تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Jul 2009, 10:14 م]ـ

الكتاب الحادي عشر: ذكريات علي الطنطاوي الجزء الخامس، الطعبة الخامسة 2007 م، دار المنارة.

1 ـ لما أراد مدير الأوقاف العام جميل بك الدهان (وكان بمثابة الوزير لأن الأوقاف لم تكن قد صارت وزارة) لما أراد أن يُصدر مجلة جمع لها أدباء الشام جميعاً وجعل رياسة تحريرها لأستاذنا سليم الجندي، وكنت أنا محرراً عنده، وجدته كتب مرة في افتتاحية المجلة كلمة (مواضيع)، مع أنه لما رد على اليازجي في كتابه (لغة الجرائد) وألف في ذلك كتاباً سماه (إصلاح الفاسد من لغة الجرائد) كتب فيه فصلاً طويلاً في منع جمع موضوع على مواضيع وبيّن أن الصواب فيها (موضوعات) فلما جاء يكتب نسي ذلك. فعلّقت على مقالته بهذه الجملة (قوله مواضيع خطأ صوابه موضوعات، كما قرر ذلك أستاذنا سليم الجندي في كتابه إصلاح الفاسد. . . فكانت نكتة. ص38 ـ 39.

قلت:

فما رأي فضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري في كتابتها في المنتدى في أسفل الصفحة.

2 ـ والذي نشرت إلى الآن وطُبع وهو في أيدي الناس يزيد على أربعة عشر ألف صفحة منها ما أودعته كتبي التي أصدرتها ومنها ما بقي في مجلات عرفتها وحفظتها، ومنها ما نسيت أين نُشر ولم أحتفظ بالجريدة ولا المجلة فضاع، ومنها كتب لا تزال مخطوطة.

ولما جئت أجمع مقالاتي، أضم النظائر والأشباه أؤلف من كل زمرة كتاباً، كان من أقرب كتبي إلى الطبع وأبعدها عن التصنع وأكثرها غلياناً كتاب (هتاف المجد).

ولا تقولوا إن جمع المقالات في كتاب يُفقد الكتاب معناه ويُذهب وحدة موضوعه، فإن هذا الكلام على صحته لم يأخذ به أحد. هاهم أولاء الكُتّاب الذين سبقونا وكانوا قبلنا، وقرأنا ما كتبوا واستفدنا منه، كلهم جمع مقالاته في كتب؛ من أمثال العقاد والمازني وطه حسين والرافعي والزيات، الذين كانوا أئمة الأدب وكانوا قادته وكانوا سادته. كل منهم جمع مقالاته في كتب. وإلا فخبروني: ما ذا يصنع بها؟ يرميها؟ يمزقها؟ يحرقها؟ حتى تضيع فيضيع معها أدب كثير ويُفقد بفقدها نفع كثير. ص41 ـ 42.

3 ـ الشيخ البشير الإبراهيمي هو عالم طلق اللسان ناصع البيان، يتدفق الكلام من فيه تدفقاً بلا لحن ولا زلل.

وقد كنا يوماً معاً في سيارة واحدة من القدس إلى دمشق، وكنت إلى جنب السائق حيث تعودت أن أركب دائماً. وكنا نتحدث، فتعبت رقبتي من الالتفات إليه لأنني لم أكن أتلو بيتاً من الشعر إلا قال: إنه لفلان الشاعر من قصيدة كذا، وسرد علي القصيدة كلها أو جلها.

فقلت: كيف حفظت هذا كله؟ قال: وأخبرك بأعجب منه، فهل تحب أن تسمع؟ قلت: نعم. فراح يقرأ علي مقالات لي كاملة مما نُشر في (الرسالة) أو مقاطع كثيرة منها، ما كنت أنا نفسي أحفظها. قلت: يا سيدي، الشعر فهمت لماذا تحفظه، فلماذا حفظت مقالاتي وما هي من روائع القول ولا من نماذج الأدب؟ قال: ما تعمدت حفظها، ولكني لا أقرأ شيئاً أحبه وأطرب له إلا علق بنفسي فحفظته.

فأظهرت (صادقاً) العجب منه والإعجاب به، وأضمرت في نفسي حقيقة استحييت أن أجهر بها، هي أنه مرّ علي دهر كنت أنا فيه كما قال. وأنا لا أزال أحفظ مقاطع كثيرة مما كتب المنفلوطي والرافعي والزيات والبشري وكرد علي وأمثالهم من أئمة البيان، مع صعوبة حفظ النثر وتفلته من الأذهان. أما ما أحفظ من الشعر فكثير كثير، وإن لم يبق منه إلا القليل، على أن هذا القليل الذي بقي في ذهني كثير والحمد لله. ص52.

هذا ما تيسر إيراده من فوائد هذا الجزء ويليه بإذن الله فوائد الجزء السادس.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jul 2009, 01:58 م]ـ

الكتاب الثاني عشر: ذكريات علي الطنطاوي، الجزء السادس، الطبعة الخامسة 2007م، دار المنارة.

1 ـ لما جئت مكة أدرّس في كلية التربية سنة 1384 هـ جاء ذكر مسألة فقهية ذكرتُ فيها الحكم في مذهب الإمام أحمد، فقام أحد الطلاب يرد علي بأدب بأن المذهب ليس على هذا وأن المسألة ليست كما ذكرت. فأطلت لساني عليه وقلت له: لقد درست اثنتي عشرة سنة حتى وصلت الجامعة وأنت لا تعرف الحكم في المذهب الذي يمشي عليه أكثر الناس في هذه البلاد. . وكلاماً من أمثال هذا، ما كان لي حق فيه وما كان بيدي مسوغ له، وهو ساكت لا يجيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير