تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نعم لن تتنازلَ إسرائيلُ عن القدسِ إلاّ بالقوّةِ ولا قوّةَ إلاّ بنصرِ الله ? ولا نصرَ مِن الله إلاّ بعدَ أنْ نَنْصُرَهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7) وإنَّ نَصْرَنَا للهِ لا يكونُ بالأقوالِ البرّاقةِ والخُطَبِ الرنّانةِ التي تُحوِّلُ القضيّةَ إلى قضيةٍ سياسيةٍ وهزيمةٍ مادّيةٍ ومشكلةٍ إقليميةٍ، وإنّها والله مشكلةٌ دينيةٌ إسلاميةٌ للعالمِ الإسلاميِّ كُلِّهِ "، ثم بيَّنَ رحمه الله أسبابَ النَّصْرِ والهزيمةِ. ()

ومِمّا وَقَعَ للأُمّةِ أيضًا اجتياحُ الاتحادِ السوفيتيِّ لأفغانستانَ ()، ومِنْ ثَمَّ دُخول الصِّرْبِ لبلادِ البوسنة، وقتلِ المسلمينَ هناكَ وانتهاكِ أعراضهم، فكانَ الشيخُ رحمه الله يُشارِكُ إخوانه آلامهم ويَشعُر بِمُعَاناتهم، وقَدَّمَ لهم كُلَّ ما يستطيع،ومِمّا قالهُ:" ففي بلادِ المسلمينَ اليومَ مَنْ تُنتهَك أعراضهم وتُهدم مساجدهم وتُغْنَمُ أموالهم وتُسبَى ذريتهم مِن قِبَلِ النصارى ونحنُ أمّةٌ لا نتكلّمُ بما يجبُ علينا أنْ نتكلّمَ بهِ،وما يُفعل بالمسلمينَ اليومَ في البوسنةِ أَمْرٌ يُفطِّر الأكبادَ في الواقعِ .. " إلى أنْ قال:" ماذا نعملُ الآنَ مِن أجلِ دَعْمِ إخواننا في البوسنةِ .. ". ()

ثُمَّ جاءَ الاجتياحُ الرُّوسِيُّ لبلادِ الشيشان، سواءٌ في المرةِ الأُولَى عام (1414 هـ) أو المرةِ الثانيةِ عام (1420 هـ).

وكانَ للشيخِ رحمه الله جُهْدٌ بارزٌ في هذهِ القضيّةِ مِن خُطَبٍ وفتاوى وغيرها. ()

الجانب الثاني: التطورُ الهائلُ في التقنياتِ الحديثةِ ووسائلِ الاتصالِ والمواصلاتِ

لقد كانَ مَوقفُ الشيخِ رحمه الله الاستفادةُ مِنها فيما يخدمُ الإسلامَ والدعوةَ إليه.

فَمَثلاً استفادَ الشيخُ رحمه الله مِن الهاتفِ للإفتاءِ، وانتشرَ رقمهُ بينَ الناسِ فهو لا

ينقطع مِن الرنينِ، كما استفادَ مِنه أيضًا بإلقاءِ المحاضراتِ والدروسِ خارجَ المملكةِ، ونَفْعِ إخوانه المسلمينَ وإنْ لَمْ يُسافِر إليهم.

كما أدركَ رحمه الله أهمّيةَ الإعلامِ في نشرِ الدعوةِ، فكانَ أحدَ المشاركينَ في البرنامجِ الشهير: نورٌ على الدربِ، وكذا في برنامجِ: سؤالٌ على الهاتفِ، وله برنامجٌ خاصٌّ في تفسير القرآنِ اسمهُ: أحكامٌ مِن القرآنِ الكريمِ، وبرنامجُ: فقهِ العباداتِ.

كما وَجّهَ عِنايتهُ رحمه الله لتسجيل دُروسِهِ حتّى بلغَ ما للشيخِ مِن المواد الصوتيةِ في التسجيلاتِ قرابةَ (6000) ساعة صوتية في فنونٌ شَتَّى ()، ظَهَرَ نَفْعُها فيما بعد عندما عَمِدَ طُلاّبُهُ إلى تفريغها وتنقيحها وإخراجها في كُتُبٍ مُتداوَلة.

وفي آخرِ عُمُرِهِ اهتمّ بالشبكةِ العالميةِ (الإنترنت) وأَنْشَأ مَوقعًا خاصًّا بهِ افْتُتِحَ بعد وفاتهِ رحمه الله. ()

ومِمّا جاءَ في تَقْدِمَتِهِ للموقعِ قَوْلُهُ:" وإنّني أُذكِّرُ إخواني المسلمينَ في كُلِّ مكانٍ بما أنعمَ الله علينا في هذا العصرِ مِن سهولةِ الاتصالاتِ والمواصلاتِ حتى أنّ الرجلَ ليتحدّثُ بالحديثِ في بَيتهِ فيسمعهُ مَن في المشرقِ والمغربِ.

وإنّني عازمٌ بِحَوْلِ الله وقوّتهِ على اتخاذِ مَوقعٍ في الإنترنت أتحدّثُ فيهِ أحيانًا وأعرضُ فيهِ شيئًا مِن مُؤلَّفاتِي أحيانًا حسبَ ما تقتضيهِ الحالُ،وإنّني لنْ أتكلّمَ في شيءٍ فيه أَخْذٌ وَرَدٌّ؛ وإنّما أتكلّمُ بِعَرْضِ المنهجِ السليمِ المبنيِّ على كتابِ الله وسُنَّةِ رسولهِ ?، وإنّني لَوَاثِقٌ مِن أنّه إذا عُرِضَ الإسلامُ عَرْضًا صحيحًا على حسبِ ما في كتابِ الله وسُنَّةِ رسولهِ ? فَسيكونُ مَقبولاً لدى النفوسِ؛ لأنّ الإسلامَ دينُ الفطرةِ يَقبلُهُ كُلُّ ذِي فِطرة سليمةٍ ولا يحتاج إلى كبيرِ عَناءٍ، بِمُجرَّدِ أنْ يَشهد الرجلُ أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمدًا رسولُ الله فإنّهُ سوفَ يَقبلُ هذا بِفطْرَتِهِ التي فَطَرَ الله بها عِبادَهُ، قالَ تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الروم:30) ". ()

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير