تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقد كنت تشرفت بميمون كتابكم، وانتظرت في الإجابة قدوم السيد ابن عقيل، حتى قدم في الأسبوع الماضي، ونزل ضيفاً عند أحد تجار الشيعة لما بينه وبين قريبه في بيروت من التعامل في التجارة.

وقد قدم مع عالم الشيعة لزيارتي أولاً، ورددت له الزيارة ورأيته يشكو من شدة البرد الذي لم يعهده، ثم ذهبت لزيارته ثانياً فأخبرت بسفره، وكان مقامه عندنا نحواً من أربعة أيام، واليوم أرسل لي كتاباً من بيروت يرغب إليَّ أن أهدي مقامكم عاطر السلام ولما أعطيته كتاب سيادتكم سر به كثيراً

ووعد الإجابة.

وقد قرأت في جريدة الإصلاح البيروتية التنويه بمقدمه، ولم تذكره جريدة:" المقتبس " عندنا لتغيب صديقنا عن الشام (1)، وعدم تيسر اجتماعي بكتبتها لحالة الشتاء، وضيق الوقت.

وقد كنت وضعت ابني (2) في المكتب الإعدادي عندنا من ثلاث سنين، وقبله في مكتب آخر، وفي هذا العام رأيت إخراجه منه، وأن أقصره على طلب العلم عندنا، فعممته وأخذت في إشغاله بما يناسب من كتب المباديء، وكلمت القاضي عندنا في أن يضمه إلى كتبة المحكمة الشرعية عنده، ليشارف من الظهر إلى العصر شيئاً من الأقضية الشرعية فيتمرن على تطبيق العلم على العمل، فأجاب، ونفسي في حيرة وتألم؛ ولقد رأيت أن للمكاتب مستقبلاً لمن اهتم، ولكن والله بئس المستقبل هو مع ما يعلم كل منا ما هو حال أولئك ومشربهم، وتالله لم يهد عدوّنا الخارجي من صروح الإسلام بقدر ما يهدم عدوّه الداخلي، ولقد كاد في بلادنا المتعمم أن يخجل ببزته وهيئته من زيه تلقاء أولئك النابتة المارقة.

والمستعان بالله على إنعاش المسلمين، والأخذ بأيدي المصلحين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أرجو سيدي أن لا يؤاخذني بتقصيري عن مراسلة مقامه كما أني لا أحب أن يتكلف جواب

[المكاتبة] خدمة لمقامه.

والسلام.

............................................ 15صفر 1332هـ

.............................................. جمال الدين القاسمي


(1) يعني محمد كرد علي.
(2) هو محمد ضياء الدين، انظر ترجمته في:" آل القاسمي ونبوغهم في العلم والتحصيل" لراقمه (ص117 ـ 130).

ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[29 Mar 2010, 09:54 م]ـ
(42)

رسالة (1) من الشيخ محمد بهجة البيطار الدمشقي يعزي فيها الآلوسي بوفاة القاسمي

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة مولانا الإمام، علامة الأعلام، سيدي السيد محمود شكري الآلوسي، أدام الله به عزًّ الإسلام.
سلام عليك يا سيدي ورحمته وبركاته، أسأل الله أن يمتعنا بطول حياتكم سالمين من كوارث الحدثان ونوائب الزمان.
أمَّا بعد:
فإني أرفع لسيدي واجب العزاء بهذا المصاب العظيم والخطب الجليل بوفاة فقيد الأمة الإسلامية المرحوم الشيخ جمال الدين القاسمي تغمده المولى برحمته ورضوانه.
وقد كنَّا نقرأ دروس الصباح يوم الاثنين في 18 جُمادى الأولى فقرأنا الدرس الأول منها من " جمع الجوامع" في أواخر بحث الإجماع السكوتي، وأخذنا تاريخ الجهمية والمعتزلة، لنقرأ منه ونصححه، لأنا نقرأ تآليف الأستاذ ونصححها، وقد صححنا طائفة منها، فقال الأستاذ: نُسامح في الدرس الثاني لأني تذكرت أن عليَّ وعداً، والتزم الفراش منذ ذلك الحين ـ رحمه الله تعالى ـ بحمى ذات الجنب والرئة على ما يقول الطبيب، حتى توفاه الله تعالى بعد غروب يوم السبت في 23 جمادى الأولى سنة 1332هـ، رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً وألهمنا الصبر الجميل على فقده، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد خلف المرحوم سبعة أولاد: أربع إناث، وثلاثة ذكور، و أكبرهم ولده محمد ضياء الدين وهو في السادسة عشرة من عمره، وقد كان والده المرحوم يُعْنَى بتربيته وتعليمه عناية خاصة، والآن يقوم بتعليمه بعض جماعة المرحوم.
وللأستاذ المرحوم كُتُبُ خَطٍّ كثيرة من تآليفه، بعضها قد تمَّ وبعضها لم يتم، ومنها تفسيره التَّام " محاسن التأويل" الذي نوَّه الأستاذ عنه مرّات في تعليقاته على رسالة الإمام السيوطي، من " مجموع الرسائل في أصول التفسير والفقه"، وهو يبلغ اثني عشر مجلداً، وستقدم بعضها للطبع عن قريب إن شاء الله.
وفي الختام نسأله تعالى أن يُديم بقاءكم وبقاء حضرة الأستاذ الأعظم سيدي الجد سالمين من كل كدر، آمين.
.................................... في 29 جمادى الأولى سنة 1332
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير