ـ[المجيبل]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 11:48 ص]ـ
أختي الكريمة الرميسا
لقد أجبت المرة السابقة إجابات طيبة ووضعنا لك بعض الملاحظات اليسيرة , ونحن بانتظار محاولاتك كما في المرة السابقة , هيا فأعضاء الفصيح متأهبون لتقديم العون.
وفقك الله في دراستك.
ـ[الرميسا]ــــــــ[07 - 01 - 2010, 06:26 م]ـ
جزاك الله خيرا على المتابعة
أكيد إن شاء الله سوف أجيب
فسؤال الأستاذ هو أن نبحث عن موضوع يتكلم عن الهجرة النبوية ونوظف فيها الحال بأنواعه والتمييز بأنواعه و الأمر أجده شوية فيه من الصعوبة خصوصا في الحال و مصوغاته الأربعة
ـ[الرميسا]ــــــــ[08 - 01 - 2010, 12:26 ص]ـ
الهجرة النبوية
بعد أن تمت بيعة العقبة الثانية، ونجح الإسلام في تأسيس وطن له وسط صحراء تموج بالكفر والجهالة، عاد الأنصار إلى المدينة ينتظرون هجرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليهم بتلهف كبير. وأذن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للمسلمين بالهجرة إلى هذا الوطن، الذي اختاره الله مهجراً لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم.
ولم تكن الهجرة مجرد التخلص من إيذاء المشركين أو الفرار من الفتنة في الدين، بل كانت كذلك إيذاناً بميلاد دولة الإسلام، وإقامة مجتمع التوحيد الذي تهفوا إليه نفوس المؤمنين.
وإذا كان امتحان المسلمين قبل الهجرة متمثلاً في الإيذاء والتعذيب وتحمل ألوان السخرية والاستهزاء والتكذيب فإن الهجرة كانت تمثل امتحاناً ليس أقل ضراوة، حيث سيترك المهاجر الأوطان والديار والقرابات والأموال، والأصحاب والذكريات، بل سيغامر بنفسه وربما فقدها في أثناء الطريق، فقد سعت قريش بشتى الطرق إلى عرقلة الهجرة أمام المهاجرين، مرة بحجز أموالهم ومنعهم من حملها، ومرة بحجز زوجاتهم وأطفالهم، وثالثة بالاحتيال لإعادتهم إلى مكة، لكن شيئاً من ذلك كله، لم يعق موكب الهجرة، فالمهاجرون كانوا على أتم استعداد للانخلاع من أموالهم وأهليهم ودنياهم كلها تلبية لنداء العقيدة، ونصرة لدين الله وتأسيساً وإقامة لمجتمع الإيمان.
لقد ضرب المسلمون بهجرتهم أروع أمثلة التضحية من أجل الدين، فهذه أم سلمة تحكي قصة هجرتها مع زوجها وابنها، وهم أول أهل بيت هاجر، فلما رآه أصهاره مرتحلاً بأهله قالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها! أرأيت صاحبتنا هذه؟ علام نتركك تسير بها في البلاد فأخذوا منه زوجته!، وغضب آل أبي سلمة لصاحبهم فقالوا: لا و الله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا! وتجاذبوا الغلام بينهم حتى خلعوا يده! وانطلق أبو سلمة مهاجراً وحده إلى المدينة، وحبست أم سلمة عند قومها وذهب قوم أبي سلمة بالولد ! قالت: ففُرِّق بيني وبين زوجي وبين ابني! فكنت أخرج كل غداة بالأبطح فما أزال أبكي حتى أمسي، سنة أو قريبا منها حتى مر بي رجل من بني عمي فرحمني، فقال لقومه ألا تخرجون هذه المسكينة، فرَقتم بينها وبين زوجها وولدها؟ فقالوا لي الحقي بزوجك إن شئت، فاسترجعت ابنها من أعمامه، وارتحلت بعيرها، فخرجت بولدها تريد المدينة ما معها من أحد من خلق الله. وفي الطريق لقيها عثمان بن طلحة، وكان مشركاً فأخذته مروءة العرب ونخوتهم فقال: ما لهذه من متْرَك فانطلق بها يقودها إلى المدينة، كلما نزل منزلاً استأخر عنها مروءة. كما قال صاحبه الجاهلي:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مثواها
فلما وصل قباء قال: زوجك في هذه القرية فادخليها على بركة الله ثم انصرف رجعاً إلى مكة. فكانت أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ تقول: و الله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة. وما رأيت صاحباً قط أكرم من عثمان بن طلحة.
قصة هجرة عجيبة، وأعجب منها موقف ذلك المشرك الذي صاحب هذه المرأة المسلمة التي ليست على دينه ليوصلها، وأحسن معاملتها، وغض بصره عنها طيلة خمسمائة من الكيلو مترات قطعها في أيام، ثم عاد إلى مكة دون راحة. فأي مروءة، وأي شهامة يتعلمها شباب المسلمون الآن من رجل كافر ملك نفسه وملك إرادته، وغض بصره، إنها سلامة الفطرة التي قادته أخيراً إلى الإسلام بعد صلح الحديبية.
ولعل إضاءة قلبه بدأت منذ تلك الرحلة مع المرأة المسلمة.
¥