم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم). ما كان سوى غيم ثم تجلى، وانصرف الحزن وتولّى بالفرح الذي تولّى، ولبس الممدوح أحسن الحُلى وتحلّى، وحمل القاذف إثماً وكلاّ، أيقدح العقلاء في أمهاتهم، القاذفون كلاّ هي منهم عقيم (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم). ص391 ـ 392.
13 ـ يا هذا إن أردت لقاءنا في حضرة القدس، واشتاق سمعك إلى نغمات الأنس، فصم عن لذات النفس وشهوات الحس، واصبر على قطع مفاوز الحَزْن، واستأنس ببثك في بيت الوجد. اقطع أمل الهوى بقهر العزم، واقرع فضول الكلام بسوط الصمت، وانبذ إلى كلب الشهوات كِسَر الصبر، فإذا سمعت ضجيج محبوس النفس يستغيث من سجن الزهد لشدة الحصر، فصح به: يا صاح صبراً على ضيق الحبس، لعلك تخرج إلى رياض (اجعلني على خزائن الأرض).
وقد صمت عن لذات دهري كلها
ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
ص 403 ـ 404.
¥