تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

، والفقير لا يطالع شيئاً من صحف بغداد لا: " لغة العرب "، ولا غيرها لأني آسف على إضاعة الوقت في النظر إلى أمثال ذلك، ولا أعلم ما كتبوا فيها أو يكتبون.

وأمس جاء إليَّ الدجيلي وقلت له: لِمَ لَمْ ترسلوا مجلتكم إلى فلان، فقال: لم نزل نرسلها، فقلت: إنها لم تصل إليه فوصلوا إرسالها واقتصروا على نسخة واحدة من المجلة لحضرة الشيخ، فوعد بذلك وتعهد بتوالي تقديمها إليكم.

وقد وردني كتاب من الفاضل البيطار (5)، وهو تلميذكم الأنجب، فلم يسعني تحرير جوابه، فأرجو تبليغ سلامي عليه ودعواتي الخيرية له، والاعتذار منه عن عدم تحرير كتاب له أدام الله ألطافه على الجميع، وما أدري هل وقفتم على رد الشيخ على الفلاسفة أو على شيء منه؟

أرجو التفضل بذلك ولكم الشكر الدائم.

أظن أن الرافضي الذي ناقشكم في بعض كتبكم إلى الآن في أطراف الشام، حيث وردني في هذا البريد رسالة موسومة بـ:" الأبحاث الريحانية" (6)، ولعل المرسل لها مصنفها، وهو من آل كاشف الغطاء أي عن عورات فرقتهم، وأرى أن المولى لا يدنس قلمه في ذكر مثالبهم.

وما أدري بتأليف أي كتاب تشتغون الآن مع تشوش البال، واضطراب الفكر من حدث أمور كانت تظن أن لا تكون، وكنا نأمل أن في انقضاء سلطنة عبد الحميد فرجاً مما كنا نعانيه من جوره وجور بطانته كشيخ الضلال (7) ومردته، فزادت الجمعية (8) المشؤومة الطين بلِّة، والطنبور نغمة، وقصدوا طي بساط الدين وبلاد المسلمين حتى أصبحنا والأمر لله يرثي لنا العدو، وتوالت علينا فتنة بعد أخرى، وبلاء بمثله مقرون، فلم يبق لنا الآن ثقةٌ ببقاء بلد أو الثبات على حال، وامتلأت بلاد المسلمين من الفسق والفجور واللهو واللعب، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، اللهم يا محول الأحول حَوِّلْ حالنا إلى أحسن حال.

هذه نفثة مصدور وأنَّةُ مقهور، فالمرجو المسامحة من إتعاب مسامعكم الشريفة بسماع أمثال هذه الكلمات السخيفة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

...................................... في 16 ذي القعدة سنة 1331هـ

.................................................. ....... المخلص

.................................................. ........ محمود شكري؛

.................................................. ........ عُفِيَ عنه


(1) هو: كتاب: " تاريخ الجهمية والمعتزلة" للشيخ جمال الدين القاسمي، وقد نشر في مقالات متسلسلة في المجلد السادس عشر من مجلة المنار المصرية، ثم أفرد بالطبع في مطبعة المنار بمصر سنة 1331هـ.
(2) أنستاس الكرملي؛ أصله من:" بحرصاف" من بكفيا في لُبنان انتقل به والده إلى بغداد فولد بها، وتعلم بمدرسة الكرمليين النصارى ثُمَّ في مدرسة اليسوعيين ببيروت، وترهب في بلجيكا، واستقر في بغداد، وكان عارفاً باللغة و الأدب، متتبعاً لمفرادت اللغة وفلسفتها، وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق و بالقاهرة، وأصدر مجلة:" لغة العرب" ثلاث سنوات قبل الحرب العالمية الأولى، وست سنوات بعدها، توفي سنة (1366هـ)؛ انظر ترجمته ومصادرها: مقدمة تحقيق كتابه:" المساعد" (1/ 9 ـ 66)، و:" أعلام الزركلي " (2/ 25).
(3) الجزويت هم اليسوعيون من النصارى الكاثوليك، وقد تأسست هذه الفرقة سنة (1534م). " الموسوعة العربية الميسرة" لشفيق غربال (2/ 1982).
(4) هو كاظم بن حسين الدجيلي، شاعر عراقي، اشترك مع أنستاس الكرملي في مجلة:" لغة العرب"
، وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، توفي سنة (1390هـ). " الأعلام" للزركلي (5/ 215)، و:" رجال هكذا عرفتهم" لجعفر الخليلي (3/ 161 ـ 186).
(5) يعني الشيخ محمد بهجة البيطار.
(6) لم يتضح لي أمر هذا الكتاب، ولم يذكره صاحب:" معجم المطبوعات العربية".
(7) يعني محمد بن حسن الصيادي، المعروف بأبي الهدى، المتوفى سنة (1328هـ)، وقد قلده السلطان عبد الحميد الثاني مشيخة المشايخ. " الأعلام" (6/ 94).
(8) أي: جمعية الاتحاد والترقي.

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:54 م]ـ
(41)

وكتب [الشيخ جمال الدين] أيضاً

وهو آخر كتاب منه ثُمَّ توفي
سماحة سيدي علاَّمة العصر وزينة الدهر، أبقاه المولى حصناً للعلوم السلفية.
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير