لم يدخر أبي جهدا في معالجتي، وقد بذل الغالي والنفيس، وقد سافر إلى روسيا وجلب أفضل أساتذة الطب الروس الذين أجروا لي أحد أحدث عمليات تطعيم النخاع الشوكي, والتي استغرقت أكثر من 14 ساعة. والدي عبد الكريم سنجاب مهندس معماري تخرج من سراييفو في يوغسلافيا سابقا. تزوج أبي نادية الحليبي بعد الحادث وأنجب منها إخوتي محمد وهدى (وهما توأمان بعمر 7 سنوات) وعبد المجيد (6 سنوات) وأسعد (4 سنوات). وما يزال أبي (إضافة إلى خلود) القائم الأول على رعايتي، وفقه الله وأمد في عمره.
كان للحادث بالغ الأثر على شقيقتي، وخاصة بعد وفاة أمي رحمها الله. والتي سبقت امتحانات الشهادة الثانوية لأختي ميسون بقليل. ورغم ذلك تمكنت من النجاح ودرست في المعهد التجاري وتخرجت بعد سنتين. ثم تزوجت من نعمان السمان, ورزقا بابنهما قيس وابنتهما جوري. أما أختي خلود فتخرجت من كلية الصيدلة في جامعة دمشق. تعاونت شقيقتاي مع أمي وأبي على العناية بي، وبعد وفاة أمي وزواج ميسون تحمل أبي وشقيقتي خلود عبء العناية بي, كما أن خالتي نادية تساعدهم, وفقهم الله جميعهم.
نشأتي
من الله علي بأن أنبتني نباتا حسنا, فقد سخر لي أمي طيب ثراها لتقوم على تنشئتي بأفضل ما تستطيع. فقد عملت على توجيهي نحو المطالعة, وأحاطتني بالكتب العلمية القيمة. بعد أن أتممت المرحلة الإعدادية سجلتني أمي في دورات للغة الإنكليزية و للإلكترونيات وللبرمجة بلغة QBasic والتي كان لها أثر حاسم في حياتي لاحقا. نلت الشهادة الثانوية صيف 1994 بتفوق أتاح لي الانتساب إلى كلية الطب ومعهد البحوث العلمية لكنني انتسبت إلى كلية الهندسة الإلكترونية في جامعة دمشق نظرا لتعلقي بالإلكترونيات والحاسوب.
عودتي
قضيت أكثر من سبعة أشهر في غرف العناية المشددة محاطا بأهلي وأصدقائي الذين كانوا خير عون لي في محنتي. وأذكر منهم خالتي هند القهوجي وأصدقائي حسن الكردي وسامر أبو قبع وحازم ومنال وفادي سنجاب ونزار مصلح.
بعد بضعة أشهر من عودتي إلى المنزل تقريبا استأجر خالي سمير القهوجي حاسوبا لمدة شهر كانت كافية لإعادتي إلى عالم البرمجة. فجلبت بعض الكتب العربية عن البرمجة, وتعلمت لغة C. ثم بدأت بقراءة كتب إنكليزية عن لغة C++ والبرمجة الثلاثية الأبعاد, وقد أهداني صديقاي سامي سنجاب ومازن الرفاعي أهمها. وقد ترجمت كتابين منها بمساعدة كثيرين أذكر منهم ماري بطرس وكارمن سنجاب ولينا الحليبي. وكنت أقرأ مستعينا بأداة لحمل الكتب صنعها صديقي مهران الكردي والذي صنع لي عدة أجهزة أخرى مفيدة. ثم أحضر لي خالي حاسوبا دائما, فبدأت بتطبيق ما قد تعلمته.
العالم الخارجي
اقتصرت علاقتي مع العالم الخارجي بداية على أصدقائي اللذين يزورونني باستمرار. وقد رزقني الله بكثير من الأصدقاء, من مختلف الأعمار والثقافات. وأغلبهم تعرفت عليهم بعد الحادث. وقد أحاطوني بالمحبة والاهتمام, ولم يتأخروا عن مد يد العون إلي. وأذكر منهم إضافة لمن ذكرتهم فادي جاموس والذي داوم على عيادتي مذ عرفني وفخر الدين طعمة ومنير سنجاب ورنا ووارف وعبد العزيز أبو قبع ومازن وعماد ومعاوية ومعتصم ومؤيد ومؤمن ومحمد الرفاعي وحسين العلي وعيسى عثمان ومحمد وحامد وتوفيق وعبد العزيز السحلي.
بقيت حبيس البيت إلى أن أخذني أصدقائي صيف 1995 إلى منزل صديقي حسن الكردي في التل في ريف دمشق لعشرة أيام. ومذ ذاك استمر أصدقائي بأخذي صيفا إلى أن سافر صديقي حسن للدراسة. أما الآن فأقضي الصيف مع أهلي في منزلهم في التل في ريف دمشق.
تطورت علاقتي مع العالم الخارجي بعد حصولي على اتصال بالانترنت بمساعدة ابن عمتي معاوية الرفاعي, فأصبح لدي أصدقاء في شتى أصقاع المعمورة, والكثير منهم لم يروني إلا بالصور. كما أن موقعي على الشبكة غدا وسيلة فعالة للتواصل مع الآخري
أثناء عملي في المنزل: صور ـ كما سبق القول ـ بتصرف: ن، س،أ
عملي
¥