22 ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يعظ أخاه في الحياء، فقال: (الحياء من الإيمان).
قوله: (يعظ أخاه في الحياء) هل المعنى عنه أو فيه؟ يعني يقول: لا تستح أو يقول: استح؟
الظاهر والله أعلم أن السياق يدل على أنه يعظه في الحياء، أي أنه منهمك في الحياء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحياء من الإيمان).
فعندي أن قوله: يعظ أخاه في الحياء، أي: ينهاه عن كثرته. ص202.
23 ـ عن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: قلت: يارسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عند أحداً بعدك. وفي حديث أسامة غيرك قال: (قل آمنت بالله فاستقم).
هنا سؤال يشكل على البعض، ففي قصة الأعرابي لما سأل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن عمل يدخله الجنة فعلمه أركان الإسلام، وهنا قال لسفيان رضي الله عنه: قل آمنت بالله فاستقم) فما الجواب؟
الجواب أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يجيب كل إنسان بما يناسب حاله، فالرجل الذي قال: أوصني قال له: (لا تغضب)، ومعلوم أن الوصية العامة لكل الخلق، هي الوصية بتقوى الله عز وجل، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا بعث أميراً على جيش، أو سرية أوصاه بتقوى الله، فالنبي عليه الصلاة والسلام يخاطب كل إنسان أو يجيب كل إنسان بما يناسب حاله، فقد يسأله سائل فيقول: أي العمل أفضل؟ فيقول له: الجهاد في سبيل الله، ويقول للآخر خلاف ذلك.
وهذه مسألة ينبغي أن يتنبه لها الإنسان، وهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله، بخلاف ما إذا تكلم بدون سؤال، فإنه يذكر الأصل. ص206.
24 ـ هل يجوز أن نبدأ الكفار بالسلام بقصد ترغيبهم في الإسلام؟
الجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام) لكن إن رأيت أن تبدأه بالسلام، سلم على من اتبع الهدى، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يرسل الكتب إلى ملوك الكفرة، يقول: (السلام على من اتبع الهدى) فيكون في هذا ـ مع حصول السلام ـ دعوة له إلى الهدى.ص208.
25 ـ الأحوال في إزالة المنكر أربع:
الحال الأولى: أن يزول المنكر بالكلية.
الحال الثانية: أن يخفف المنكر، وفي هاتين الحالتين ـ الأولى والثانية ـ يجب الإنكار.
الحال الثالثة: أن يرى المنكِرُ أن إنكاره لا يزيد من المنكر ولا ينقصه، فهو في هذه الحال مخير، والإنكار أولى.
الحال الرابعة: أن يكون إنكاره سبباً في زيادة المنكر، ففي هذه الحال يحرم الإنكار. ص226.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 May 2009, 03:41 ص]ـ
26 ـ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غلظ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز).
قوله عليه الصلاة والسلام: (الإيمان في أهل الحجاز) يؤيد تفسير من فسر اليمن بأنه الحجاز عموماً، فتدخل فيه المدينة و مكة، وأهل اليمن: صنعاء، وعدن، وغير ذلك، فهو أعم مما هو مفهوم عند كثير من الناس في اليمن. ص236.
27 ـ قال تعالى عن القرءان: (في كتاب مكنون) أي: أن القرءان في الكتاب المكنون، يعني: اللوح المحفوظ، وهل الذي في الكتاب المكنون نفس القرءان؟ أو المراد ذكره؟
الجواب: أن المراد بذلك ذكر القرءان، وليس القرءان، ولكن ذكره بالثناء عليه، وبيان وقت نزوله، وعلى من ينزل، وماذا يكون من ثمراته، وما أشبه ذلك، وهذا ليس ببعيد، كما قال تعالى: (وإنه لفي زبر الأولين).
ومن المعلوم أن القرآن الكريم، ليس الذي في زبر الأولين لفظه، بل الذي في زبر الأولين ذكره، و التحدث عنه.
ويؤيد هذا القول أن القرءان نزل من عند الله تعالى إلى جبريل، إلى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يتكلم به جل وعلا حين نزوله. ص274 ـ 275.
28 ـ قال تعالى: (في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون).
في قوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) إشارة إلى أن القرءان الكريم لا ينتفع به إلا من طهر قلبه من الشرك، والحقد، والبغضاء، ليكون طاهراً قابلاً لمعرفة المعاني. ص276.
29 ـ السحر نوعان:
النوع الأول: نوع يكون بمساعدة الشياطين ومعاونتهم، وهو أعظمه، وهو الذي يكون بالنفث في العقد ونحوها، وهذا كفر، أي: أن فاعله يكفر، ويجب قتله دفعاً لأذيته، ومن أجل ردته، حتى لو فرض أنه تاب فإننا نقتله لأنه حد، كما جاء في الحديث: (حد الساحر ضربة بالسيف)، اللهم إلا أن تقوم القرائن القوية على أن الرجل نزع عن هذا، وتاب توبة نصوحاً، فهنا نقول: إننا نقبل توبته أما مجرد أن يقول: تبت، ولم تظهر قرائن، فإنه لا تقبل توبته.
النوع الثاني: سحر يكون بالأدوية المركبة، وهذا أهون من الأول، ولهذا قال كثير من العلماء: إنه لا يكفر لأن هذا مثل الذي يعتدي على الغير بأي عدوان كان.
وكلا النوعين من كبائر الذنوب، الأول: كبيرة وكفر، والثاني: كبيرة دون الكفر. ص310 ـ 311.
30 ـ عن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره).
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يكلمهم الله) أي: تكليم رضوان، وإلا فإن الله تعالى يكلم أهل النار ـ وهم في النار ـ قال: (اخسئوا فيها ولا تكلمون) وهذا خطاب لهم، ولكن لا على سبيل الرضا. ص349.
¥