الطمع والأخذ مهانة وذلة وأن ذلك من دأب الكلاب، وأن لا يمتخط أو يبصق في مجلس غيره، ولا يستدبر غيره ولا يضع رجلا على رجل، ولا يضع كفه تحت ذقنه، ولا تحت رأسه، فإن ذلك دليل الكسل، ويعلم كيفية الجلوس.
* تأديب الطفل فيما يخص حديثه:
ويمنع كثرة الكلام، ويبين له أن ذلك فعل أبناء اللئام، ويمنع من الحلف رأسا صادقا كان أم كاذبا حتى لا يعتاد ذلك في الصغر (8)، ويمنع من أن يبدأ الكلام، ويعود أن لا يتكلم إلا جوابا وبقدر السؤال، وأن لا يهمل كلام من خاطبه، وأن يقوم لمن فوقه ويوسع له المكان، ويجلسه بين يديه (9)، ويمنع من لغو الكلام وفحشه ومن اللعن والسب، ومن مخالطة من يجري على لسانه شيء من ذلك، فإنه يسري لا محالة إليه من قرناء السوء، وينبغي للمعلم أن يمنعه من الصراخ والتشفع بالناس عند الضرب ويقبح ذلك عنده.
ــــــــــــ
1 - العنوان من صنعي وما يأتي من عناوين كذلك.
2 - أورد البخاري في صحيحه عن عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ يَقُولُ:
" كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ "
3 - الأطباء اليوم ينصحون بذلك للمحافظة على الصحة.
4 - واليوم يعود الناس للطعام الخشن، كالخبز بالنخالة، لأنه أصح.
5 - قد لا يرى بعض التربويين الحديثين أن هذه المقارنة صالحة لتربية الطفل، لكني أرى أنها جيدة فهي تعتبر تربية بذكر المثال والقدوة، إلا إن تخللها تجريح وتحقير للطفل، فهذا خطأ في الأسلوب وليس في الطريقة، والله أعلم.
6 - عن علي بن المديني، قال: إذا رأيت الحدث (*) أول ما يكتب الحديث يجمع حديث الغسل وحديث " من كذب " فاكتب على قفاه: " لا يفلح".
(*) الصبي.
راجع علوم الحديث، لابن الصلاح.
7 - ورد في صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ:
"عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ "
8 - قال تعالى: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ}
قال ابن كثير:
وذلك أن الكاذب لضعفه ومهانته إنما يتقي بأيمانه الكاذبة التي يجترئ بها على أسماء الله تعالى، واستعمالها في كل وقت في غير محلها." أهـ
فيظهر أن الكاذب من يكثر الحلف، لأنه هان على الناس من كثرة كذبه فراح يحلف ليثبت صحة حديثة بكثرة، فتعويد الطفل وإن كان صادقا مذموم دينيا وتربويا، وكما قيل في المثل:
(قيل للكاذب احلف، فقال (لنفسه): أتاكِ الفرج)
9 - ورد في سنن الترمذي عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
" جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَ الْقَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا " (صححه الألباني).
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Oct 2009, 12:01 م]ـ
* تأديب الطفل بآداب متنوعة نافعة:
وأن لا يلجأه إلى التعلم دائما، وإلا كان متسببا في موت قلبه وإبطال ذكائه، وتنغيص عيشه حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأسا وأن يعلمه طاعة والديه ومعلمه، وكل من هو أكبر منه سنا من قريب وأجنبي، وأن ينظر إليهم بعين الجلالة والتعظيم، وأن يعلم ترك اللعب بين أيديهم، وينبغي أن يعلم كل ما يحتاج إليه من حدود الشرع، ويخوف من السرقة وأكل الحرام، ومن الخيانة والكذب والفحش، وكل ما يغلب على الصبيان، وأن لا يتسامح في ترك الطهارة والصلاة ونحوها، ثم مهما ظهر منه خلق جميل، وفعل محمود، فينبغي أن يكرم عليه ويجازى عليه بما يفرح به، ويمدح بين الناس، فإن خالف ذلك في بعض الأحوال مرة واحدة فينبغي أن يتغافل عنه، ولا يهتك ستره، ولا يظهر له أنه اطلع عليه، لا سيما إذا بالغ الصبي في إخفائه وستره
¥