[الأخبار السيئة تسبب اضطرابات نفسية وجسدية]
ـ[بنتصحراء]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 01:03 م]ـ
قد يتعرض الإنسان خلال فترة حياته واطالت أم قصرت إلى الكثير من المواقف التي قد تؤثر عليه بشكل كبير، أو بسيط حسب شخصيته والموقف نفسه،
ويعد الخبر السيئ أحد الأسباب التي تضع الشخص في أوضاع نفسية متردية وقد يكون تأثيره أبعد من ذلك، ولعل كيفية نقل الخبر والوضع الذي يعيشه المتلقي بعد سماعه الخبر موضوع دقيق حيث إن بعض هذه الأخبار قد تؤدي إلى صدمة تؤذي صاحبها.
أثر الصدمة
شعرت بالسواد قد أحاط بي عند سماعي الخبر. كان هذا أول ما نطق به لسان محمد الإبراهيمي وهو يحدثنا عن صدمته بسماع خبر وفاة صديقه المقرب علي رضوان. وتابع لم يكن يعاني من شيء تلك الليلة بل كان هناك جو فكاهي يخيم على لقائنا المسائي المعتاد،وكأي أصدقاء في مثل أعمارنا نسهر سويا في أحد المقاهي لشرب القهوة وتدخين الأرجيلة وتبادل الأحاديث،كانت ساعات معدودة بعد أن انتهت سهرتنا وايصال علي للبيت،
وإذا بجهازي الخلوي يرن وبمجرد فتحي للخط سمعت صوتا يصيح،إنه علي (الحقني إني أموت) كانت هذه آخر كلمات سمعتها منه وبسرعة جنونية توجهت إليه و فتحت باب شقته عنوة حيث كان ملقى على الأرض دون حراك. حملته وإلى أقرب مستشفى توجهت به،وبعد دخوله قسم الطوارئ أدخل إلى غرفة العمليات مباشرة،أزمة قلبية هذا ما تردد على ألسنة الممرضين، و ما هي إلا دقائق حتى شعرت بيد تربت على كتفي وتقول البقية بحياتك. كانت الأزمة قوية ولم نستطع إنقاذه،
هذه كانت آخر كلمات سمعتها قبل أن أستيقظ وأجد نفسي ممددا على سرير أبيض وممرضة أمامي تقول حمداً لله على سلامتك لقد كان وقع الصدمة كبيرا عليك،وعلمت منها أنني أصبت مباشرة بعد إخباري بوفاة أعز أصدقائي بصدمة عصبية دخلت على إثرها غيبوبة لمدة 24 ساعة، ومما علمته من الأطباء أن حالات كثيرة تصاب بمثل هذه الصدمات لدى تلقيها أخباراً مزعجة وأعتقد أنئمثل هذه الأخبار يجب أن يتم التمهيد لها قبل التصريح بها خوفا من عواقب قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
وطأة تلقي الخبر
نقل لي خبر وفاة أمي بطريقة سيئة كان هذا ما قاله محمد العمري عن الأخبار السيئة وكيف يتم نقلها وتلقيها وتابع: لم يتوان الذي اتصل بي من المستشفى عن صعقي بالخبر (أنت محمد العمري والدتك فارقت الحياة تعال للمستشفى)، كلمات سريعة كالرصاص اخترقت أذني ونزف منها قلبي، أكثر من نصف ساعة وأنا جالس مكاني لم أبارحه/ فلم أكن قادرا على النهوض، لست أدري ماذا أفعل. فخبر فاجع كهذا صدمني ووضعني تحت وطأة نقله لإخوتي وأقاربي.
فكرت كثيرا بما أصابني عندما سمعت الخبر بتلك الطريقة القاسية،لذلك حاولت التماسك لكي أستطيع نقل الخبر بشكل جيد حتى لا أؤذي من أحب كما تأذيت أنا من تلقي خبر الوفاة بتلك الطريقة.
الأخبار غير السارة
إنه من أصعب المواقف التي أواجهها هكذا بدأ كلامه مدير أحد الشركات عند سؤاله كيف تنقل خبراً سيئاً مثل الاستغناء عن خدمات أحد الموظفين وتابع:قد يأخذ بعضهم الأمر بشكل طبيعي إذا ما كان يتوقع الاستغناء عن خدماته، أما المشكلة عندما يكون الموظف غير منتظر مثل هذا الخبر
ولكن لظروف معينة في العمل تم الاستغناء عنه. بالنسبة لي أواجه هذه المواقف كثيرا حيث إن منصبي كمدير شركة يضع بيدي قرار تعيين وتسريح الموظفين، ولكني أفضل أن أتولى أمر إعلام الموظف بنفسي وذلك للتمهيد له قبل إعلامه بالخبر السيئ وقد يكون للمسؤول وقع خاص بهذا الأمر عند الموظف حيث سيضعه بالحيثيات
والأسباب التي أدت لاتخاذ القرار وبذلك يتفهم الأمر ويحد من هول الصدمة بالنسبة إليه خصوصا إذا كان الموظف كبيرا بالسن أو يعاني من مشكلات مرضية قد تؤدي صدمة كهذه إلى حدوث مضاعفات بالنسبة له، لذلك يجب توخي الحذر من المسؤولين عند نقلهم الأخبار السيئة لموظفيهم وليتم ذلك بصورة متأنية وبطريقة مرنة وتدريجية حتى لا يتأذى المستغنى عن خدماته جراء هذا الخبر غير السار.
أسلوب إيصال الخبر
¥