تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المحدثة في الدين، ونشرت في الصحف والإذاعة، ثم لم يزد رحمه الله عن قوله بأن ما ذكرته إذاعة لندن " كذب لا أساس له من الصحة، وكل من يطلع على مقالي يعرف ذلك،وإني لآسف كثيراً لإذاعة عالمية يحترمها الكثير من الناس، ثم تقدم هي أو مراسلوها على الكذب الصريح ".

عاشراً: يلاحظ أثناء توضيحه الحق لأحد من العلماء أو من دونهم دعاءه له بين آونة وأخرى بالهداية والتوفيق والرشاد والمغفرة ونحو ذلك، وتشعر من كلمات الدعاء وصيغته والمواضع التي يدعو بها للمخالف أو المخطئ بأنه دعاء مخلص صادق، يخرج من سويداء القلب، وليس دعاءً عابراً، أو دعاء له في موضع ودعاء عليه في موضع آخر كما تراه عند البعض، فكان من الصيغ التي يستخدمها في الدعاء لمن يكتب له، أو يرد عليه قوله "هداه الله"،"هداه الله وألهمه التوفيق"،"هداه الله وألهمه رشده"،"سامحه الله". وأحياناً يشرك نفسه في الدعاء، فيقول:"عفا الله عنا وعنه"،"نسأل الله لنا وله التوفيق". وإذا كان القائل أو الكاتب قد نادى في مقاله بأمر خطير يُحلل حراماً، أو يصادم حكماً من أحكام الإسلام فإنه ينصحه بالإنابة إلى الله تعالى والرجوع إلى الحق وعدم التمادي في الباطل. فمثلاً – ختم رده الطويل على من أباح الغناء بالنصيحة، فقال:" ونصيحتي لـ ... وغيره من المشغوفين بالغناء والمعازف أن يراقبوا الله ويتوبوا إليه، وأن ينيبوا إلى الحق، لأن الرجوع إلى الحق فضيلة،والتمادي في الباطل رذيلة ... ". أما الكاتب الذي زعم حل المعاملات الربوية المصرفية فسأل الله له أن يوفقه " للرجوع إلى الحق، والتوبة مما صدر منه، وإعلان ذلك على الملأ لعل الله أن يتوب عليه كما قال عز وجل: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} ". وحين نادى مدير إحدى الجامعات العربية بالتعليم المختلط بين الجنسين، وزعم أن المطالبة بعزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة. رد عليه الشيخ رحمه الله، وكان يدعو له خلال مناقشته لأقواله بمثل "هداه الله، وأصلح قلبه، وفقهه في دينه"، ثم ختم الرد بالنصيحة له فقال:" ونصيحتي لمدير جامعة ... أن يتقي الله عز وجل، وأن يتوب إليه سبحانه مما صدر منه، وأن يرجع إلى الصواب والحق، فإن الرجوع إلى ذلك هو عين الفضيلة والدليل إلى تحري طالب العلم للحق والإنصاف ... ".

حادي عشر: رغم ما بلغه من مقام علمي ومنزلة اجتماعية فإنك لا تخال في كتاباته في هذا الميدان أي كلمة أو عبارة يفهم منها تعالمه عن من هم دونه، أو تعاليه على غيره، والناظر في ردوده على الآخرين يدرك ذلك تماماً، ولعل أصدق الأدلة على ما نحن بصدده كونه يخاطب بعض الصحفيين أو الكتاب المغمورين بـ"الأستاذ" أو "الأخ" أو "أخانا" ونحو ذلك.

ثاني عشر: مع أن كل رسالة أو مقالة كتبها في هذا الفن كانت في الأصل لبيان الحق لقائل أو كاتب بعينه، فتراه يناقش عباراته مناقشة وافية إلا أن هدفه – رحمه الله – كان أسمى من الرد على فلان أو علان، إذ تلاحظ حرصه أثناء ذلك على توجيه الناس للعلم الشرعي والتمسك بالعقيدة الصحيحة، ودعوتهم إلى الخير وطرقه، وتحذيرهم من الشر وأساليبه، وتذكريهم بمكر الأعداء وحيلهم، وتقديم النصح للإعلاميين ومن على شاكلتهم، ودعوة الحاكم والرؤساء لتحكيم الإسلام في بلدانهم، وسنكتفي هنا بذكر بعض نصائحه للإعلاميين التي ضمنها في ردوده على بعض الكتاب، فمنها قوله – بعد أن نبه على مزالق وقعت بها إحدى الكاتبات:" فيجب أن ننزه أقلامنا من الوقوع في مثل هذه المزالق امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم كمالاً للتوحيد وابتعاداً عما ينافيه أو ينافي كماله، ووسائل الإعلام – كما هو معروف – واسعة الانتشار، وعظيمة التأثير على الناس، وكثرة ترديدها لمثل هذه الكلمات ينشرها بين الناس، ويجعلهم يتساهلون في استعمالها، وخاصة النشء مع ما في استعمالها من المحذور "وقال عقب تعليقه على قصيدة نشرتها إحدى الصحف وتضمنت مخالفات عقدية، قال:" والواجب على جميع القائمين على الصحف من أهل الإسلام ألا ينشروا ما يخالف شرع الله عز وجل، وأن يتحروا فيما ينشرونه ما ينفع الأمة ولا يضرهم في دينهم ودنياهم، وأعظم ذلك خطراً ما يوقع في الشرك وأنواع الكفر والضلال ... ". وحينما كتب أحدهم مقالاًُ ينتقد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير