ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(35)
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الأُستاذ علاَّمة الأعلام، وبقية السلف الكرام، بارك المولى في حياته، ونفع الأمة بإفاداته، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فقد حَظِي الفقير بما تفضل به مولاه الكبير، من كتابة المنظوم بخط
يده المباركة، وعدَّه من الآثار التي سيحتفظ بها، ويزين به خزانته، والمأمول أن يراها من مثيلاتها مطبوعات، وفي الأيدي منشورات بحوله تعالى وقوته.
كدَّرنا وايم الحق جداً نبأُ انتقال سيادة العم المعظم فعوضه الله الجنة، وأتم له في عليين الفضل والمنة، وسلم آله وأنجاله، وسلم سيادة خاتمة أحزانهم، وأنالهم أجزل ثواب الصابرين.
أرجو من السيد محمد بن عقيل
أن يفي بما وعد، وقد حررت له كتاباً، ولا أدري هل يعرج على الشام؟ وهل فاتح مولانا بذلك؟ ولعله يتمم رحلته بما هنالك، وكان أرسل لي من أول تعرفي به عنوانين مطبوعة بالإنكليزي إليه، وله مودة وإلف يشف عن إخلاص.
تم كتابي:" شرف الأسباط"، وقد وقفت على تبييضه انتظاراً لورود ما عند عند ابن عقيل حسبما وعد، فإن فعل فالفضل لمولانا أوَّلاً وآخراً,
والسلام.
............................................ في 3 المحرم سنة 1331هـ
.................................................. جمال الدين القاسمي
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(36)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة المولى، [الذي] استرق الفصاحة فهي طوع لسانه، واستعبد حر البيان فهو منقاد لبنانه، العلاَّمة الشيخ جمال الدين القاسمي، صانه الله تعالى من كل ما يصمي ويصبي.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمَّا بعد:
فالمعروض إليه، وإلى الله نعمه عليه، أني تشرفت بكتابه، فأزال عن القلب مزيد اكتئابه، وحمدت الله على سلامته، ودوام نعمته.
أما السيد محمد بن عقيل فلم يردنا عنه خبر بعد كتابه الذي أرسله من البصرة أثناء عودته إلى محل إقامته، فلا أدري أين هو الآن؟ وأظنه لا يعرج على دمشق ولا غيرها من البلاد الشامية في هذه الأيام، ولم يفاتحني في ذلك بل كان مقصده العود إلى البلد الذي كان مقيماً فيه، وتعهد لي أن يكتب إلى بعض أقاربه أن يستكتب لكم الرسائل المعهودة، فما أعلم هل ينجز وعده أم لا؟ ورأيته من الثقات الأخيار، والله أعلم بالأسرار.
وقد ألَّف أبو السعود أيضاً في ذلك رسالة و أظنها عند محمود الشابندر، وهو الآن ليس في بغداد بل في أورفا (1)، ولعله يعود أواخر الشتاء، وذكر لي خطيب القادرية ومدرس المرادية السيد محمد سعيد أن عنده مجموعاً مشتملاً على بعض الفتاوى، ومنها فتوى لأبي السعود (2) في ثبوت شرف الأم، ثم نقلها وأرسلها للفقير، فوجدت فيها بعض الأغلاط، وتحريفاً ظاهراً، فقلت له: قابلها على الأصل، فقال: قابلتها والأصل هكذا فقدمتها لكم بخطه، وكتبت وراءها ما ذكره العلاَّمة الجد في تفسير قوله تعالى: {ومن ذريته داود وسليمان} الآية من سورة الأنعام ففيه ما يفيدكم على اختصاره، وفي " تفسير النسفي " في هذا المقام أيضاً ما يفيدكم فراجعوه، وراجع تفسير الجد عند الكلام على قوله تعالى: {وما كان محمد أبا أحد من رجالكم}، وعلى قوله تعالى: {فقل تعالو ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية.
وقد ذكر ابن عابدين في باب الوصية للأقارب بحثاً مفصلاً مما يتعلق بهذه المسألة (3)، وقد خالف كالشارح ما ذهب إليه أبو السعود العمادي وفي " الفتاوى الخيرية " (4) نحو ما في:" التنقيح المنقول" عن الشيخ ابن حجر المكي في:" التحفة"، أو:" الصواعق" أو غير ذلك (5)، ورأيت رسالة لبيرم مطبوعة في مصر (6) مشتملة على ما يجب للأشراف.
وقد ذكر هذه المسألة واختار ما اختاره العِمادي، ومن جملة دلائل المسألة دخول أولاد البنات في قول الواقف على أولادي وأولاد أولادي، ولاشك أن الأستاذ وقف على جميع ذلك، إلاَّ أني ذكرت ما ذكرت امتثالاً للأمر.
أما العرب فلم يكونوا يعدون أبناءً البنات لهم، وقالوا في ذلك على ما يعلمه المولى (7):
بنونا بنو أبنائنا، وبنتانا*-*-*-* بنوهن أبناء الرجال الأباعدِ
¥