تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا، والمخلص مضطرب البال، ضيق الصدر جداً جداً مما حلَّ ببلاد المسلمين من البلاء، واستيلاء الكفار عليها، والفشل الذي أصاب الفسقة المرتدين عن الإسلام، فما ندري، ماذا نعمل، وقد أحاط الكفر بجميع بلاد المسلمين؟ وأصبحت على خطر عظيم لاسيما العراق من عدوين للدين: الروس والإنكليز، وهي مصيبة وأي مصيبة ليس لها من

دون الله كاشفة، وذلك تحقيق لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا ضنَّ النَّاس بالدينار والدرهم، وتبايعوا العينة، وتركوا الجهاد في سبيل الله سلَّط الله عليهم بلاء لا يرفعه حتى يعوداو إلى دينهم " (

8).

والمرجو تبيلغ أشواقي إلى العلاَّمة الأُستاذ الأعظم وحفيده (9) وجميع من يعز عليكم، ولعل كتبي بعد هذا تبطيء عليكم فقد أحيل إليَّ بعض الأمور التي تضيق عليَّ وقتي وتعوقني عن تحية جليس.

والله المسئول أن يعيننا على ما يحب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

.................................... في 23 من المحرم سنة 1331هـ

............................................... المخلص الفقير

.................................................. ... م


(1) تقع شمال الحدود السورية بحوالي (50) كيلاً.
(2) هو: أبو السعود العمادي، له الفتاوى العمادية وسماها:" مغني المفتي عن جواب المستفتي"، توفي سنة (1171هـ)، "سلك الدرر" للمرادي (2/ 11 ـ 19)، و" معجم المؤلفين " لكحالة (3/ 180).
(4) " الفتاوى الخيرية لنفع البرية" لخير الدين بن أحمد الحنفي، مطبوع.
(5) انظر تفصيل ذلك في:" شرف الأسباط " للقاسمي (ص34، 35، 36).
(6) وهي بعنوان:" رسالة في أحكام الأشراف آل بيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ" لمؤلفها محمد بيرم الخامس التونسي المتوفي سنة (1307هـ)
(7) هذا البيت لا يعرف قائله، وقد أجابه عليه ورد الاستدلال به القاسمي في:" شرف الأسباط" (ص19).
(8) أخرجه أحمد في:" مسنده" (2/ 28، 42، 81)، من حديث ابن عمر، وهو حسن بطرقه.
(9) يعني الشيخ عبد الرازق البيطار، وحفيده الشيخ محمد بهجة البيطار.

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(37)
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة مولانا الإمام علاَّمة الأعلام، نفع المولى بعلومه الأنام، آمين.
سلامٌ على المقام السامي ورحمة الله.
وبعد:
فالفقير لا يزال يشكر عناية مولاه الكبير بما يمده به من رسائله الجليلة ذات الفتاوى الجميلة، فجزاه المولى عن محبه خير الجزاء، وأدام له سامي الارتقاء.
مولاي: إن الفتاوى ـ والحمد لله ـ كثرت لدي كثرة ما كنت أحسبها تبلغ ذلك، والفتوى الأخيرة التي تكرمتم بإرسالها لبعض علماء الإمامية نقل لي نظيرها أو أوسع منها عالم الإمامية عندنا بدمشق معزوة إلى كتابها، فآثرتها في كتابي، وكذلك عالم الإمامية في بعلبك نقلت من عنده فتوى.
وأما شيخ الإسلام أبي السعود فقد نقلتها وحذفت ما علمتم عليه، وأشرت في خاتمتها إلى أنها ملخصة وعزوت التفضل بها إلى سيادتكم (1).
وأما رسائل السيد ابن عقيل فلم تحضر إلى الآن ولا أرسل لي جواباً، ولعله في التجوال بعد، وقد أشار على صديقنا محمد أفندي كرد علي، وكان عندي من أيام سرعة القيام بطبعها، وإن لم تحضر تلك الرسائل.
وبعض من يلتقي معنا في سبطية لآل الدسوقي ربما ينتدب لطبعها، حقق الله الآمال.
همومنا لما نزل بالمسلمين أجمد ـ والله ـ منا الأفكار، وأوقف الأقلام، وأرني في تفرق وتلاش، وحالة لا توصف، فرج الله المولى عنَّا بفضله وكرمه.
.................................................. ........ في 8 ربيع الأول سنة 1331هـ
.................................................. ................. جمال الدين القاسمي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير