تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيا أيها الأخ في الله، والمحب لوجه الله، حضرني اليوم تحرير، من السيد العلاَّمة النحرير، حضرة مولانا السيد شكري أفندي الآلوسي ـ أيده الله ـ، يذكر لي أن جنابكم حررتم له كتاباً تطلبون فيه من حضرته بعض كتب شيخ الإسلام تقي الدين ـ رضي الله عنه و أرضاه، وجعل في أعلى فراديس الجنان مأواه، وجزاه عن الإسلام خير ما جازى من ارتضاه، آمين.

وذلك: " الرد على ابن سبعين" و " التسعينية" .... إلخ وأنه عرّف حضرتكم في هذا الشأن.

ولقد أدخل السيد شكري أفندي عليَّ السرور الزائد، بما نوه لي عن فضلكم، وصلاحكم، وكمالكم، وغيرتكم على نشر آثار السلف، لاسيما آثار شيخ الإسلام ـ رضي الله عنه ـ فإن هذا غاية أمنيتنا، ونهاية رغبتنا، وقد حمدت الله تعالى وشكرته على أن قيَّض لهذا الشأن أمثالكم.

ومن مدة كاتبت السيد شكري أفندي وعرفته بأن محبيّ السلف، من الواجب عليهم الآن أن ينهضوا لإحياء آثارهم ونشرها بواسطة الطبع، وأن يجاروا غيرهم من الذين ينشرون تلك الكتب التي لا تزيد إلا خبالاً وضعفاً في العقيدة، فإن أكثر المطابع ترغب الآن في التجارة، ولا يهمها إلا الكسب الدنيوي، وإن فاتهم الربح الأخروي، مع أن الأحمديين والسلفيين بقية عظمى من أهل الخير والصلاح.

فيا سيدي! البدار البدار، والسباقَ، السباقَ، فما لنا إلاَّ أمثال همتكم، أحباكم المولى الحياة الطيبة، وزادكم نفعاً وانتفاعاً.

أخي! تعلمون أن شيخ الإسلام توفى بدمشق، وأن رسائله معظمها، والحمد لله في دمشق، وإن فقد منها شيء، أو طار من الشام إلى غيرها، إلاَّ أن في المكتبة العمومية عندنا من رسائله وقواعده في كتاب " الكواكب " الذي جمعه الشيخ " ابن عروة "، وكتب فيه جملة وافرة من تآليف شيخ الإسلام، وبها ما يكفي ويشفي.

إلى أن قال:

ثُمَّ أرى أن نسعى بطبع شيء من رسائله عندنا في الشام، لأن المطابع الآن كثرت فيها ـ والحمد لله ـ، والقصد الإسراع والسباق إلى هذه الخيرات، وإن يكن بعض المطابع في مصر تعتمدون عليها في ذلك، ولكن القصد إشغال عدة مطابع، لنرى تلك الدرر انتشرت بسرعة.

ولا يخفى فضلكم أن أعظم واسطة لنشر المذهب السلفي هو طبع كتبه، وأن كتاباً واحداً تتناوله الأيدي على طبقاتها خير من مائة داعٍ وخطيب، لأن الكتاب يبقى أثره، ويأخذه الموفق والمخالف، وأعرف أن كثيراً من الجامدين اهتدوا بواسطة ما طبعاناه ونشرناه، اهتدءً ما كان يظن، والحمد لله على ذلك.

لقد أحزنني ما ذكر لي السيد شكري أفندي في كتابه أنه أرسل من سنتين كتاب " مدارج السالكين" للشيخ فرج الله، وأنه الآن لم يطبعه، فلماذا يا ترى؟ لذا أرى أن تتعدد محال طبع تلك النفائس.

والآن، الفقير ينتظر إشارتكم في هذا، وإنني وأخي أخدم هذا الشيء إلى آخر نفس من حياتنا، وأسأله تعالى أن يحشرنا في زمرة السلف بفضله وكرمه، وعلى قدر ما ترسلونه من الدراهم يكون النسخ أو الطبع، فلبدار البدار، والفرصة الفرصة يا أخي!

وما أظن ترون في الشام من له غيرة على آثار الشيخ ـ رضي الله عنه ـ أمثالنا، فالآن آن الأوان، وما بقي إلا الاهتمام بذلك، حتى أن المرحوم الشيخ عبد العزيز السناني كان كتب للحاج مقبل الذكير عن اهتمامي وحرصي، وسعيي الليل والنهار في نشر آثار الشيخ، وأنتظر جوابه ولم أدر بعد ما كان، حتى قيَّض الله لنا غيرتكم وشهامتكم، أكثر الله من أمثالكم، ونفع بسعيكم، وجازاكم كل خير.

.................................................. ...... في 26 ربيع الأول سنة 1327

.................................................. ......... الفقير إليه تعالى

.................................................. ............ جمال الدين القاسمي

انظر؛ كتاب " جمال الدين القاسمي وعصره " لظافر القاسمي (ص 585 ـ 589)

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:47 م]ـ

(8)

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة سيدنا علامة عصره، وفريد دهره، نفعنا المولى بعلومه وفرائده، وأعاد علينا من بركات عوائده، آمين.

سلامٌ عليكم ورحمة والله وبركاته.

وبعد:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير