تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لولا القرآن ما كانت العربية]

ـ[زينب محمد]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 11:09 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هذا بحث صغير متواضع قمت بإعداده، تلبية لداعي حب المعرفة، لأفهم كيف كانت اللغة العربية، قبل وبعد نزول القرآن بها، وكيف كان أثر ودور القرآن في حفظها، وجعلها لغة معجزة باقية إلى قيام الساعة، لتكون لغة العلم و الحضارة والتقدم والازدهار، ولولا القرآن الذي هو أصل النهضة الإسلامية ما كانت عربية.

ويسعدني أن أضع الموضوع بين أيديكم، لتستفيدوا منه، وتنيروني بآرائكم ..

وهو عمل يحتمل الإصابة والخطأ، وما وضعته إلا لأستفيد ..

وسوف أقوم بتجزيئه، لتحقيق فائدة أكبر ..

محبتكم ..

ـ[زينب محمد]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 11:23 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

الباب الأول:

*نشأة العربية وتهذيبها:

(الطور الأول)

تعود أصل اللغات في جزيرة العرب إلى الأصل السامي، وقد رجح علماء الأثر بأن البابلية هي اللغة السامية الأصلية، ثم تفرعت عن هذا الأصل، اللغات السامية الأخرى، ومن أهمها اللغة العربية.

وقال بعضهم: إذا لم تكن اللغة السامية الأصلية قد نشأت في شمال جزيرة العرب، فلا بد أن يكون منشؤها في وسطها.

وقد انفصلت العربية إلى عربية شمالية، وعربية جنوبية، وهذه كانت تعرف عند اللغويين العرب "باللغة الحميرية" وموطنها اليمن وجنوبي الجزيرة العربية وتنقسم إلى لهجتين: سبئية، ومعينية. وقد وصلنا منها الكثير من النقوش، وكانت مدتها تتراوح من القرن 12 ق. م إلى م6.

أما العربية الشمالية فهي لغة وسط الجزيرة وشمالها، وهي اللغة العربية الفصحى، وقد كتب لها البقاء بسبب نزول القرآن الكريم بها. ولا يشك عاقل في أن هذه اللغة قد تطورت وتهذبت على مجرى الأيام، إذ يستحيل على العقل أن يتصور أن العربية ظلت جامدة لا تتبدل بتبدل الأجيال حتى نزل القرآن وحفظها. ولعلنا نأتي على شيء من أقوال علماء العرب في أمر اللغة وتهذيبها، فهم مجمعون على أن إسماعيل -عليه السلام- أصل العربية المضرية، وقد قال صاحب المخصص في موضع من كتابه، حين أراد أن يدل على أن لغة الحجاز هي الأصل في جميع لهجات العرب:" وإنما صارت لغتهم الأصل، لأن العربية أصلها إسماعيل -عليه السلام- وكان مسكنه مكة".وعندهم أن العربية قحطانية، وحميرية، وعربية محضة! وهذه هي التي نزل بها القرآن، وقد انفتق بها لسان إسماعيل، قالوا: وعلى هذا يكون توقيف إسماعيل على العربية المحضة يحتمل أمرين: إما أن يكون اصطلاحًا بينه وبين جرهم النازلين عليه بمكة، وإما أن يكون توقيفًا من الله تعالى، وهو الصواب ا. هـ.

وفي هذا يقول الرافعي:" والذي عندنا أن المراد بانطلاق لسان إسماعيل بالعربية، وضع أصلها بما أضاف من لغة جرهم إلى لغة قومه، وبذلك انطلق لسانه من الكلام في مذهب أوسع منحًى وأوضح دلالة .... " حتى قال " وعلى هذا يصح لنا أن نقول: إن أول تهذيب حقيقي في العربية، يرجع إلى عهد إسماعيل، أما تنقيح اللغة قبل ذلك فإنما هو درجات من النشوء الزمني لا يمكن بوجه من الوجوه أن يُحدد أو يُنسب إلى فرد معين، كنسبتهم بعضه ليعرب بن قحطان مثلًا، إلا إذا صح التسلسل التاريخي حتى ينتهي إليه، وذلك غير صحيح. والاستدلال على نسبة المنطق العربي إلى يعرب إنما هو استدلال لغوي فقط. تُنبِّه إليه المجانسة اللفظية، وإلا فإن من المؤرخين من يقول إن يعرب هذا هو المعروف في التوراة باسم " يارح بن قحطان" وإذا وجدنا دلالة الإعراب – أي الإبانة- في يعرب، فلا نجدها في يارح، لا بالنص ولا بالتأول ".

يتبع ..

زينب محمد

ـ[زينب محمد]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 11:31 م]ـ

(الطور الثاني):

انشعبت القبائل بعد أن كانت لغتهم قد اشتدت، وقطعت مسافة بعيدة من الفرق بينها وبين أصلها الذي اشتقت منه، فابتدأت تأخذ صورة متميزة من الاستقلال.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير