تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تداعى عليكم الأمم]

ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[13 - 07 - 2007, 11:06 ص]ـ

:::

تداعى عليكم الامم

كما تداعى الاكلة على قصعتها

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوشك أن تداعى عليكم الامم من كل أفق كما تداعى الاكلة على قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت) (1).

وجاء في رواية أبي داود: (يوشك الامم أن تداعى عليكم كما تداعى الاكلة إلى قصعتها) فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: (بل انتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن) فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الموت) (2)

وعن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لثوبان (كيف بك يا ثوبان إذا تداعت عليكم الامم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه قال ثوبان بأبي أنت وأمي يا رسول الله أمن قلة بنا قال لا أنتم يومئذ كثير ولكن يلقى في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال) (3).

انَّه لحديث جمع فاوعى، حذَّر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الوقوع في شباك الاعداء، وبين لهم الداء، والدواء؛ والمتداعي، وأسباب التداعي.

بيد أنَّ الامة أوصلت نفسها الى حال تكون فيه قصعة لغيرها استسلمت لآكليها. ورضيت بحالها، وغاية ما توصلت اليها قولها (يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا). ولات ساعة مندم، فلم يكن الندم يوما دواءً.

فلابد من معرفة التداعي وأسبابها، وكيفية فك القيود، والتخلص من هذا الأسر الكبير. ولو أمعنا النظر في الحديث لوجدنا أنَّه أشار الى أمور:


(1) مسند احمد 5/ 278
(2) سنن أبي داود 2/ 313
(3) مجمع الزوائد 7/ 287 وفيه رواه أحمد والطبراني في الاوسط بنحوه وإسناد أحمد جيد
1 2 3 4 5
(يوشك ـ تداعى عليكم ـ الامم ـ الاكلة على قصعتها ـ أومن قلة بنا ـ
6 7 8
بل انتم كثير ـ تكونون غثاء ـ ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم ـ يجعل
9 10 11
في قلوبكم الوهن ـ حب الدنيا ـ وكرهية الموت).
1 ـ قوله (يوشك) يدل على قرب الأمر وسرعة اقباله، فهو أمر وشيك.
قال الفراهيدي: أوشك فلان خروجا ولوشكان ما كان ذاك، أي: لسرعان. وأمر وشيك، أي: سريع. ووشك البين: سرعة القطيعة. وأوشك هذا أن يكون كذا، أي: أسرع (1).
وقيل: وشك ذا خروجا، بالضم، يوشك وشكا، أي سرع. وعجبت من وشك ذلك الامر، ووشك ذلك الامر بضم الواو، ومن وشكان ذلك الامر، ووشكان ذلك لامر، أي من سرعته. والعامة تقول: يوشك بفتح الشين، وهى لغة رديئة (2).
فالنبي صلى الله عليه وسلم حذَّر أمته قبل أكثر من الف سنة من وشكان وسرعان تداعي الامم عليكم. فاحذروا واعدوا واستعدوا (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) [الأنفال: 60].
فهو تحذير من خطر قادم استهان به من غرته قوته وبطشه، وانتفع به العدو فاعد عدته ليوم التداعي.
2 ـ قوله (تداعى عليكم):
التداعي الاجتماع ودعاء البعض بعضا والمراد (أن تداعي عليكم) بحذف إحدى التائين أي تداعي بأن يدعو بعضهم بعضا لمقاتلتكم وكسر شوكتكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير