[نصراني يسأل فهل عندك جواب؟]
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[27 - 07 - 2007, 10:31 م]ـ
:::
كان عند هارون الرشيد طبيب نصراني فعرض الرشيد عليه الاسلام فقال النصرني: هناك آية في القرآن تمنعني من الدخول في الاسلام فقال الرشيد وماهذه الآية فقال النصراني: ((انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها الى مريم وروح منه)) روح منه ... ومن للتبعيض أي جزء منه .. أي أن عيسى ابن الله .... فتوقف الرشيد ونادى على العلماء فلم يجدوا جوابا ... حتى وصل الامام الواقدي فألهم الجواب بآية آخرى ......
هل تعرف الجواب على السؤال؟ ;) ;) ;) ;) ;) ;) ;)
حاول معي
ـ[مهاجر]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 09:02 ص]ـ
من: لابتداء الغاية، وليست للتبعيض، أي: روح من الأرواح التي ابتدأ الباري، عز وجل، خلقها، وإلا ماذا يقول القوم في: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ)، هل يعقل أن المقصود أن: ما في السماوات وما في الأرض جميعا جزء من الباري عز وجل؟!!!.
أم أن المقصود أن: الله، عز وجل، ابتدأ تسخير ما في السماوات وما في الأرض جميعا كرامة للخلق، فبداية التسخير منه، لأنه الخالق المدبر جل وعلا.
وفي: (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)، هل يعقل أنهم سيدخلون في رحمة موصوفة بأنها جزء من الباري، عز وجل، أم أن ابتداء رحمتهم سيكون من الرحيم، جل وعلا، الذي يرحم عباده في الدنيا: رحمة عامة، وفي الآخرة: رحمة خاصة بالمؤمنين، على القول بأن المقصود بالرحمة هنا: الرحمة التي هي صفة للباري، عز وجل، وهي غير مخلوقة كذاته القدسية المتصفة بها، أو: الرحمة المخلوقة التي هي الجنة كما عند البخاري من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا، وفيه: (أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي)، فعلى كلا الأمرين: يكون ابتداء الرحمة من الله، عز وجل، ولا تكون الرحمة جزءا منه، بالمعنى المشاهد المحسوس في عالمنا المخلوق، فالله، عز وجل، منزه عن التجزؤ والتبعض، لأن فيهما افتقارا للجزء أو البعض يتنزه عنه الغني سبحانه.
وعليه يصح وصف جميع الأرواح بأنها: من الله، عز وجل، بهذا المعنى، فهو الذي ابتدأ خلقها جميعا.
فإن قيل: طالما كانت الأرواح كلها من عند الله، جل وعلا، فلم خص عيسى عليه السلام بالذكر هنا، وأي فضل يثبت له في أمر اشترك فيه مع بقية البشر؟!
فالجواب: أن الإضافة هنا: إضافة تشريف، فهو وإن اشترك مع بقية البشر في كون روحه مبتدأة الخلق من الباري، جل وعلا، إلا أن روحه ليست كأي روح، إنها روح كريمة شريفة، روح واحد من أولي العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم، فلها من المكانة ما جوز إضافتها للباري، جل وعلا، إضافة تشريف وتنويه، تماما، كما وصف الله، عز وجل، خاتم رسله صلى الله عليه وسلم في أول سورة الإسراء بقوله: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، فكل البشر عبيده، سواء أكانت: عبودية اختيارية يستقل بها المؤمن، أم: تسخيرية يشترك فيها المؤمن والكافر، ومع ذلك ذكر الله، عز وجل، نبيه الخاتم، عليه الصلاة والسلام، بأجل الأوصاف: وصف العبد الذي حقق العبودية الاختيارية على أكمل وجه، فلم يمتثل قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، أحد كمحمد صلى الله عليه وسلم، فهو أعبد الخلق وأتقاهم وأخشاهم للرب، جل وعلا، فاستحق أن يستقل بوصف العبودية، في هذا الموضع، مضافا إلى معبوده، جل وعلا، إضافة تشريف وتخصيص بالذكر، وإن اشترك بقية الخلق معه في كونهم، كلهم، عبادا، شاءوا أم أبوا.
وإضافة التشريف ليست بدعا من القول، فإنها مستخدمة على نطاق واسع في كلام العرب، وفي التنزيل.
¥