تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تكون هناك قوة اقتصادية بدون بنوك، ولن تكون هناك بنوك بلا فوائد، فهما مقدمتان باطلتان " ثم شرع بشرح بطلانهما، فبين أن الأدلة الشرعية، وما درج عليه المسلمون من عهد نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى أن أنشئت البنوك كل ذلك يدل على بطلان هاتين المقدمتين، حيث استقام اقتصاد المسلمين طيلة القرون الماضية بدون بنوك وبدون فوائد ربوية.

ثامناً: كان رحمه الله تعالى يناقش النص الذي أمامه، ويتجنب الحكم على النيات وما يدور في القلوب مما لا يعلمه إلا علام الغيوب، ويعرض عن حشد الأخطاء الموجودة في ذلك المقال أو البحث لتكون مقدمات ومعطيات لإصدار حكم معين على القائل ناهيك عن عودته إلى كتابات سالفة للمخالف بغرض تصديق حكمه عليه كما يفعل بعض الناس، فمنهجه أخذ كلام القائل على الظاهر، وحمله على أجمل المحامل، والتماس العذر للبعض أحياناً، فمن الأمثلة على ذلك أنه عندما أعلن أحد المشايخ إنكاره لتلبس الجني بالإنسي، واستحالة مخاطبة الجن للإنس، وأبدى استعداده للتراجع عن قوله هذا إن أُثبت له خلافه. رد عليه سماحة الشيخ، وأثبت له بالأدلة النقلية والعقلية تلبس الجن بالإنس وجواز مخاطبة الجني للإنسي، ثم عقب بقوله:" وقد وعد في كلمته أن يرجع إلى الحق متى أرشد إليه، فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق ". ولما نشرت بعض الصحف مقالات حول إحياء الآثار والاهتمام بها، وتصدى لها سماحة الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله وكتب أحدهم بعده مقالاً في الموضوع نفسه أنشأ ابن باز جواباً رد فيه على صاحب المقال الأخير، وحمله على الظاهر وظن به الظن الحسن، فكان من كلامه بعد ذكره رد ابن حميد على المقالات قوله:" ولكن الأستاذ ... هداه الله وألهمه رشده لم يقتنع بهذا الرد، أو لم يطلع عليه فكتب مقالاً في الموضوع ". وحين كتب أحد الصحفيين العرب مقالاً يدعو فيه إلى الاهتمام بما في المدينة المنورة من آثار وقبور، لا سيما قبور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه وعماته، ثم اقتراحه على إدارة الأوقاف وضع لوحات يكتب فيه أسم صاحب القبر، ويحاط بشبك من حديد. رد عليه سماحته وحمله على الخير، وعذره بعدم علمه، فكان مما قاله بعد أن وضح له الحق:" قد يكون هذا الاقتراح من الكاتب عن حسن نية ومقصد صالح، ولكن الآراء والاستحسانات لا ينبغي للمؤمن الاعتماد عليها حتى يعرضها على الميزان العادل الذي يميز طيبها من خبثها ألا وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولعل الكاتب حين كتب هذه الكلمة من أولها إلى آخرها لم يكن عنده علم بما جاءت به السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حول القبور، فلذلك وقعت منه الأخطاء السالفة، ووقع منه هذا الخطأ الأخير وهو اقتراحه على إدارة الأوقاف ما تقدم ذكره .... ".

تاسعاً: حسب ما اطلعنا عليه من كتابات وأقوال في ردوده على المخطئين ومخاطبته للمخالفين لا نرمق فيها كلمة تحامل أو تجريح، أو لمز بعيب، أو زن بريبة، أو رمي ببدعة، أو عبارات تهجم أو تشفٍ حتى من الذين أخطاءوا في حقه أو سخروا منه أو كذبوا عليه، فحينما سخر منه أحدهم لكون سماحته استمع إلى جني متلبس بامرأة، وأن هذا الجني أسلم في مجلسه، ذكر هذا الساخر باسمه ولقبه العلمي المعروف فقال:" فقد بلغني عن فضيلة الشيخ ... أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر " وكلما أورد اسمه قدم له بـ (فضيلة الشيخ)، وفي أثناء الرد عليه كان لا يكف عن الدعاء له بالهداية والتوفيق. ومثال آخر كان أحد الكتاب خارج المملكة تكلم على لسانه بأن أي فتوى تصدر منه يجب أن تكون ممهورة بخاتمة ومصدقة من وزارة الأوقاف الإسلامية، ثم نسب إليه كلاماً عن حلق اللحية. فرد عليه سماحته، فكان من رده بعد الحمدلة والتصلية قوله: " فقد اطلعت على ما نشر في جريدة .... لكاتبه .... وقد نسب إلي هداه الله كلاماً " – لاحظ الدعاء له بالهداية –ثم ذكر ذلك الكلام، وبعد عقب بقوله: " وهذا الكلام ظاهر البطلان " ثم أخذ يبين له الحق ثم نصحه بالتقوى والحذر من سوء الظن بالمسلمين. ومثال ثالث افترت عليه إذاعة لندن – ذات مرة – الفتوى بأن الاحتفال بالموالد كفر، فوضح كذبها وتحريفها للفتوى التي قال فيها بأن الاحتفال بالموالد من البدع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير