تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن قلت: ليس سائر المطيعين من المسلمين لله يصل إليهم من نعيم الجنة في قبورهم فلم خصص الشهداء بالذكر؟. قلت: إنما خصهم لأن الشهداء فضلوا على غيرهم بمزيد النعيم وهو أنهم يرزقون من مطاعم الجنة ومآكلها وغيرهم ينعمون بما دون ذلك. وجواب آخر أنه رد لقول من قال: إن من قتل في سبيل الله قد مات وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها فاخبر الله تعالى بقوله: {بل أحياء} بأنهم في نعيم دائم. اهـ

وقال الآلوسي ما ملخصه: ثم إن نهى المؤمنين عن أن يقولوا في شأن الشهداء أموات، إما أن يكون دفعاً لإِيهام مساواتهم لغيرهم في ذلك البرزخ، وإما أن يكون صيانة لهم عن النطق بكلمة قالها أعداء الدين والمنافقون في شأن أولئك الكرام قاصدين بها أنهم حرموا من النعيم ولن يروه أبداً. اهـ

وفي زاد المسير (1/ 161):

فان قيل فنحن نراهم موتى فما وجه النهي؟ فالجو b

ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[24 Apr 2009, 12:23 ص]ـ

[لا أدري لماذا لم يكتمل الرد؟؟ لعله خير إن شاء الله]

ونكمل:

وفي زاد المسير (1/ 161):

فان قيل فنحن نراهم موتى فما وجه النهي؟ فالجواب أن المعنى لا تقولوا هم أموات لا تصل أرواحهم إلى الجنات ولا تنال من تحف الله ما لا يناله الأحياء بل هم أحياء أرواحهم في حواصل طير خضر تسرح في الجنة فهم أحياء من هذه الجهة وإن كانوا أمواتا من جهة خروج الأرواح.

وقال الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب (1/ 8):

قوله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} الآية ..

هذه الآية تدل بظاهرها على أن الشهداء أحياء غير أموات , وقد قال في آية أخرى لمن هو أفضل من كل الشهداء صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}.

والجواب عن هذا أن الشهداء يموتون الموتة الدنيوية فتورث أموالهم وتنكح نساءهم بإجماع المسلمين, وهذه الموتة التي أخبر الله نبيه أنه يموتها صلى الله عليه وسلم ... اهـ

فهذا حكم على الشهداء عموما وهو لا ينكر قطعا، ولكن مشكلتنا التي نناقشها عن تعيين الشهيد ..

وقلت:

[3. حيث أبي هريرة:" قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكت عليه باكية فقالت: واشهيداه! قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مه! ما يدريك أنه شهيد؟ ولعله كان يتكلم بما لا يعنيه ويبخل بما لا ينقصه". هو أوضح الروايات التي أوردتها دلالة على موضع النزاع. ولكن هل صح الحديث؟!!

ثم هل هناك في نص الحديث ما يدل على أنه قُتل في المعركة؟] اهـ

قلت:

كونه أوضح الروايات كما قلت تعمية منك على نصوص أخرى كثيرة ومنهما نهي عمر وابن مسعود، إلا إذا لم تعتبرهما نصين!!

وموضوع صحته من ضعفه راجع إلى مناقشتي أعلاه وذكرت تردد الإمام الألباني في تحسينه وتضعيفه .. فهلا شاركتنا مشاركة حديثية في تخريجه والحكم عليه!!

وثالثا: ألم تقرأ رواية أبي هريرة: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً .. الخ

ورواية أنس: استشهد منا رجل يوم أحد فوجد على بطنه صخرة مربوطة من الجوع فمسحت أمه التراب عن وجهه وقالت هنيئا لك يا بني الجنة [وفي رواية قالت: ليهنك الشهادة] فقال النبي: ما يدريك .. الخ

فراجع ما روي في الموضوع جيدا بارك الله فيك.

وقلت:

[2 - الأحاديث المرفوعة التي استشهدتَ بها تدل على الجواز، لأن (السكوت في معرض الحاجة إلى بيان بيان) وسكوت الرسول عليه السلام من غير تنبيه إلى الخطأ الذي وقعوا فيه غير متصوّر. وإنما علل عليه السلام كون القتيل المعيّن غير شهيد بكونه كذا وكذا .. ، ولم ينكر عليهم القول.] اهـ

قلت:

ليس في جعبة القائلين بالجواز إلا حديث مسلم وقولهم (فلان شهيد، فلان شهيد) وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم ..

فأخذتم منه القول بالجواز .. وفاتكم أن الثالث (وهو الغال) قالوا عنه فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا .. ثم ذكر العلة ..

فهلا عممتم وفهمتم القصد من الرواية وهي عدم الجزم بالتعيين الشهيد؟

ثم أن النهي الذي رجحناه بني على أحاديث كثيرة غير هذا ..

وراوي هذه القصة هو عمر رضي الله عنه، فهلا أخذت منه النهي كما أخذت منه ما فهمته من هذه الرواية؟

أم أن الأمر هكذا هو الصواب ولا صواب غيره!!

ولولا الإطالة لنقلت لك كل الأدلة أعلاه، حيث أنني أراك لم تنظر لها نظرة المتأمل أخي الكريم .. ولكن خذ على عجل:

- حديث الصحيحين: وقولهم هنيئا له الشهادة يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا ..

- قوله لأم العلاء: وما يدريك أن الله أكرمه؟ فقلت بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال: أما هو فقد جاءه اليقين والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي.

- قول أم كعب: هنيئًا لك الجنة يا كعب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هذه المتألية على الله.

- حديث أبي هريرة: ما من ملكوم يكلم في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيل ..

- وفي رواية: والله أعلم بمن يجاهد في سبيله.

ولعلك تقول هذه الروايات في الجزم بالجنة .. أقول وهل الجزم بالشهادة أقل أم أكبر؟

وقوله: الله أعلم بمن يكلم ويجاهد في سبيله .. ما المراد منه؟

وأما قولك الأول وهو:

[1 - لا نشهد لمُعيّن بجنة ولا نار، وهذا لا نجادل فيه.] اهـ

فالحقيقة أنك تجادل فيه .. بدليل اعتراضاتك الأخرى كما مر وذكرتها.

وآسف لك على ذكر ذلك ..

فلو أنك تقول بقول علماء السلف: لا نشهد لمعين بجنة ولا نار ..

لكانت شهادتك للمعين بأنه شهيد من هذا القبيل، ومعلوم أنها أكبر من الشهادة له بالجنة كما بينا الفرق في خصال الشهيد وخصائصه ..

وأخيرا أخي الكريم، أدلك على هذا الرابط:

http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=4087 ففيه المقال كاملا حسب جهدي، ومرتب في عرض الأدلة والرد على أدلة المخالف بتوسع أكثر مما ها هنا ..

وأسأل الله أن أكون وإياك ممن يتناقشون بغية الحق ولمرضاة الرب ..

وأن يرفع من صدورنا حبا لظهور، أو أي شائبة لرياء أو سمعة ..

سدد الله خطاك وخطانا أجمعين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير