إِنِ اشْتَكى الأحبابُ حِلْمي عابِساً
قََدِ اشْتَكى الأعداءُ حِلْمي باسِما
.
غَيْري غزيرُ حِكْمَةٍ فَأَبْحِروا
في سَيْلِهِ، حَصافَةً خُضارِما
.
لَكَ احْتِرامي يا غَزيرُ واضِعاً
في جَيْبِكَ الأعْرابَ والأعاجِما
.
راحَ الغَزيرُ واغْتَدى الغَزيرُ ها
هُوَ الغَزيرُ فاسْجُدوا تَراجِما
.
هُنا أخو هاروتَ هَرْوِلوا ولا
تُجادِلوا في سِحْرِهِ شَراذِما
.
تَناحَروا في هَيْكَلٍ تَحاكَموا
هذا سُلَيْمانُ أَتاكُمْ حاكِما
.
للبَيْتِ شُبّاكٌ وبابٌ رُبَّما
بالبابِ نَكْتَفي نَخافُ القادِما
.
ولْنَدْرُسِ البابَ على بَصيرَةٍ
لَعَلَّ في الأمْسِ يَكونُ لازِما
.
عَقْلانِ في رَأْسٍ فَأَيّها الهُدى
كَفى وَساوِساً كَفى هَماهِما
.
غَداً تَرى خَرْدلَنا وخَلَّنا
يَخْتالُ في عَوالِمٍ مُزاحِما
.
عَقْلانِ لا ضَلالَةٌ يا رَأْسَنا
مَتى أََضَلَّّ فاحمٌ فَواحِما
.
خُرطومُنا فَوقَ السَّحابِ إنْ يُقَلْ
تَحْتَ السَّحابِ نَجْدَعِ الخَراطِما
.
لَنا الخَوافي لَمْ تَهِضْ لِقَشْعَمٍ
بُغاثُنا تَقَشْعَمَتْ قَوادِما
.
طَيْرُ الغريبِ طوبَهُ فَراسِناً
طَيْرُ البِلادِ طوبَهُ مَناسِما
.
ضِفْ غَيْرَنا يا ابْنَ الكفاحِ نارُنا
خَبَتْ ولَنْ تُعيدَ طَيءٌ حاتِما
.
ومِنَ مُحيطِنا إلى خَليجِنا
بُشْراكَ لَسْنا لأخٍ عَواصِما
.
تِلْكَ بلادُكَ الخِيامُ فاضَّرِمْ
صَقيعَها واسْتَصْقِعِ الضَّوارِما
.
ماذا تُريدُ مِنْ رِياحِ لُؤْمِنا
لَمْ نُبْقِ زَوْبَعاً ولا سَمائِما
.
وما الذي تُحِبُّ مِنْ قَواصِمٍ
نَراكَ لَسْتَ تَكْرَهُ القواصِما
.
نُهْديكَ مِنْ رُوَيْبِضٍ رِسالَةً
أَنِخْ مُحارباً أّصِخْْ مُسالِما
.
يَدي على السَّيْفِ إذا تَعَسْبَرَتْ
حَوْلي الضِّباعُ زُرْتُها غَلاصِما
.
يَخْزُمُ نائلي شِفاهَ عاذِلِي
يا عاذِلي إنّي أَراني خازِما
.
مِنْ بَدَوِيَّةٍ طَلَعْتُ مُتْخَماً
صَرامَةً فَحاذِروني صارِما
.
ويا نَدامى البَدْوِ هاتوا شيحَكُمْ
لا تَحْسبوني غَيْرَكُمْ مُنادِما
.
تَشُدُّني الأسْعانُ مِنْ تَرائِبي
أرْوي بِها عَطْشى الرُّعاةِ حائِما
.
أَسْتَذْكِرُ الأَوْطانَ مَلْثوماً أَسىً
وأَخْتَلي خَدَّ الحَنينِ لاثِما
.
أما اعْتَرَفْتُ أَنَّ لي غَمامَةً
في صَيْفِ غَفْلَةٍ سَقَتْ بَراعِما
.
وأَنَّ عِنْدي ساعَةً مِنْ سَفَهٍ
أُغاضِبُ الظِّباءَ والحَمائِما
.
تَعَنْجَهَتْ بَداوتي فَلَمْ أَقُمْ
أناقَةً أُراقِصُ النَّسائِما
.
واسْتَخْشَنَتْ ناصِيَتي سَليقَةً
بَيْضاءَ لا لِثامَ لا كَمائِما
.
يا هذه الحياةُ لي بَلِيَّتي
تَضاحَكِي وأَضْحِكي اللواطِِما
.
بَلِيَّتي أنَّ حِيادي آثِمٌ
حَسْماً وأَني لا أًتوبُ حاسِما
.
إِمّا هُنا إِمّا هُناكَ أَنْثَني
في غَيْرِ ذي زَرْعٍ فَوا إِبْراهِما
.
وأرتجي هذا المَدى غَمائمًا
هذا المَدى لَمْ يَعْرِفِ الغَمائِما
.
هذا المَدى مُهاجِرٌ حَمامُهُ
ويائِسٌ مُدَمْدَمٌ هَضائِما
.
مَنْ يُنْقِذُ البُناةَ مِنْ زَلازِلٍ
أَكادُ لا أَلومُها هَوادِما
.
هذا المَدى أَرْكَضْتُ في رَمْضائِهِ
مبادئي أَدْمَيْتُها صَلادِما
.
ضَلَلْتُ أَحْداقَ الصِّبا فَمَنْ رَأى
سَواعِدي ومَن رَأى المَعاصِما
.
أَلمْ أَكُنْ مُدَجَّجاً فَطانَةً
فَأَهْتَدي غَيْرَ هُنا دَمائِما
.
تِلْكَ عَصا التِّرْحالِ حانَ شَدُّها
راوَدَني الغِيابُ لَنْ أُقاوِما
.
قَيْلولَةُ الصُّقورِ لَمْ أُراعِها
أَطَلْتُ في خَرائِبٍ مَجاثِما
.
أُلَمْلِمُ الباقي مِنِ الوُدِّ انْتَحى
بَقِيَّةً لَمْ يَسْقُطوا ذَمائِما
.
بَقِيَّةً تاللهِ قَدْ أَحْبَبْتُها
في اللهِ ما قايَضْتُها الغنائِما
.
بَقِيَّةً مُحِبَّةً أَمْثالَها
مَنْ لا يُحِبُّ مِثْلَهُ عَلائِما
.
بَقِيَّةً عَضَّتْ عَلى نَقائِها
بِناجِذٍ واسْتَعْفَفَتْ لَهاذِما
.
بَقِيَّةً في خَنْدَقي تَصونُني
مِن مارِقٍ يُريشُني مَزاعِما
.
بَقِيَّةً شَريفَةً لا تُحْتَشى
شَوائِعاً لا تُمْتَطى نَعائِما
.
أَنْزَلْتُ أَعْلامي بِلا صَوادِحٍ
تُجامِلُ الغَريمَ والمُغارِما
.
فَجَذِّفوا سُحْتَ المَآقي صاخِباً
وَلْتَمْخُروا رِجْسَ التَّراقي عارمِا
.
لَيْسَ هُنا عَنْتَرَةٌ تَحاضَنوا
خَواصراً تَلاحنوا بَراطِما
.
عَنْتَرَةٌ لا يَرْتَجيكُمْ عَبْلَةً
عافَ الهَوى وغادر الرَّدائِما
.
فَلْتَفْرَحوا هُنَيْهَةً وحاذِروا
¥