تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:52 م]ـ

(34)

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الإمام، وعمدة العلماء الفخام، ومرجع الخاص والعام، ناصر الدين المبين، وناشر هدى سيد المرسلين، جناب الشيخ جمال الدين، متَّع الله بطول حياته المسلمين.

سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمَّا بعد:

فقد شرَّفنا كتابكم، وآنسنا خطابكم، حيث كان القلب في ألم، والفؤاد في سقم، بسبب وفاة عمنا المبرور السيد أحمد شاكر (1) في إسلامبول وذلك بُعَيد عيد الفطر، وكان آخر من بقى من الأعمام، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون، وبقى الفكر مضطرباً من جهة عائلته وأولاده، وقد سافروا قبل أيام منها، وقد وصلوا الآن إلى حلب، ولم يستقر البال بعدُ إلى أن يلطف الله بهم ويوصلهم إلى وطنهم بالسلامة، وهكذا أحوال الدنيا وغاراتها، ولم يستقر البال منَّا مما كان في العام الماضي، فالله الأمر من قبل ومن بعد.

والمُخلص منذ مدة لم يُراجع كتاباً، من الفواجع العمومية والخُصوصية، ومما حلَّ بالإسلام وبلادهم مع ما أنا فيه من الغوائل والموانع، وكثرة الأشغال.

وقد اتفق عند ورود كتابكم حضور الحضرمي مصنف كتاب:" النصائح الكافية" (2)، وقد جاء لزيارة مشاهدة من العراق من أهل البيت فقرأته له (3)، فذكر أن في خزانة كتبهم التي في حضرموت مجموعاً مشتملاً على عدة رسائل في إثبات الشرف من الأمهات إحداها للسيوطي، وثانيتها للإمام الشعراني، والثالثة للشيخ محيي الدين بن العربي، وأخرى ناقصة

لم يدر ولم يتخطر لمن هي.

وسمعت أن للشوكاني كتاباً سماه:" در السحابة في مناقب القرابة والصحابة" (4)، قد استوفى فيه مطلبكم كل الاستيفاء، و لعل في صنعاء اليمن عدة نسخ منها، وكذلك في البلاد الهندية، أما في بغداد فلم أعثر على نسخة منها.

وقد تعهد محمد بن عقيل الحضرمي باستنساخ المجموع الذي في خزانة كتبهم، ووعد أن يكتب في ذلك لبعض أقاربه في وطنه، وهو قد سافر عن بغداد، ووردني منه كتاب يُشعر بوصوله إلى البصرة بتاريخ 6 ذي الحجة، وأن المجموع إذا تمَّ استساخه يرسله إليكم رأساً، فكاتبوه عن ذلك وأرسلوا كتابكم إلى سنكافور

(5) إلى محمد بن عقيل.

وقد وردني منظومات (6) عديدة أدرت استكتابها وتقديمها إليكم فلم يتيسر لنا كاتب ووقتي ضيق لم يمكني استنساخها فكتبت منها منظومة واحدة للشيخ سليمان، وقدمتها لكم وهو من أفاضل الرياض (7)، له عدة ردود ومصنفات كثيرة، فمتى وجدت فرصة أكتب لكم الأُخر إن شاء الله.

وشعراء العراق نظموا في هذا الباب شعراً خالياً عن المسائل العلمية لأنهم ليس لهم وقوف على مثل هذه المطالب.

وشكرت فضلكم على إهداء نسخة من:" جلاء الأوهام" للحاج مختار (8)، وبعد مطالعة نبذة يسيرة

منها حمدت الله سيحانه على العافية مما ابتلي هذا الرجل وأمثاله من الغباوة والضلالة.

هذا وأرجو العفو عن تأخُّر الجواب، فإنك لو علمت ما أنا عليه لعذرتني.

......................................... 18 ذي الحجة سنة 1330هـ

.................................................. .... العبد الفقير

.................................................. . محمود شكري،


(1) هو السيد أحمد شاكر، أصغر أعمام الشيخ محمود شكري الآلوسي، انظر؛ ترجمته في:" أعلام العراق" (ص83).
(2) تقدم الإشارة لهذه الرسالة (في الرسالة رقم 19)، ومؤلفها هو محمد بن عقيل، من الزيدية، مع تشيع ظاهر وعدوان سافر على الصحابي كاتب الوحي وخال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان، وقد حاول أن يظهر ويدعي الإنصاف وأنه من محبي الأثر مُصانعة للشيخ جمال الدين القاسمي وغيره من علماء العصر، وهو مؤلف:" العتب الجميل على الجرح والتعديل"، الذي خالف فيه السبيل، كما كان يرى إسلام أبي طالب عمّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه صحابي، إلى غير ذلك من
الآراء مع صحبته لأحد كبار الشيعة وهو محسن الأمين، توفي سنة 1350هـ، (انظر؛ ترجمته في مقدمة كتابه العتب الجميل ص5، وما بعدها، ط. مؤسسة البلاغ بيروت).
(3) يتضح من رسالة الآلوسي هذه أن القاسمي طلب منه الإشارة إلى المصادر الواردة في إثبات الشرف من جهة الأم، وذلك أنَّ العلاَّمة القاسمي ألف رسالة بعنوان:" شرف الأسباط" طبعت في دمشق سنة 1331هـ.
(4) طبع هذا الكتاب بدار الفكر سنة 1404، بتحقيق حسين بن عبد الله العمري.
(5) أي: سنغافورة.
(6) يعني المنظومات التي ردَّ بها جماعة من العلماء على النبهاني في رائيته الصغرى.
(7) هو: الشيخ سليمان بن سحمان النجدي، توفي سنة (1349هـ)، انظر؛ ترجمته بإفاضة في:" علماء نجد خلال ستة قرون"، لابن بسام (1/ 279ـ 281)، وقد سقطت ترجمته من الطبعة الجديدة من كتاب:" علماء نجد" فاقتضى التنبيه
على ذلك.
(8) هو: كتاب:" جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام والتوسل بجاه خير الأنام" لمختار بن الحاج أحمد العظم، طبع في دمشق سنة 1330هـ، " معجم المطبوعات العربية" (2/ 1715)، وانظر" الأسرة العظمية
" لعبد القادر العظم (ص55).
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير