تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ

ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 07:49 م]ـ

منذ عدة أيام صرح أحد نواب الحزب الجمهوري الأمريكي من فئة: "الصقور"، خلال حملته لنيل ترشيح الحزب في الانتخابات الأمريكية القادمة في بداية عام 2009 م، صرح هذا النائب المتطرف عن عدم استبعاد خيار ضرب مكة المكرمة والمدينة المنورة بالسلاح النووي، إذا كان في هذه الفكرة المجنونة ضمان للأمن القومي الأمريكي "الشماعة التي علق عليها جورج بوش كل حماقاته وحماقات جيوشه في أفغانستان ابتداء وفي العراق انتهاء"، وهي المرة الثانية التي يصرح فيها هذا المخرف بهذه الفكرة، وكانت الأولى في يوليو 2005 م، ولم يصدر عن الإدارة الأمريكية أي رد فعل آنذاك، إن لم تخني الذاكرة، وأغلب الظن أنه لم ولن يصدر أي رد فعل في هذه المرة أيضا، وهذا التصريح يضطر المسلم إلى الوقوف معه عدة وقفات:

أولها: أن راغبي الشهرة والظهور في المجتمع الأمريكي الذي يعيش أحلام القوة الجسدية والعسكرية المتوهمة التي نسجتها أفلام العنف ببطولات "شوارزنجر" حاكم ولاية كاليفورنيا وأضرابه من الأبطال الوهميين، أن أولئك لا يجدون ما يرفع أسهمهم بين أفراد مجتمع هكذا ثقافته إلا التصريحات "العنترية" التي تظهر صاحبها في مظهر الرجل القوي والشرطي الأمين الذي يستطيع حماية المجتمع الأمريكي من العدو الخارجي، وهو اليوم: الإرهاب "الاسم الحركي للإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية"، وهي نفس السياسة التي خدع بها جورج بوش مواطنيه بعد أحداث 11 سبتمبر، فمبرر أي تصرف همجي من: العدوان على أفغانستان، ثم العراق، ثم فضائح السجون الأمريكية فوق الأرض في "جوانتنامو" و "أبي غريب" وتحت الأرض في المعتقلات السرية في دول أوروبا الشرقية التي لا تعرف الولاء إلا لمن "يدفع أكثر"، ثم التجسس على المكالمات الهاتفية وانتهاك الحياة الخاصة للمواطنين في دولة تتبجح بأنها زعيمة "الديمقراطية" في العالم ............. إلخ، مبرر كل هذا جاهز: الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي ونقل المعركة إلى أرض الأعداء، إلى المشرق الإسلامي قبل أن يهجم العدو علينا في عقر دارنا، والدليل: 11 سبتمبر!!!، وللأسف كانت منحة مجانية منا لهم، لتبرير عدوانهم على ديننا وأعراضنا ودمائنا، إن كنا نحن الذين قمنا بها فعلا، فلازال كثير منا يشك في قدرة أي تنظيم، فضلا عن مجموعة من الشباب، على القيام بضربة بهذا الإتقان، دون أن يكون ذلك تحت سمع وبصر أجهزة المخابرات الأمريكية، لتحقيق أهداف أكبر، من باب إلقاء الطعم، ولو كان غاليا، لصيد أثمن بكثير، وقد كان، ولو لم تثبت علينا هذه التهمة لما عجز القوم عن تلفيق تهمة أخرى لتبرير عدوانهم علينا، الشاهد أن أي متطرف منهم لا يجد صعوبة في إيجاد حجة مناسبة لأي تصريح أو عمل همجي.

وقالوا عن المجتمع الأمريكي أنه: مجتمع مفكك، لا يوجد رباط قوي يضم أفراده، فهم مجموعات من قوميات مختلفة: أوربية لفظتها أوروبا، وعربية وآسيوية ولاتينية وإفريقية وبقايا من السكان الأصليين ......... إلخ، وهذه الفئات لا يوحدها إلا عدو خارجي يهدد وجودها، فلابد من إيجاد هذا العدو للحفاظ على وحدة أمريكا!!!!، وفي القرن الماضي كانت: الشيوعية هي هذا "الرباط الجامع"، واليوم يقوم "الإسلام" في إعلام وأذهان القوم بنفس الدور!!!، وهذا يدل على ضحالة الفكر الأمريكي، وإن كان الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب قراءة، كما تقول الإحصائيات، ولكنه شعب يتحكم فيه الإعلام، ويوجهه كتاب الصحف والدوريات، فقدرته على القراءة كبيرة، ولكن قدرته على التحليل: لاشك أنها أقل بكثير، وإلا لما انطلت عليهم هذه الحيل، والتقدم التكنولوجي شيء، والفكر الإنساني شيء آخر، وقد بلغ القوم الذروة في الأول، أما الثاني فمحل شك!!!!!.

وثانيها: أن استهداف الأراضي المقدسة ليس جديدا في أقوال القوم وأفعالهم، فقد حاول القوم قديما نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسرقة جثمانه الشريف، في عهد السلطان نور الدين محمود، رحمه الله، لولا أن كشف الله ستر ذانك الرجلين اللذين تسللا إلى المدينة النبوية وكانا على مسيرة يوم واحد فقط من الوصول إلى الجثمان الشريف!!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير