تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- كيف تنظر إلى النحو البلاغي والدراسات المستمدة منه كمنهج في التعامل مع النص أيا كان ذلك النص؟

* يتضمّن علم المعاني مفردات ومصطلحات هي عينها وردت في كتب النحاة .. والفرق بين ورودها عند النحويين وعند البلاغيين، أنّها عند النحويين أخذت معنى الصحّة النحوية والسلامة التركيبية، وسيرها في بنيتها وهيكلها على المقاييس الصرفية .. أمّا عند البلاغيين، فقد زادت في النظر الجمالي، والتفسير الأدبي، والاهتمام الذوقي .. ونظرة البلاغيين معتمدة نظرة النحويين، والنظرتان تتضامّان، ولا تنفصلان، ولكن لكلّ فريق تخصّص يتمّمه الآخر .. ومن هنا كان أصحاب دراسات النحو البلاغي ينظرون في النصّ إلى علاقة النحو بالمعنى المدفون فيه وبلاغته .. فيكون ترجيحهم في الإعراب بمقدار سموّ معناه .. ومع أنّ أحداً من هؤلاء لم ينجُ من مآخذ تُؤخَذ عليه، غير أنّ هذه المآخذ لا تطمس إشراقاتهم الصافية، ولا آثار غورهم العميق على المعنى .. فقد قدّم هذا المنهج للدراسات البلاغية عامّة ولعلم المعاني خاصّة فوائد عظيمة ..

- كيف نظهر على المشهد الثقافي بمظهر يليق بلغتنا العربية؟

* لولا أصالة اللغة العربية وارتباطها الوثيق بالقرآن الكريم لما استطاعت أنْ تقوم بحاجات أجدادنا وآبائنا ثمّ حاجاتنا نحن أيضاً على مدار هذا التاريخ الطويل .. ومن هنا فإنّني أرى طريقين لاستعادة مجدنا وعزّنا، الأول: أنْ نعود إلى القرآن العربي المبين وإلى كلام سيد الفصحاء وإمام البلغاء صلى الله عليه وسلم. والثاني: أن نقتنع بأنّ اللغةَ قيمةٌ قوميةٌ ودينيةٌ وثقافيةٌ واجتماعيةٌ، تستحقّ أنْ نبذل فيها الجهد والتعب ..

- للدكتور عبد الرحمن السليمان مقولة حول العلاقة بين العربي والكتاب مفادها " إن الكتاب لم يكن يوماً من الأيام في موقع متقدم لدى عرب اليوم " هل أصاب القائل شيئا من الصواب؟

* إنّها بلا شكّ حقيقة مُرّة أنْ تجد أمّة (اقرأ) لا تقرأ! وقد يُصاب أحدُنا بالخيبة عندما يجد نفسه مضطراً لأنْ يقرّ بها .. ومقولة أخي الحبيب وأستاذنا الفاضل عبد الرحمن السليمان - حفظه الله - قد تأكّدت في تقرير سنوي لمنظمة اليونسكو، والذي جاء فيه أنّ المواطن العربي يقرأ (6) دقائق في السنة، وأنّ كتاباً واحداً يصدر لكلّ (350) ألف مواطن عربي .. ومع أنّ هذا التقرير لا يخلو من أغراض خبيثة، وفيه ما فيه من زيف وتدليس، إلا أنّ هذه الطامّة باتت معلومة لدى الجميع .. ولله أمرٌ هو بالغه ..

- الدراسات البلاغية التي اتخذت القرآن مصدرا لتطوير مقولاتها، ترى هل وفقت تلك الدراسات في إثراء جانب البحث البلاغي؟

* إنّ ارتباط البلاغة بالقرآن الكريم أمرٌ واضحٌ جليٌّ في كثير من كتب البلاغة ومصادرها الأساسية، إذ يكفي الاطلاع على عناوين بعضها لإدراك هذه العلاقة القويّة .. وقد أفرزت هذه العلاقة تلك الدراسات والمباحث الجليلة في فهم قضية الإعجاز ومحاولة تعليلها تعليلاً لغوياً وبلاغياً، كما هو الشأن عند عبد القاهر والزمخشري وغيرهما .. ولكنّها أفرزت في الوقت نفسه غموضاً ومسالك صعبة في علم البلاغة بسبب الاهتمام الزائد بمجادلة الخصوم ومحاولة إقناعهم وإفحامهم، ولذلك عِيبَ على عبد القاهر أسلوبه الجاف الذي يميل إلى التعقيد أحياناً كثيرة في كتابه دلائل الإعجاز، ولعلّ السبب في ذلك كما يرى محمود شاكر أنّه كان مهتماً بنقض آراء القاضي عبد الجبار صاحب المغني وطائفة من المعتزلة في مسألة اللفظ .. فقضية الإعجاز القرآني مثلما أثّرت تأثيراً واضحاً في توجيه التأليف في البلاغة، فإنّها غَدت كذلك وسيلة من وسائل دراسة علم الكلام، ومن هنا كانت – فيما يبدو - سبباً من أسباب ذلك التعقيد الذي يُلحظ في بعض مسائل البلاغة وقضاياها الأساسية ..

- سمعنا بعدّة مؤلفات لك وباللغتين العربية والألمانية؟ هل تحدثنا عن ذلك الإنتاج؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير