تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و هناك روايات تسمى (فكرية)، يجتهد كاتبها في تصوير المجتمع السعودي بشكل يخالف الحقيقة وإن كان في بعض تصويره صحة، ولكنه داء التعميم الذي بدأ يلفّنا. ومن هذه الفئة (المضمونيين) –و د. حسن يعرفهم- من يدسّ الأفكار التي يريد ترويجها، ولكن خشيته من التصريح تجعله يقدمها في قالب روائي. وقد بدأت رواياتهم في التزايد مادام كبيرهم الذي علّمهم يلقى ترحيبا. و هؤلاء لا يجهلهم إلا قاصر نظر.

أما قول د. النعمي بأن هذا السيل استجابة لهامش 11سبتمبر ففيه شيء من المبالغة. أمور كثيرة تماسّت مع هذا التأريخ حتى أوشكنا أن نجعل منه مؤرِّخًا لكل ظاهرة ثقافية أو اجتماعية أو حتى دينية لدينا. لا أنكر أن له تأثيرا على قضايا معينة و بنفس الوقت لا يمكن أن نعمّمه كمسبب ..

فالروايات السعودية موجودة من قبل ذلك لمن يريد النظر بمنظار موضوعي لكنها غير مخدومة إعلاميا إذ من أسباب بروز هاتين الفئتين الدعم الإعلامي المقصود الذي أهّل لها الظهور.

- يعتقد اليوسفي وهو الناقد التونسي أن تأصيل الفكر النقدي لا يتم بإعادة إنتاج الأسئلة القديمة، بل بتمثلها ومفارقتها، على الضد من التبسيط الشائع، الذي يختزل التأصيل في الحرص على الانشداد إلى الماضي وإعادة إنتاج مقولات السلف 0 هل تؤيدين اليوسفي فيما ذهب إليه؟

• نعم .. فنحن لسنا بحاجة لإعادة و تكرير كل ما عند السلف، بحيث نبقى أسارى للكتب التراثية بما تحويه، ومن يحيد عنها فقد صبأ! وهذه الفكرة –للأسف الشديد- لا يزال كثير من الأساتذة يؤمنون بها.

لا بدّ أن نلاقح ما لدينا بما لدى الآخرين، أن نمزج نظرياتنا النقدية بما وصل إليه النقد الحديث ليولد لنا نقدا حقيقيا لا مكرورا و بنفس الوقت ليس مسخا من الغير.

- الترجمة إلى العربية، في معظمها، تتسم بالظرفية والعشوائية وتعتمد، أساسا، على الجهود الفردية. ولذلك لا يمكن القول بأن الترجمة استطاعت ان تنقل الكتب الأساسية في صرح الثقافة الغربية والعالمية، مصحوبة بدراسات تنسبها وتضعها في سياقها المعرفي والأيديولوجي.

إلى أي حد من المصداقية ترين هذه المقولة؟

• نعم، تبقى الترجمة عشوائية حالها كحال أغلب نشاطاتنا الثقافية والمعرفية؛ فهي قائمة على جهود فردية متفرقة. ليس لدينا تخطيط واضح لما نحن بحاجة إلى ترجمته .. أوافق هذه المقولة؛ علينا أن نعرف ما ذا نريد من الثقافات العالمية و نتجه بمنهجية علمية وعملية لترجمتها.

- حركة الإبداع العربي التي كسرت التقنينات النقدية للأجناس والأشكال وطرائق التعبير، هل ترين أنها خدمت نفسها بشكل لائق؟

• أولا هناك منها ما يسمى إبداعا، وهناك ما يُستكثر عليه اسم (صف كلام)!!

حينما نعود إلى الدلالة اللغوية للإبداع فهي تعني التجديد؛ لذا فإن تكرار الأساليب نفسها يعد عجزا، فالابتكار والتجديد مطلب ملح في هذا العصر المتسارع. إذ هل يُعقل أن تبقى القصيدة على نمط الخليلية حتى الأبد؟! يستحيل هذا.

لكن المشكلة تكمن بأن هناك من يعتقد أن التجديد والإبداع يعني تغيير وتحوير القيم الثابتة؛ ولن يكون مبدعا إلا بذلك. والحقيقة أنه لا يحق لمبدع أيا كان أن يجدد في هذه الثوابت.

الإبداع الحقيقي قليل؛ لأن من فهم الإبداع قلة.

_ العولمة، مفهوم يشمل في أبعاده عملية التقارب بين الأمم في الكثير من الخصائص، وعلى الرغم مما يحمله هذا المصطلح من لمحة إيجابية في مسألة التقارب تلك إلا أن الآراء تنقسم تجاهه بشكل عام إلى آراء متفاوتة؛ أين تقفين إزاء مصطلح كهذا؟

• كل مصطلح له معطياته الإيجابية والسلبية .. و من هذه المعطيات ما هو خيال فقط لا يتحقق، وإنما ترديد أجوف ..

أؤمن بالقول: على كل جديد أن يُعرض على قيمنا، فما وافقها لنا الحرية في أخذه، أما ما خالف فلا يحق لنا التفكير فيه حتى لا نقع في المحذور.

العولمة لها إيجابياتها التي نراها الآن في هذا العصر .. مثل الاستفادة الأوسع مما لدى الآخر؛ أما أن يفرض علينا فلان أو علّان منهجا تعليميا معينا أو أسلوبا في الحياة فهذا ما أرفضه بشكل قاطع.

يبقى لكل فرد منهجه الخاص، فكيف بمن يريد مسخ أمة بكاملها قادت العالم يوما ما؟!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير