تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحمد لله جاء أول الشهر (للإخوة للموظفين فقط)]

ـ[تيسير]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 08:48 م]ـ

يظهر أنه لا يكاد يختلف اثنان أو يتناطح عنزان على أن أول الشهر أمسى أمنية تراود كلا منا نحن الموظ:) فين وحُلما نعيش فيه يتجدد بتجدد شمس اليوم الخامس عشر من الشهر ثم يظل الحلم يكبر والأمل يزداد واليأس يضمر.

وبغتة تُشدّ العشر الأواخر من الشهر برباط من حديد إلى الشهر المنصرم فتجد أيامه تمر هونا كالمترفات من النساء وتجد القوم في الخمس الأواخر لا يكادون يفقهون قولا إلا الحديث عن (باقي كام يوم على القبض).

بل وتراهم يغلطون لا أدرى قصدا أم لا في التاريخ فيقولون اليوم 25 في الشهر بينما يكون اليوم 23 ... فإن حدث ذلك أمامي قلت لعلها أضغاث أحلام بل هي سراب صديان.

فما أن تبزغ شمس اليوم المرتقب والفجر المجتذب إلا وتجد الموظفين وما أدراك ما هم هذا اليوم وجوه باليشر ناطقة وللفقر ماقتة، ينظرون إلى ذلك المبنى العظيم فتعرف في وجوههم نضرة النعيم مبنى الخزينة.

وهذا اليوم قد يغيب أبو الهول عن وظيفته فلا يقبع أمام الأهرامات ولا يغيب أحد من الموظفين عن مكان عمله فيا لهم من أكفاء عاملين.

وترى أشد الناس حظا بهذا اليوم هم أصحاب الجمعيات والفراشون و الساعون وتجار التقسيط الذي هو في الأصل موظف بسيط.إلى آخر مظاهر السرور والبهجة التي تملأ أركان العمل ذلك اليوم.

ثم ولله الحمد قبضت نعم إخوتاه ترب الكعبة قبضت قبضت _ _ _ جنيها فنحن لا تزيد عامة رواتبنا على الثلاث خانات والثالثة الله بها عليم ولله الحمد والمنة.

فخرجت فرحا من العمل متوجها إلى المكتبة رغبة أن أجد كتابا جديدا بشرط أن تكون خانتاه آحاد وعشرات فقط.

وفي الطريق أخذت أعد المال وأحسب الإستقطاعات والتأمينات والضرائب إلى آخر تلك البنود السرمدية حتى أضع ميزانية للشراء.

فدخلت المكتبة فإذا بأخ هل رأيت البحر قط، اللهم وسع عليه وزده من فضلك جلس واضعا سماعات المحمول في أذنية يشتري بل أظنه سيشتري أيضا أثاث المكتبة فحمدت الله ولم أنشغل به مستهلكا طاقتي في المفاضلة بين الكتب ومطالعة الفهارس وأيضا الأسعار حتى أتخير منها ما ثقل وزنه وخف سعره داعيا - والله داعيا حقا- الله أن يوفقني لخير كتاب ينفعني حتى نلته وظفرت به ب 1\ 2 المرتب ولله الحمد وعند الدفع أخذت أصبر نفسي بأبيات الإلبيري ووصايا لقمان وأقوال الزهاد ولكن هيهات هيهات ولولا أن ثبت الله وقتئذ قلبي لم يكن ليفلح معه دواوين الشعراء كلها أجمعين أكتعين أبصعين ولا أقوال ذوي الهيئات والمكاشفات.

فخرجت من المكتبة بنصف المال مرتب الشهر وبيدي الكتاب ولكن جذلان فلما تصفحته أكثر قلت والله لم يكن المال ليعلمك لولا أن حولته إلى ورق علم لا ورق مبادلة.

والظاهر أن هذا حال كثير غيري بل أغلب أبناء جيلي - أتكلم عن مصر وما يوازيها ماديا - ولكن ما يثبت القلب أن القوم قبلا كانوا كذلك فقراء فما سمعت عن عالما إلا وعانى الفقر - وارجوا من الإخوة الذين سمعوا أن هناك عالما عالما غنيا ألا يخبرونا حتى نظل في ذلك الحلم - والقصد إن طلب العلم أعنى العلم الذي هو علم أمر شاق لابد وأن يذاق معه طعم بل مرارة الفقر لأن المنشغل به مصروف عن بعض كسب الحياة من تجارة ووظيفة ومعه قد يتأخر الزواج فالأمر كما يقولون (ظلام) ولكن الله جاعله نورا للخلق لمن صبر ولم تغره الحياة اللهم اجعلنا منهم وبلغنا أول الشهر:)

آمين

ـ[أبو سارة]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 03:50 ص]ـ

يتناطح عنزان

كبشان لاعنزان:)

والله يا أستاذ تيسير إن أدب الفقر أرحم وأفضل من بطر الغنى، وسيرة فقير مع شراء كتاب، أفضل بكثير من سيرة غني طاف الدنيا لشيء آخر.

والمفاضلة بين الغنى والفقر تدل على أن الدينار غير محترم! والدليل أن الغني يسرف بشدة ومع هذا فالدنانير تتجه إليه بكل طوع، بينما الفقير الذي يحترم الدينار ويقدر مواقفه البطولية يجد من ديناره أشد البغض العدوات وماينزل في داره إلا وهو فيه نية ارتحال!، وهذه مفارقة عجيبة لايعيها إلا معاشر الفقراء.

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 02:17 م]ـ

:::

السلام عليكم ..

يكفيك أخي تيسير من تلك الأوراق (الحلم) أنها علّمتك حتى قلتَ مثل قولك:

وبيدي الكتاب ولكن جذلان فلما تصفحته أكثر قلت والله لم يكن المال ليعلمك لولا أن حولته إلى ورق علم لا ورق مبادلة.

والله لم يكن المال ليعلمك لولا أن حولته إلى ورق علم لا ورق مبادلة

لله درّك و درّها!

هذا هو الكنز والمال الذي لا يفنى!

ويكفيك منها أنها جعلت الحبيب أبا سارة (أحببته من خلال تعليقاته الطريفة الذكية في الفصيح) يقول مثل قوله:

وسيرة فقير مع شراء كتاب، أفضل بكثير من سيرة غني طاف الدنيا لشيء آخر

وقوله:

والمفاضلة بين الغنى والفقر تدل على أن الدينار غير محترم! والدليل أن الغني يسرف بشدة ومع هذا فالدنانير تتجه إليه بكل طوع، بينما الفقير الذي يحترم الدينار ويقدر مواقفه البطولية يجد من ديناره أشد البغض والعداوات وماينزل في داره إلا و ... فيه نية ارتحال!، وهذه مفارقة عجيبة لايعيها إلا معاشر الفقراء.

وليت كل أول شهرٍ يأتينا بمثل هذا المال!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير