تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذان علمان من أعلام مصر وكل منهما قد تولى رئاسة جمعية أنصار السنة التي ينتسب إليها الشيخ الآن فأولهما العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله- وله تعليق حول العبارة المنسوبة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وهو قوله: (و إذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر و الصنم الذي على قبر أحمد البدوي و أمثالها لأجل جهلهم .. الخ) ا. هـ.

فقال الشيخ رحمه الله: (في هذه العبارة نقص أو تحريف، لا بد. فإن مؤداها خطأ واضح ينافي نصوص القرآن و السنة، و إذا لم يكفر من يعبد الصنم فمن يكفر غيره؟. و هذا بلا شك خلاف دعوة الإسلام و دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المعروفة من كتاب التوحيد و كشف الشبهات و الثلاثة الأصول و غيرها من كتبه الصريحة في أنه: لا يصح إسلام أحد إلا إذا عرف ما هي الطواغيت و كفر بها و عاداها و عادى عابديها كما قرر إبراهيم عليه السلام في قوله لقومه: (أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم و آباؤكم الأولون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) الآيات.وهذا أوضح في القرآن و السنة و كلام أهل العلم و الدين من أن ينبه عليه.و الداعي إلى الله و إلى إخلاص العبادة له، لا يضيره أبدا أن يرمى من أعداء الله بأنه (يكفر الناس و يسميهم مشركين)، فإن ذلك من لازم دعوته إلى توحيد الله و الإيمان به، إذ لا يمكن الدعوة إلى الإيمان إلا ببيان الكفر و الكافرين، و الشرك و المشركين، بل إن منطوق كلمة (لا إله إلا الله) مستلزم ذلك ... فليس الداعي إلى الله هو الذي يحكم بالكفر و الشرك و وجوب النار للمشركين و الكافرين، إنما هو يخبر عن الله و ينشر كلمات الله و آياته و أحكامه مبشرا و نذيرا. فالله هو الذي يقول: (و ما أكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين)، و هو الذي يقول: (و قليل من عبادي الشكور)، و غير ذلك لا يحصى من الآيات التي يهدم بها دعاوى من يدعي الإسلام و الإيمان من الجاهلين قديما و حديثا، فواجب الداعي إلى الله أن يبين ذلك في صراحة و شجاعة لا يخاف لومة لائم و لا تشنيع مشنع ... ) ا. هـ هامش رقم 1، على كتاب مصباح الظلام، صـ 28.

- وقال رحمه الله: (و هل وقع الناس في هاوية الضلال و الشرك إلا بالجري على عادة الآباء و الشيوخ!؟، و هل هذه تنفع حجة أو عذرا!؟ بعد أن أقام الله عليهم الحجة بما قرأوا في القرآن و السنة من آيات الله و أحاديث التوحيد التي هي أكثر شيء و أبينه من قول الله و رسوله) ا. هـ. (المصدر السابق، هامش رقم 1، ص: 182).

- والثاني هو الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله وهو العالم السلفي الكبير و الداعية المجرب الخبير، الذي عاش ردحا من عمره مع عباد القبور في بلاد مصر، و كان منهم و مثلهم، ثم هداه الله تعالى إلى التوحيد و السنة فصار حربا على الشرك و الوثنية، و ألف في حرب الوثنية واحدا من أهم الكتب على الإطلاق و هو كتابه هذه هي الصوفية.

- قال رحمه الله: (و عجب مغرب في العجب، أن نغضب، بل نرتجف من الحنق إذا دُعينا نحن بغير أسمائنا، و نحقر من ينتسب إلى غير أهله، ثم لا نغضب من نعت الباطل بأنه حق!! و عجب ذاهل الدهشة أن نرمي بالعمى و الجهالة من يسمي الليل: بأنه نهار مشمس، أو من يقول عن المر: إنه حلو، أو من يقول عن الثلاثة: إنها واحد!! أو من ينسب إلى مذهب رأي مذهب آخر، أو من يخطئ في حقيقة تاريخية، أو جغرافية، أو مادة قانونية، .. ثم لا نرمي بهما -بالعمى و الجهالة- من ينعت الصوفية بأنها إسلام صحيح، و من يقول عن الطائفين حول القبور، اللائذين بأحجارها الصم إنهم مسلمون!! ثم يمكر ليحسب مع المسلمين، فيقول عن أولئك: و لكنهم مخطئون!!.

عجب أن نكفر من ينسب إلى محمد -صلى الله عليه و سلم- حديثا موضوعا، و القائلين بأن الله ثالث ثلاثة، ثم نحكم بالإيمان الحق لمن ينسبون إلى النبي أنه الصوفي الأول، و أنه الموحي بدين الصوفية!! من يقولون: إن الله عين كل شيء و أنه مليون ملايين!! نحكم بإيمان هؤلاء، لا لشيء سوى أن لهم أسماء تشاكل أسماء المسلمين!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير