فِعْل الخيرات
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 07 - 2007, 08:43 ص]ـ
[فعل الخيرات]
تزوج هارون الرشيد الخليفة العباسي الصالح بامرأة صالحة وهي: الست المحجبة " أمة العزيز " وتكنى أم جعفر بن المنصور أبي جعفر العباسي، وكانت عظيمة الجاه والمال، لها آثار حميدة في طريق الحج، وكان في قصرها من الجواري نحو مائة جارية كلهن يحفظن القرآن ".
اسمها " أمة العزيز " ولقبها جدها المنصور " زبيدة "، لأنها كانت بيضاء ناصعة البياض كأنها الزبدة فكان جدها يحبها ويلاعبها ويقول لها: يا زبيدة، حتى اشتهرت بهذا الاسم.
جعلت مدة حياتها لفعل الخيرات، قال عنها ابن جبير في كلا مه على طريق الحج: " وهذه المصانع والبرك والآبار والمنازل التي من بغداد إلى مكة هي آثار زييدة ابنة جعفر ". مهدت طربقا للحج من بغداد إلى مكة وجعلت فيه مرافق ومنافع على جنباته وحفرت الآبار والعيون وصرفت في ذلك مبالغ قيل: إنها حوالي (أربعة وخمسين ألفَ ألف درهم).
هذه المرأة لم يضرها أنها عاشت في بيت خلافة، ولم يخدعها بريق الأموال والترف، ولو أنها كانت من ذلك الصنف ما سمعنا لها ذكراً، وما رأينا لها قدراً، وما حازت سمعة طيبة وأجراً.
جواريها وخدمها كلهن يحفظن القرآن، وكان يُسمع في قصرها دوي مثل دوي النحل من قراءة القرآن. فأين نساؤنا اليوم من هذه؟ وماذا يسمع في بيوتنا؟ وماذا نعلم خدمنا وأبناءنا وبناتنا؟. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:77].
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 07 - 2007, 05:28 م]ـ
للأسف أخي الكريم
بيوتنا اليوم - إلا ما رحم الله - لا تسمع منها إلا أصوات الغناء والمزامير
والله المستعان
ـ[مهاجر]ــــــــ[04 - 07 - 2007, 06:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا محمد.
لم أكن أعرف حتى هذه اللحظة أن أم الأمين، رحمها الله، اسمها الحقيقي: "أمة العزيز".
وحال جواري تلك الأزمنة عجيب، فلم يكن تافهات ساذجات، لا هم لهن إلا الغناء والرقص وتدبير المؤامرات لبعضهن البعض عند السلطان المتكئ على أريكته على طريقة:
ألا طعان ألا فرسان عادية ******* إلا تجشؤكم حول التنانير
كما صورت لنا كتب الأدب التي تعنى بسرد القصص على طريقة: "ألف ليلة وليلة"، ومما يؤكد على كلامك أخي محمد: أن إماما كأبي محمد ابن حزم، رحمه الله، نشأ في أكناف جوار امتلأ بهن قصر أبيه، وكن أول معلم له، فعلى أيديهن حفظ القرآن.
والله أعلى وأعلم.