تتميز الصفائح الأرضية بثلاث أنواع رئيسة من الحركة: حركة تباعدية, وحركة تقاربية وحركة على مستوى واحد تسمى حركة تحولية. تمثل الحركة التباعدية حركة صفيحتين متجاورتين باتجاهين متعاكسين مبتعدتين عن بعضهما وغالباً ما يحصل هذا النوع من الحركة في أواسط قيعان البحار والمحيطات مسببة انفتاح وتوسع قاع المحيط, الذي يسمح في نهاية المطاف لمادة جبة الأرض بالانبثاق تحت سطح الماء, علماً أنها مادة سليكاتية منصهرة وفي درجات حرارية عالية مسببة تبخر كميات كبيرة من المياه بسبب الحرارة العالية. لقد صورت الآية الكريمة هذه الحقيقة العلمية بإيجاز بليغ:? وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ? (التكوير:6).
إن انفتاح قيعان المحيطات يمثل نوع من أنواع الزلازل يتبعه خروج الحمم البركانية , وهذه الحمم تتكون من مادة معقدة التركيب ذات كثافة عالية (أعلى من كثافة صخور القشرة الأرضية). لقد أشارت الدراسات إلى أن كثافة صخور مادة الجبة العليا تفوق كثافة صخور القشرة الأرضية ب 0.4 غم /سم3 حيث يزداد الفارق في الكثافة كلما نزلنا نحو أعماق الأرض. إذاً هنالك زلزال يتبعه خروج حمم ثقيلة مصدرها جبة الأرض, وقد تحدث القرأن الكريم مشيرأً إلى هذه الحقيقة العلمية:? إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا? (الزلزلة:1 - 2).
تشكل هذه الحمم المنبثقة تحت مياه المحيط سلاسل من الجبال البركانية التي تسمى حواجز وسط المحيط , بعضها يرتفع فوق سطح الماء مكوناً الجزر. إن ترافق الزلازل البراكين يمكن توضيحه بالشكل-3. أما الحركة التقاربية أي تلاقي الصفائح الأرضية فأنها تعني حركة أحد الصفائح الأرضية أو صفيحين متجاورين بحيث يقتربان من بعضهما , وبإستمرار عملية الأقتراب يحصل تصادم الصفائح, وباستمرار عملية التصادم تنزلق أحدى الصفيحتين أو كليهما إلى الأسفل وقد تنحدر إلى مسافة تفوق 100 كم ومن ثم يتغير تركيبها وتتحول إلى حالة أشبه بالمنصهرة بسبب تعرضها إلى حرارة الجبة, وهذه العملية تمثل تأكل.
شكل-3: مواقع الهزات الأرضية المسجلة في القرن الأخير فقط , وهي مبينة بالنقاط السوداء ترافق مواقع إنفتاح أواسط المحيطات (المحيطات مبينة باللون الازرق) , وكذلك ترافق مواقع تصادم الصفائح على اليابسة (اليابس موضح باللون الأخضر). (مأخوذة من المصدر Spencer,2003).
أطراف الصفائح التي يمكن أن نسميها أطراف الأرض, والتآكل يسبب التناقص أي تناقص أطراف الأرض. وقد أشار القران الكريم إلى هذه الحقيقة من خلال الآيتين الكريمتين الآتيتين:
?أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ? (الرعد: 41).
? بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ? (الأنبياء:44).
وقد يينزلق أحد الصفائح فوق الأخر مكوناً الجبال البنائية على اليابسة وأن هذه الجبال تتحرك مع حركة الألواح أي أنها تسير, وقد أخبر الله تعالى نبية الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في القرآن المجيد عن سير الجبال من خلال الآيات الكريمات الأتيات:
? وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ?. (التكوير:3)
? وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ?. (الرعد: 31)
? وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا?. (الكهف: 47)
يصحب تصادم الصفائح هزات أرضية وثورات بركانية, وكذا الحال مع الحركة التحولية التي تحدث تطوراً للصدوع على طول مستوى الحركة. يتبين من ذلك إن الصفائح الأرضية في حالة حركة مستمرة منذ بداية تشكلها ولحد الآن.
ـ أسباب حركة الصفائح الأرضية
¥