تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jun 2009, 06:49 م]ـ

الكتاب التاسع: ذكريات علي الطنطاوي، الجزء الثالث، الطبعة الخامسة 2007م، دار المنارة.

1 ـ ما المجد الأدبي؟

أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وأن تتوارد عليك كتب الإعجاب وتُقام لك حفلات التكريم؟ لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟

سراب، قبض الريح. أغلق يدك على الريح ثم افتحها لا تلق فيها شيئاً.

لا والله، ما أقول هذا كلام أديب يتخيل ولكن، وأحلف لكم لتصدقوا: ما أقول إلا الحقيقة التي أشعر بها. ص252.

2 ـ كنت معجباً أشد الإعجاب بالرافعي، ولكن تبدل نظري إليه وحكمي عليه، وخير ما كتب (تحت راية القرآن) و (وحي القلم) أما ما يسميه فلسفة الحب والجمال في مثل (رسائل الأحزان) و (السحاب الأحمر) و (أوراق الورد) فأشهد أنه شيء لا يطاق، يتعب فيه القارئ مثل تعب الكاتب ثم لا يخرج منه بطائل.

وكنت معجباً بالزيات، ولا أزال معجباً به، وإن كان يحس القارئ بأنه يتعب بتخير ألفاظه ورصف جُمله.

أما زكي مبارك فأحسب أنه صاحب أجمل أسلوب، تقرؤه بلذة ولا تكاد تجد فيه فائدة!

ولقد قرأت كتابه (ليلى المريضة في العراق) خمس مرات، وما فهمت ما ليلى هذه؛ أهي حقيقة أم رمز؟ وهل يصف واقعاً أو يسرد خيالاً؟ ماذا يريد أن يقول، ما عرفت ولا وجدت من عرف. ولكنه على ذلك كلام جميل جميل. 286 ـ 287.

3 ـ لقد علمت الطلاب التمييز بين العبقري وبين النابغة: بشار عبقري ومروان بن أبي حفص نابغة، ومن قبله كان امرؤ القيس عبقرياً وزهير نابغة، ومن بعده أبو تمام عبقري والبحتري نابغة، المتنبي عبقري وأبو فراس نابغة، شوقي عبقري وحافظ إبراهيم نابغة.

العبقري يشق طريقاً جديداً، والنابغة يسلك الطريق المعروف ولكنه يجيء سابقاً في أول الركب. وقد يكون الطريق الجديد الذي كشفه العبقري وعراً أو ملتوياً، لذلك كان من صفات العبقري أنه يسبق حتى ما يتعلق أحد بغباره، وقد يتعثر ويتأخر، يعلو وينخفض. والنابغة يسير بسرعة واحدة غالباً، لا يسبق سبقاً بائناً ولا يتخلف تخلفاً شائناً.

ولقد طال الخلاف على أبي تمام والبحتري أيهما المقدم، فكان الحكم العادل ما قاله البحتري نفسه، قال: جيده خير من جيدي، ورديئي خير من رديئه. أي أن البحتري لا يسمو سمو أبي تمام ولا يسقط سقوطه.ص 405 ـ 406.

هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء الرابع.

ـ[محمد خليل الزروق]ــــــــ[23 Jun 2009, 07:18 م]ـ

أخي الكريم فهد، أشكرك على هذه الفوائد والنوادر

وأقترح عليك اقتراحا

لم لا تفهرس كتب الشيخ الطنطاوي، رحمه الله؟ ما دمت قد قرأتها، فاصنع كتابًا في فهرستها، خصوصًا الأعلام، وهي كتب غنية، وفيها كما ترى فوائد جمعت بطول العمر، وكثرة المطالعة، وإن كنت مختارا كتابا واحدا فاختر كتاب الذكريات. فإنه بالفهرسة تنتفع أنت وينتفع آخرون بهذه الآراء في الكتب والأشخاص، ويرجعون إليها عند الحاجة، وفيها تاريخ، وتراجم، ولطائف، ونظرات في الحياة متزنة وشرعية، لا تحصل إلا بالخبرة. الفهرسة تختصر على الباحث الجهد والوقت.

حياك الله وبياك، وأنجح في الخير مسعاك

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jun 2009, 07:28 م]ـ

حياكم الله يا أبا خليل وبارك فيكم، وسعدت جداً بمداخلتكم المباركة واقتراحكم النافع، وهو في غاية المناسبة، لكن أصدقك القول أن هذا الأمر يصعب علي جداً في ظل كثرة البحوث وتراكم الأعمال العلمية يشهد الله، وفي النفس آمال وتطلعات أسأل الله أن يمد في الأعمار على طاعته لتتحقق وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأهلا بك أخي محمد مرة أخرى أخاً فاضلاً مباركاً.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jun 2009, 12:55 ص]ـ

ذكريات على الطنطاوي الجزء الرابع، الطبعة الخامسة 2007 م، دار المنارة.

1 ـ من المفارقات بل من المقارفات، أنه عُلق في أحد المدارس إعلان بوجوب المحافظة على الصيام ومراعاة حرمة شهر رمضان ومنع المجاهرة بالإفطار، مع التهديد بالعقاب الشديد. فأخذت أنور العطار، وأحمد مظهر العظمة وذهبنا إلى وزارة المعارف فسألنا عن غرفة من أمضى ذلك الإعلان، فدخلنا عليه فرحب بنا وأحسن استقبالنا قبل أن يعرف مقصدنا من زيارتنا، وقال: تريدون قهوة ولا شاي؟

قلنا: لقد جئنا لنشكر لك أنك قمت بما يرضي الله، وطلبت المحافظة على الصيام ومراعاة حرمة شهر رمضان. فخجل وأطرق برأسه. ص12.

2 ـ عبدالرحمن عزام حسبكم أن من كتبه كتاب (بطل الأبطال) وهو أجود مختصر أعرفه في شمائل الرسول عليه الصلاة والسلام.ص 34.

3 ـ فمن قرأ لي شيئاً أو استمع مني شيئاً فمكافأتي منه أن يدعو لي، ولدعوة واحدة من مؤمن صادق في ظهر الغيب خير من كل ما حصّلت من مجد أدبي وشهرة ومنزلة وجاه، ومن لذائذ الدنيا كلها. ص90.

4 ـ لو أحصيت معدل الساعات التي كنت أطالع فيها لزادت على عشر في اليوم، لأنني منذ الصغر شبه معتزل بعيد عن المجتمع. فلو جعلت لكل ساعة عشرين صفحة، أقرأ من الكتب الدسمة نصفها ومن الكتب السهلة نصفها، لكان لي في كل يوم مئتا صفحة. أتنازل عن نصفها احتياطاً وهرباً من المبالغة وخوفاً من الكذب (وإن كنت لم أكذب ولم أقل إلا حقا)، فهذه مئة صفحة في اليوم. فاحسبوا كم صفحة قرأت من يوم تعلمت النظر في الكتب وامتدت يدي إليها. سبعون سنة، في كل سنة اثنا عشر شهراً، في كل شهر ثلاثون يوماً، في كل يوم مئة صفحة. فإن هالكم الرقم فاحسموا منه نصفه، فكم يبقى؟. ص91.

5 ـ يقال في المثل: (مكره أخاك لا بطل). كذا حفظنا المثل، والصواب (أخوك). ص 147.

هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء الخامس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير