لا تصنع من الأترج مأكولات وإنما يستفاد من قشره في صنع مربى لذيذ.
ويقدم الأترج للأكل قبل كل طعام لأنه إن أخذ وسط الطعام أو بعده ولّد حمى غليظة بطيئة الانحلال وأكثر الناس يأكلون الأترج بعسل النحل ليكتسب بذلك عذوبة وطيب طعم ويسرع انحداره وانهضامه ويصلح للأمزجة الحارة.
لمِ خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأترجة دون غيرها من الفواكه؟؟ قد يسأل سائل لم خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأترجة دون غيرها من الفواكه التي تجمع بين طيب الطعم والريح وقد تكون أطيب من الأترجة، قال الإمام ابن حجر العسقلاني: قيل الحكمة من تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى بقشرها وهو مفرح بالخاصيَّة، و يستخرج من حبِّها الدهن وله منافع.
وقيل: إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقتربه الشياطين.
قال: وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن، وفيه أيضاً من المزايا، كبرُ حجمه وحسن منظره وتَفْريح لونه ولين ملمسه وفي أكله مع الالتذاذ؛ طيب النكهة، ودباغ معدة، وجودة هضم، وله منافع أخرى. ا. هـ
وقال العلامة المباركفوري: وجه التشبيه بالأترجة لأنها أفضل ما يوجد من الثمار في سائر البلدان وأجدى لأسباب كثيرة جامعة للصفات المطلوبة منها والخواص الموجودة فيها فمن ذلك كبر جرمها، وحسن منظرها، وطيب مطعمها، ولين ملمسها، تأخذ بالأبصار صبغةً ولوناً، فاقع لونها، تسر الناظرين، تتوق إليها النفس قبل التناول، تفيد آكلها بعد الالتذاذ، وتشترك الحواس الأربع فيها البصر والذوق والشم واللمس.
وقال العلامة العظيم أبادي: الأترجة جامعة لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون ومنافع كثيرة، والمقصود بضرب المثل بها بيان لشأن المؤمن و ارتفاع عمله.
وقال ابن القيم: وحقيق بشيء هذه منافعه أن يُشبَّه به خلاصة الوجود وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن، وكان بعض السلف يحب النظر إليه لما في منظره من التفريح.
وقيل في قوله صلى الله عليه وسلم (طعمُها طيِّبٌ وريحُها طيبٌ) خصَّ صفة الإيمان بالطعم وصفة التلاوة بالرائحة؛ لأنّ الطّعم أثبت وأدوم من الرائحة.
وهذه بعض الصور لهذه الفاكهة:
http://members.lycos.co.uk/ab2222/upload/uploading/utrujah1.jpg
http://members.lycos.co.uk/ab2222/upload/uploading/utrujah2.jpg
وتحياتي للجميع
الربيع الأول
ـ[أبو طارق]ــــــــ[28 - 12 - 2006, 04:25 م]ـ
مبحث طيب, سملت يمينك أيها الربيع النضير
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[29 - 12 - 2006, 06:10 م]ـ
وسلمت لنا أخي الحبيب
ولك التحية