تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عكس تلك فهي من عائشة رضي الله عنها

حياك الله في المنتدى ثانية أخي الأحمدي وأهلاً بك بيننا، سعدنا بك

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 06:30 م]ـ

الفائدة الرابعة:

النسوة الإحدى عشر من أين هن؟ وما أسماؤهن؟

قيل إن النسوة من إحدى قبائل اليمن، قال ابن حجر: ووقع في رواية الزبير بن بكار: "دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي بعض نسائه،

فقال يخصني بذلك: (يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع) قلت: يا رسول الله ما حديث أبي زرع وأم زرع؟

قال: إن قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون اليمن، وكان منهن إحدى عشرة امرأة، وإنهن خرجن إلى مجلس، فقلن: تعالين فلنذكر بعولتنا بما فيهم ولا نكذب.

فيستفاد من هذه الرواية معرفة جهة قبيلتهن وبلادهن؛ لكن وقع في رواية الهيثم أنهن كن بمكة، وأفاد أبو محمد بن حزم فيما نقله عياض أنهن كن من خثعم، وهو يوافق رواية الزبير أنهن من أهل اليمن، ووقع في رواية بن أبي أويس عن أبيه أنهن كن في الجاهلية، وكذا عند النسائي في رواية عقبة بن خالد عن هشام

وأما أسماؤهن فقد قال ابن حجر:

وحكى عياض، ثم النووي، قول الخطيب في المبهمات: "لا أعلم أحداً سمى النسوة المذكورات في حديث أم زرع إلا من الطريق الذي أذكره وهو غريب جداً، ثم ساقه من طريق الزبير بن بكار، قال ابن حجر: قلت: وقد ساقه أيضاً أبو القاسم عبد الحكيم المذكور من الطريق المرسلة، فإنه ساقه من طريق الزبير بن بكار بسنده ثم ساقه من الطريق المرسلة، وقال النووي: وفيه أن الثانية اسمها عمرة بنت عمرو، واسم الثالثة حنى بنت نعب، والرابعة مهدد بنت أبي مرزمة، والخامسة كبشة، والسادسة هند، والسابعة حنى بنت علقمة، والثامنة بنت أوس بن عبد، والعاشرة كبشة بنت الأرقم، والحادية عشر أم زرع بنت أكهل بن ساعد

قال ابن حجر:

ولم يسم الأولى ولا التاسعة ولا أزواجهن، ولا ابنة أبي زرع ولا أمه، ولا الجارية ولا المرأة التي تزوجها أبو زرع، ولا الرجل الذي تزوجته أم زرع

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[08 - 01 - 2007, 06:59 م]ـ

الفائدة الخامسة:

فقه الحديث والفوائد المستفادة منه:

في هذا الحديث من الفوائد:

1. حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس، والمحادثة بالأمور المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع.

2. وفيه المزاح أحياناً، وبسط النفس به، ومداعبة الرجل أهله، وإعلامه بمحبته لها ما لم يؤد ذلك إلى مفسدة تترتب على ذلك، من تجنيها عليه وإعراضها عنه.

3. وفيه منع الفخر بالمال، وبيان جواز ذكر الفضل بأمور الدين، وإخبار الرجل أهله بصورة حاله معهم، وتذكيرهم بذلك لاسيما عند وجود ما طبعن عليه من كفر الإحسان.

4. وفيه ذكر المرأة إحسان زوجها.

5. وفيه إكرام الرجل بعض نسائه بحضور ضرائرها بما يخصها به من قول أو فعل، ومحله عند السلامة من الميل المفضي إلى الجور.

6. وفيه جواز تحدث الرجل مع زوجته في غير نوبتها.

7. وفيه الحديث عن الأمم الخالية، وضرب الأمثال بهم اعتباراً، وجواز الانبساط بذكر طرف الأخبار، ومستطابات النوادر تنشيطاً للنفوس.

8. وفيه حض النساء على الوفاء لبعولتهن، وقصر الطرف عليهم، والشكر لجميلهم، ووصف المرأة زوجها بما تعرفه من حسنٍ وسوءٍ، وجواز المبالغة في الأوصاف، ومحله إذا لم يصر ذلك ديدناً لأنه يفضي إلى خرم المروءة.

9. وفيه تفسير ما يجمله المخبر من الخبر؛ إما بالسؤال عنه، وإما ابتداء من تلقاء نفسه.

10. وفيه أن ذكر المرء بما فيه من العيب جائز إذا قصد التنفير عن ذلك الفعل ولا يكون ذلك غيبة، قال بعضهم: ذكر بعض هؤلاء النسوة أزواجهن بما يكرهون، ولم يكن ذلك غيبة لكونهم لا يعرفون بأعيانهم وأسمائهم،

قال المازري: وإنما يحتاج إلى هذا الاعتذار لو كان من تحدث عنده بهذا الحديث سمع كلامهن في اغتياب أزواجهن، فأقرهن على ذلك، فأما والواقع خلاف ذلك؛ وهو أن عائشة حكت قصة عن نساء مجهولات غائبات فلا، ولو أن امرأة وصفت زوجها بما يكرهه لكان غيبة محرمة على من يقوله ويسمعه، إلا إن كانت في مقام الشكوى منه عند الحاكم، وهذا في حق المعين، فأما المجهول الذي لا يعرف فلا حرج في سماع الكلام فيه؛ لأنه لا يتأذى إلا إذا عرف أن من ذكر عنده يعرفه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير