تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كان صديقنا الشيخلي (1) زارني، وأطلعني على ما أمرتم به، وأراني عدة كررايس مما نسخ من كتاب شيخ الإسلام (2)، وفوعدته بأنَّه متى تم مقدار جزء منه وجلدناه، أُرسل مع بعض إخواني إلى المكتبة وأُقابل موضعاً منه غير معين، فإن رأيت الصواب يغلب عليه فبها وإلاَّ استأجرنا من يقابله كله

؛ لأنَّه بدون المقابلة لا فائدة منه أصلاً.

كان الأديب التلميذ لسيادة مولانا صاحب:" مجلة لغة العرب" تحبب إلينا بإهدائنا مجلته عامين، وكذا لأخي صلاح الدين (3)، ولا أدري الفضل في ذلك، ألدلالة مولانا أيده الله أو لصداقتنا مع صديقه محمد أفندي كرد علي؟ على كُلٍّ الفضل للإخوان، ثم إنه الآن قطع إرسالها، فعجبت لاسيما وكان شغفي بها لعلمي أن لمولانا النظر الأعلى عليها، وتمحيص ما يحقق فيها من آثار العرب في العراق، فحرصي عليها حرصي على آثار من آثار السيادة، على أنه يكفي إرسال عدد منها للفقير، لأني مع أشقائي في دار والدنا المرحوم.

ولقد عجبت منه لما قرظ كتاب: " عين الميزان" للشيعي، وكتب ما كتب من تهنئته بظفره علينا وانتصاره، مع أنه لم يتذوق طعم هذا البحث ولا يتذقه ما دام نصرانياً قُحًّا، وههنا لابد من أن أذكر لمولاي أسفي من تقديم مطبوعات المسلمين بمجلات النصارى، فإن العاقل ليضيق صدره؛ وهذا صاحب:" مجلة لغة العرب" كان راسلني في طلب مني من مطبوعاتي لمكتبتكم، فصرت أُرسل له ذلك، وأخجل من أن أكتب عليها لا للتقريظ لئلا يتوهم الفرار من النقد مع أني من أحب الناس للنقد إذا كان من أهله

وعلى شرطه.

والسلام عليكم.

............................................. 23 شوال سنة 1331هـ

.................................................. جمال الدين القاسمي


(1) هو: الشيخ عبد الكريم بن عباس الشيخلي الحسني البغدادي، المولود سنة (1285هـ)، كان من الملازمين للعلامة محمود شكري الآلوسي، كما كان رحالة جوَّالاً، توفي سنة (1379هـ)،:" علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري"، ليونس السامرائي (ص437).
(2) يعني به: " نقض أساس التقديس".
(3) هو أصغر إخوة القاسمي، انظر ترجمته في:" آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل" لراقمه (ص91 ـ 116).

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:53 م]ـ
(40)
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة محيي السنة النبوية، ومؤيد الشريعة المحمدية، علاَّمة المنقول والمعقول، وفهامة الفروع والأصول، مفخر هذا الزمان، وذخر أهل الفيض والعرفان، سيدي ومستندي الشيخ جمال الدين أفندي، جمل الله تعالى وجه الزمان بمحاسن آثاره، وأنار حنادس الجهل بلوامع أنواره، آمين.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته:
أمَّا بعد:
فيا أيها المولى، وردني كتابك الكريم فملأ قلبي سروراً وحبوراً ببشائر سلامته وكمال صحته، وقد وقفت
على ما كتبتموه عن الجهمية في المنار الأغر (1)، ونعم ما كتبتم في ذلك بارك الله تعالى فيكم، ووفقكم لنشر الفضائل على الدوام، وإن كان بعض أحبتكم شكا لي عن هذه المقالة، ولم يعرف مغزاكم، فكان جوابه السكوت، وهكذا شأن من ألف بين كلمتين أو كتب سطراً أو سطرين لاسيما في هذا العصر المشؤوم، وقل:
عليَّ نحت القوافي من معادنها *-*-*-* وما عليَّ إذا لم تفهم البقر
سيدي أرجو معاهدة كاتب:" نقض الأساس" أحياناً ليواصل
الاستنساخ، فلعل الله تعالى يسهل إكماله وينفع به المسلمين، ويكون لكم الشطر من أجره ـ إن شاء الله ـ.
طبعوا في الهند التفسير الأحمدي من مدة، وطبعوا معه عدة رسائل للشيخ ابن تيمية، ومنها رسالة في الصفات مفيدة جداً، غير أن في الأصل نقصاً، فطبعوا ما وجدوا حرصاً على ما فيها من الفوائد، وجرياً على قاعدة: ما لا يدرك كله، لا يترك كله.
* سيدي إن أنستاس (2) يُراجعني في بعض الأحيان ويسألني بعض المسائل فأجيبه بما يفتح الله، وبذلك ادَّعى التلمذة، وإلا فهو لم يقرأ عليَّ كتاباً ولا بعض كتاب، وهو متعصب في النصرانية كل التعصب بل إنه من الجزويت (3) {أشد الناس عدواة للذين آمنوا} ولذلك يميل بعض الميل إلى الروافض، ويحسن بدعهم وأهواءهم لوقوفه على مبلغ عداوتهم لأهل الحق من المسلمين، وقد وبخت كاظماً الدجيلي الرالفضي الأصل (4) على تقريظ كتاب الرافضي فإنه هو الذي قرظه لا أنستاس
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير