تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سماحة مولانا، ناصر السلف، قدوة أكابر الخلف، نفعنا المولى بإفاداته، وبارك لنا بإرشادته، آمين.

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمَّا بعد:

فإن الفقير حظي من مدة بمراسلات المولى التي تفضل بإهدائها، فَشَكَرَ الله لُطفه وفضله، وذكراه لمخلصه وخليله، أما أولئك الذي يَتَطَفَلَّون

على التآليف فيكفيهم ما يرونه الآن من ضحك العقلاء عليهم، والهُزء بهم، وزهادة أكثر مُريديهم في الحقيقة فيهم، فيكف بما سيأتي من الزمان، وبغير مريديهم؟ وا أسفاه على ضيعة الطُّروس، والتعب في صف السطور، وذهاب ما بذل في نشرها من سُدى، نعوذ بالله من ضلال الأحلام والأعمال، وزعم السيء حسناً ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أرسل من أيام الأستاذ التِلِمْسَاني يُبَشِرني بتمام طبع المجموعة (1) التي منها رسالة البركوي التي عنيت بتصحيحها، وكنت حذفت اسمي من عنوان التصحيح التي نقل في طبعها في الطُرَّةِ عن خطي تباعداً أن يكون لنا يد في نشرها فتنال حظوة أعلى.

ثُمَّ سيدي ظفرت

في هذه الأيام بمجموعة في خزانة أصدقائنا بني الشطِّي أعارنيها جميل أفندي الشطي من الأدباء المتنورين الملازمي بعض دروسنا ومجامعنا (2) وجدتها محتوية على:" قاعدة في أنَّ جنس فعل المأمور به أعظم من جنس ترك المنهي عنه " (3) في نحو ثلاث كراريس لشيخ الإسلام، وعلى:" مختصر رد الشيخ على البكري" في نحو عشر كراريس، مأخوذ عن تاريخ ابن كثير، لأن عنوانه: قال ابن كثير في:" تاريخه" ثُمَّ ذَكَرَ ترجمة البكري و الرد عليه.

وعلى فتوى الشيخ في:" مسألة الذبائح" (4)، وعلى:" فضل طواف الحائض، والجنب، والمُحدِث" (5)، للشيخ، منقول عن خط ابن القيم في ستة كراريس.

رأيت أهم ذلك ردّه ـ رحمه الله ـ على البكريّ، فهل يوجد الأصل بتمامه عندكم أو عند أحد؟ فإن كان فأرى من الضروري أن يطبع على حدة (6)، وأن يشوَّق لذلك من ترون من السلفيين، وأرى إذا طبع أن يطبع بقطع النصف بحرف رقيق ليخف حمله ويستصحب.

وأمَّا طبع مثله بحرف الشيخ فرج الله فمضيع له، ولذلك تأسفت على طبع مجموعة الرسائل الجديدة بالحرف الكبير لاسيما بذاك الحجم، نعم يحسن هذا القطع بمثل:" فتاوى الشيخ".

أمَّا الرسائل

وما يراد تبادل الأيدي له، وتسهيل الوقوف عليه فيجدر أن يكون بقطع صغير وحفر مثله، وحبَّذا أن يوفق في العراق من يحتسب هذا الخير فيطبعه عندكم بمطبعة الشابندر وحرفه، ويقوم سيادة مولانا على تصحيحه.

حضر في رمضان الشيخ قاسم آل إبراهيم إلى الشام فذهبت بصحبة الأستاذ الكبير الشيخ عبد الرازق البيطار ومعنا صديقنا محمد أفندي كرد علي للسلام عليه، وكانت المذاكرة في رحلته، ففاتحته فيما جد في (بمبي) بلده من مطبوعات السلف، فما فقه المرام، فأحجمت عن الاسترسال وظننته يحرص على الاجتماع ثانية لأفاتحه، وإلى الآن لم أره ثانية.

والفقير ليس ـ بحمد الله ـ من مشربي الحرص على السعي لمثل هؤلاء؛ لأنه تعالى ولله الحمد والمنة زَهَّدني وسَلفي (7) من إكبارهم، ولذا ينقم علينا وجهاء الشام انقباضنا عنهم إلا من كان على مشربنا، وقليل ما هم، لما يرون من اندفاع غيرنا على رحابهم، إلاَّ أني رأيت السيد رشيد

رضا نوَّه به في المنار، فظننت أنه يرجع لعلم، ولو كان عندنا في الشام أمثال المرحوم السناني أو الروَّاف لربما كان يتوهم فيه دلالته على مثل هذا المجموع الذي نوهت به يطبع على نفقته؛ لأن الرجل على ما بلغني سمح، إلاَّ أنَّ أمثالنا لا يمكنه القيام بذلك، ولم يسبق أن تعرَّف به، ولا ثمة مُعرِّف.

كتاب:" التلغراف" على وشك تمام الطبع، وقد آثرت من كتاب مولانا في مسألة التلغراف جملة جعلتها ـ مع أخواتها مما روسلت به في المسألة من الأعلام ـ مسك الختام

.................................................. .......... في 12 شوال سنة 1329هـ

.................................................. ................ جمال الدين القاسمي


(1) يحتوي هذا المجموع على الرسائل والكتب التالية:
1 - الرد الوافر، لابن ناصر الدمشقي.
2 - القول الجلي في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، لصفي الدين البخاري.
3 - الكواكب الدرية في مناقب ابن تيمية، لمرعي الكرمي.
4 - تنبيه الغبي في الرد على المدراسي والحلبي، لأحمد بن عيسى النجدي.
5 - رسالة الزيارة، للبركوي.
6 -
عقيدة ابن قدامة المقدسي.
7 - فائدة في عد الكبائر، للحجاوي.
8 - عقيدة أهل الأثر على سبيل السؤال والجواب، لأبي الخطاب الكلواذني.
9 - ذم التأويل، لابن قدامة.
وقد طبعت بأمر الشيخ عبد القادر التِلِمْسَاني بمطبعة كُردِستان العلمية سنة (1329هـ).
(2) هو: الشيخ محمد جميل الشطي، تولى إفتاء الحنابلة، له عناية بالتاريخ والأدب، وقد أخذ عن الشيخ جمال الدين القاسمي، وله بعض مؤلفات، كما نشر بعض الآثار العلمية الحنبلية، توفي سنة (1379هـ)، انظر ترجمته لنفسه في آخر كتابه: "روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر" (ص 267)، و " الأعلام" للزركلي (6/ 73).
(3) ذكره الشيخ محمد بن عبد الله المعروف بابن رُشيق المغربي في:" أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية" (ص 244)، المطبوع ضمن:" الجامع لسيرة ابن تيمية".
(4) المصدر السابق.
(5) مطبوع ضمن:" فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" (26/ 176).
(6) اعتنى العلاَّمة القاسمي بهذا الكتاب، حيث قام بنسخه تلميذه الشيخ حامد التقي، وكتب الشيخ جمال الدين بآخره:" بلغ معارضة على أصل مخطوط جيد في مكتبة الأفاضل بني الشطي، وتمت المعارضة في 25 جمادى الثانية سنة 1330هـ، وكتبه جمال الدين القاسمي"، وقد أرسل هذه المنسوخة إلى الشيخ محمد نصيف، وقد طبع الكتاب سنة 1346هـ على نفقة الملك عبد العزيز آل سعود، ثُمَّ طبع مرة أخرى على المخطوطة السابقة ومخطوطات أخرى بدار الغرباء بالمدينة، بتحقيق محمد عجال سنة 1417هـ.
(7) يعني جده ووالده.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير