تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Sep 2010, 06:47 ص]ـ

المشهد الرابع: مشهد الإحسان. وهو مشهد المراقبة، وهو أن يعبد الله كأنه يراه. ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها، فإنه يوجب الحياء، والإجلال، والتعظيم، والخشية، والمحبة، والإنابة، والتوكل، والخضوع لله سبحانه، والذل له؛ ويقطع الوساوس وحديث النفس، ويجمع القلب والهم على الله.

فحظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الإحسان، وبحسبه تتفاوت الصلاة، حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض، وقيامهما وركوعهما وسجودهما واحد.

المشهد الخامس: مشهد المنة. وهو أن يشهد أن المنّة لله ـ سبحانه ـ، كونه أقامه في هذا المقام وأهله له ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته. فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك، وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد، وكلما كان العبد أعظم توحيداً كان حظه من هذا المشهد أتم. وفيه من الفوائد أنه يحول بين القلب وبين العجب بالعمل ورؤيته، فإنه إذا شهد أن الله سبحانه هو المان به، الموفق له، الهادي إليه، شغله شهود ذلك عن رؤيته والإعجاب به.

المشهد السادس: مشهد التقصير. وأن العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد وبذل وسعه فهو مقصر، وحق الله سبحانه عليه أعظم، والذي ينبغي له أن يقابل به من الطاعة والعبودية والخدمة فوق ذلك بكثير، وأن عظمته وجلاله ـ سبحانه ـ يقتضي من العبودية ما يليق بها. وإذا كان خدم الملوك وعبيدهم يعاملونهم في خدمتهم بالإجلال لهم والتعظيم والاحترام والتوقير والحياء والمهابة، والخشية، والنصح، بحيث يفرغون قلوبهم وجوارحهم لهم، فمالك الملوك ورب السماوات والأرض أولى أن يعامل بذلك، بل بأضعاف ذلك. ص 39 ـ 50.

هذا ما تيسر إيراده من فوائد من هذا الكتاب قليل الحجم عظيم النفع، ويعقبه بإذن الله كتاب آخر من كتب الإمام ابن القيم رحمه الله.

ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Sep 2010, 04:01 ص]ـ

فتيا في صيغة الحمد، تحقيق عبدالله بن سالم البطاطي، الطبعة الثانية 1427هـ، دار عالم الفوائد. (إشراف الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد ـ رحمه الله ـ).

والكتاب مداره على سؤال وجه للإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ يتعلق بصيغة من صيغ الحمد، هي:

(الحمد لله، حمداً يوافي نعمه، ويكافئ مزيده)؛ عن ثبوتها وصحتها، وهل ما ذكره بعضهم من أنّ هذه الصيغة هي أفضل الصيغ وأكملها صحيح أم لا؟

فأجاب ببطلان ذلك، وبنفي ثبوت هذه الصيغة من جهتين: من جهة الرواية ومن جهة الدراية.

الفوائد المنتقاة:

1 ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه قال: (الحمد لله الذي كفانا، وآونا، غير مكفيّ ولا مكفور).

سألت شيخنا (ابن تيمية) عن قوله: (غير مكفيّ)، فقال: المخلوق إذا أنعم عليك بنعمة أمكنك أن تجازيه بالجزاء أو بالثناء، والله عزوجل لا يمكن أحد من العباد أن يكافيه على إنعامه أبداً، فإن ذلك الشكر من نعمه أيضاً، أو نحو هذا من الكلام. ص 10.

2 ـ ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه كان يقول في اعتداله بعد الركوع في صلاة الليل (لربي الحمد، لربي الحمد) وكان قياماً طويلاً.

وشرع لأمته في هذا الموضع وفي غيره أفضل الحمد وأكمله، فلو كان قول القائل (الحمد لله حمداً يوافي نعمه، و يكافئ مزيده) أفضل الحمد لكان أولى المواضع به هذا الموضع وما أشبهه. فيا سبحان الله! لا يأتي عنه هذا الحمد الأكمل الأفضل الجامع في موضع واحد ألبتة، لا قولاً، ولا تعليماً، ولا يقوله أحد من الصحابة، ولا يُعرف عنهم في خطبة، ولا تشهد حاجة، ولا عقيب الطعام والشراب، وإنما الذي جاء عنهم حمد هو دونه في الفضيلة والكمال! هذا من المحال. ص30 ـ 31.

ملاحظة: أصل الحديث في صحيح مسلم دون موضع الشاهد الذي ذكره المؤلف.

3 ـ خطبة الحاجة: (الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).

وفيها كلها (أشهد) بلفظ الإفراد، و (نستعينه) بلفظ الجمع، و (نحمده، ونستغفره) بلفظ الجمع.

فقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير