تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هجوم يتكرر!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 08 - 2007, 08:02 ص]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين وسلم:

وكالعادة، كلما واتت الفرصة، قامت الدنيا ولم تقعد في مصر، لضرب ثابت أو شعيرة من ثوابت أو شعائر الإسلام، في ظل ظرف اقتصادي واجتماعي، حرج يعيشه المصريون من سنوات، فضلا عن غياب الوعي الديني، نتيجة ضغوط الحياة التي جعلت هم الدين يتراجع أمام هموم من قبيل: الوظيفة، الزواج، الطعام، الشراب، المأوى، مصروفات الدراسة مع بداية كل عام دراسي، مصروفات رمضان مع اقتراب دخوله، ومصروفات "كعك العيد" مع نهاية الشهر، بل ومصروفات المصيف مع حلول الصيف كل عام!!!، وجلها هموم دنيوية بحتة، تقسو القلوب بالانشغال بها، فيسهل التأثير عليها بأي حملة إعلامية منظمة، لاسيما، وقد وجد القوم ضالتهم هذه المرة في إحدى عمليات الختان التي توفيت فيها إحدى الفتيات نتيجة خطأ من الطبيب المسئول عن عملية التخدير، فلا دخل لعملية الختان الجراحية في وفاة الفتاة أصلا، فلم يحدث نزيف أو تلوث لموضع الجراحة أو ......... من الأخطاء المتعلقة بالجراحة تعلقا مباشرا، وإنما الخطأ "من خارج"، إن صح التعبير، كما يقول الفقهاء: "الحرمة من خارج"، عن المحرمات التي لا تقدح في صحة العمل لعدم تعلقها بماهيته تعلقا مباشرا كالوضوء في آنية الذهب والفضة عند من يرى حرمة استعمالهما مطلقا، وبتحرك سريع، لم يعهد من دوائرنا الحكومية التي "عشش" الروتين فيها وباض وفرخ، أصدر وزير الصحة قرارا بمعاقبة الطبيب الذي تثبت ممارسته لهذه العملية في العيادات والمستشفيات الخاصة، فهي ممنوعة في المستشفيات الحكومية، ولذا تلجأ الأسر المصرية إلى القطاع الطبي الخاص إذا ما أرادت إجراء هذه العملية لإحدى بناتها، وازداد الأمر سوءا بمجاملة غير محمودة من المؤسسة الدينية الرسمية في مصر، وهي مغلوبة على أمرها منذ سنين مضت، لهذا التوجه المحموم، فصدرت الفتوى بعدم مشروعية الختان الذي يمارس في مصر، فهو مجرد عادة شعبية متوارثة، لا مستند شرعي صحيح لها، وإنما كل ما ورد فيها: أحاديث ضعيفة، وقد أفتى بذلك "نقيب الأطباء" في مصر منذ نحو أربع سنوات!!!!!!، بمباركة رؤوس المؤسسة الدينية المصرية، تحت إشراف، وإن شئت الدقة فقل: تحت ضغط، من إحدى الجمعيات النسائية المشبوهة، التي تنفذ برامج تمليها عليها هي الأخرى منظمات غربية، تسعى لفرض آرائها على المجتمعات المسلمة الفقيرة، كالمجتمع المصري، مقابل بعض المساعدات الوهمية، التي توجه، هي الأخرى لتنفيذ برامج ومخططات طويلة المدى لتدمير هذه المجتمعات تحت شعار: الإصلاح والتمدن ومحاربة الجهل والفقر والمرض وتعليم الفتاة وتحريرها ......... إلخ من الشعارات الجذابة التي تخدع كثيرا من الفتيات المراهقات، ومن قبلهن أولياء الأمور الذين ساهموا في صناعة هذه الأزمة، باعتماد "التلفاز" مرجعية شرعية!!!!.

وقد أعجبني قول أحد الإخوة في أحد المنتديات، وهو يقيس هذه الضجة المفتعلة على حادث مشابه توفيت فيه إحدى الممثلات المصريات منذ أكثر من عام نتيجة خطأ في عملية التخدير، أيضا، وكانت تجري جراحة تجميلية، فلو أجرينا القياس الأصولي المعروف، للزم من ذلك أيضا: حظر عمليات التجميل بجامع خطر عملية التخدير على حياة المريض، بل للزم منه إلغاء الجراحات الطبية أصلا، لنفس العلة، فهل تحرك أحد لإلغاء جراحات التجميل ومعظمها تغيير لخلق الله، عز وجل، بلا مسوغ شرعي، خلاف الختان الذي هو تغيير، وإن شئت الدقة فقل: تجميل للخلقة، أمر به الشارع، عز وجل، ولكن القوم يزنون الأمور بموازين أخرى تتحكم فيها الأهواء، وقد أجرت إحدى الجهات إحصائية عن ختان الإناث في مصر فاتضح أن نسبة كبيرة من العائلات المصرية المسلمة، تجاوزت التسعين في المائة، إن لم تخني الذاكرة، تجري هذه الجراحة لبناتها، ووصلت النسبة إلى: 99 % في محافظة قنا، بينما تراجعت إلى: 25 % فقط في محافظة مرسى مطروح القريبة من الحدود الليبية، وهي محافظة: الطابع البدوي غالب على أهلها، وغالبا ما يفشو الجهل في مثل هذه المجتمعات لانعزالها وعدم اتصالها بأماكن تواجد العلماء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير