تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن الحق و الدفاع عنه يحتمان علينا أن نسمي كل شيء باسمه، و نصفه بصفاته، و إلا افترينا عليه، و جعلنا للباطل السورة و الصولة، و داجينا في الإيمان. أما هذه النعومة و الطراوة و الرخاوة المخنثة في الذياد عن الحق، و الجهر بكلمة الحق، أما ذلك فشر أنواع الجبانة الذليلة، و الخداع و الرياء و العجز المهين .. الخ.) ا. هـ. مقدمة كتابه (هذه هي الصوفية).

- وأخيرا فليس من الإنصاف أن يهمش ذكر هؤلاء وليس من الأمانة أن تصور المسالة وكأنها إجماعية ثم يرمي علماء الأمة بأنهم تكفيريون خوارج.

الوقفة الرابعة:

ذكر الشيخ وفقه الله قول الشوكاني في السيل الجرار واحتج به في مسالة التكفير والعذر بالجهل حيث نقل قوله:

(اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام، ودخوله الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة أن: من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما. هكذا في الصحيح وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما: من دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس بذلك إلا حار عليه. أي رجع. وفي لفظ في الصحيح فقد كفر أحدهما. ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير وقد قال الله عز وجل: ولكن من شرح بالكفر صدراً. فلا بد من شرح الصدر بالكفر، وطمأنينة القلب به وسكون النفس إليه. فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشر، لا سيما الجهل بمخالفتها لطريقة الإسلام ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر، ولا اعتبار بلفظ تلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه) ا. هـ

- و أنبه ابتداء على أن الشوكاني رحمه الله له العديد من المؤلفات أو الرسائل قد تكلم فيها عن هذه المسالة تحديدا منها:

- رسالة في مسائل التوحيد والشرك وهي الرسالة الأولى في كتاب الفتح الرباني.

- ومنها رسالة العذب النمير في جواب مسائل بلاد عسير وهي أيضا مجموعة ضمن كتاب الفتح الرباني تحقيق حلاق.

- ومنها كتاب الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد.

وما ذكره الإمام الشوكاني رحمه الله في السيل الجرار يبدوا متعارضا لما في هذه الرسائل وما فيها من تقريرات صريحة ومخالفة لما ذكره في هذا الموضع،حيث نص نصا صريحا كما سيأتي على عدم العذر بالجهل في مسائل الشرك الأكبر ونص أيضا على أن الردة لا يعتبر في ثبوتها العلم،وغير ذلك مما سيأتي نقله، ولذلك ينبغي أن يوجه هذا القول أو ينقد بما يتوافق مع ما ذكره في هذه الكتب،جمعا لأقوال الإمام بعضها إلى بعض.

- وهذه بعض نقولات من كلامه رحمه الله في هذه المسالة (العذر بالجهل) أنقلها من الكتب والرسائل التي أشرت إليها.

- قال رحمه الله: (ثم انظر كيف اعترف بعد أن حكم علي هذا الكفر بأنه كفر عمل لا كفر اعتقاد بقوله: " لكن زين له الشيطان أن هؤلاء عباد الله الصالحين ينفعون ويشفعون. فاعتقد ذلك جهلاً كما اعتقده أهل الجاهلية في الأصنام "، فتأمل كيف حكم بأن هذا كفر اعتقاد ككفر أهل الجاهلية وأثبت الاعتقاد، واعتذر عنهم – كما هو حال صاحب الكلام الذي نقلناه لك – بأنه اعتقاد جهل. وليت شعري فأي فائدة لكونه اعتقاد جهل؟! فإن طوائف الكفر بأسرها وأهل الشرك قاطبة إنما حملهم علي الكفر ودفع الحق والبقاء علي الباطل: الاعتقاد جهلاً! وهل يقول قائل إن اعتقادهم اعتقاد علم حتى يكون اعتقاد الجهل عذراً لإخوانهم المعتقدين في الأموات! ثم تمم الاعتذار بقوله: " لكن هؤلاء مثبتون للتوحيد "، إلي آخر ما ذكره، ولا يخفاك أن هذا غير باطل؛ فإن إثباتهم التوحيد إن كان بألسنتهم فقط فهم مشتركون في ذلك هم واليهود والنصارى والمشركون والمنافقون، وإن كان بأفعالهم فقد اعتقدوا في الأموات ما اعتقده أهل الأصنام في أصنامهم ").

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير