تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أوهام وأغاليط]

ـ[فتحي قاسم]ــــــــ[21 - 07 - 2007, 01:51 م]ـ

أوهام وأغاليط - 1 –

هل يمثل الخطاب الإعلامي للنجم عمرو خالد خطابا ملائما لشحن الوعي الإسلامي بما هو نافع ومناسب للتعاطي مع القضايا الفكرية والحياتية المعاصرة على النطاق الإسلامي الداخلي وعلى نطاق تفاعل الجغرافيا الإسلامية مع جغرافية العالم المحيط؟

وهل يمكن لهذا الوعي أن يتعاطى مع الإسلام ويتفاعل مع الواقع المعاصر بما يحمله من تحديات ضخمة إن لم يحصن برصانة العقل وسلامة المنطق ودقة وموضوعية العلم؟

وهل يسير الخطاب الإعلامي لهذا النجم في هذا السياق؟ أم أنه على العكس خطاب يكرس ما هو سطحي ومبتذل ومخالف للمنطق السليم والموضوعية العلمية؟

وهل يمكن للعرض المقبول للإسلام أن يبنى على المبالغات الفجة والادعاءات الباطلة وتحريك الكوامن الساذجة في النفس؟

وهل هذا هو ما يفعله الخطاب الإعلامي للمذكور أم أنه على العكس من ذلك يعرض الحقائق كما هي دون مبالغة أو تزييف أو إدعاء لا يسنده دليل؟

وقبل كل ذلك هل هو خطاب يقوم على فهم كاف لأطروحاته وتحديد دقيق للمفاهيم التي يعرضها؟

وقبل هذا وذاك هل هو خطاب يقنع بالحدود الواقعية للجمهور الذي يخاطبه؟ ام أنه خطاب انتفخ غرورا حتى وقع في وهم مخاطبة يتسع مداها إلى حدود ليس في الواقع ما يؤيد وجودها؟

وسيكون علينا للعثور على اجابات مقبولة لكل هذه التساؤلات أن نستنطق هذا الخطاب نفسه ونمسك بلسانه لنسمع ما يقول دون إدعاء أو تزييف.

ثم سيكون علينا بعد ذلك أن نحدد حقيقة هذا الخطاب وطبيعة التأثير الذي يخلفه في ذوات متقبليه رابطين إياه بمتطلبات قيام وعي إسلامي سليم لا يتخلى عن هويته ولا ينساق وراء الأوهام والمعارك الزائفة ولا يتبخر ويضيع تحت شمس الحقيقة لسطحيته وسذاجته فكر قادر على التعامل مع الذات كما مع الآخر بما يملكه من رصانة واتساع رؤيا وانضباط بمتطلبات العقل القويم.

وسأحاول أن أنظم محاولة الإمساك بلسان هذا الخطاب عبر محاور محددة أصنفها كالأتي:

1 – التخبط في تحديد المعنى المقصود بالمفهوم المطروح وسيدور هذا المحور حول مفهوم التعايش لكونه المفهوم الأساسي الذي تدور حوله حلقات برنامج عمرو خالد الذي يطل به علينا في العديد من القنوات هذه الأيام.

2 – إظهار أمثلة من الأخطاء التاريخية العديدة التي تقال في سياق حلقات البرنامج.

3 – الإشارة إلى بعض الأخطاء والمغالطات العلمية.

4 – وذكر بعض المبالغات وما يكون من تضخيم الوقائع والمسائل.

5 – إظهار وشرح بعض الأغاليط والمخالفات العقلية والمنهجية التي تؤدي باعتماد منهج تغلب عليه السفسطة الفكرية إلى اللعب على عقول المخاطبين والإيحاء لهم بصحة أفكار أقيمت على أدلة تعوزها السلامة المنطقية.

وكما فعل سقراط مع السوفسطائية الذين أقاموا فكرهم على التلاعب بالألفاظ بأن طالبهم بتحديد المعاني بدقة في محاولة منه لتجريدهم من إمكانية استخدام اللفظ الواحد بمعان مختلفة حسب الحاجة مما يعطيهم القدرة على الهروب من مواجهة الحقائق التي تحاصرهم متعلقين في كل مرة بالمعنى الذي يلائم اللحظة الحوارية.

كما فعل سقراط ذلك لضمان السلامة المنطقية التي لا يجادل أحد في توقفها بدرجة أولى على هذا التحديد للألفاظ والمعاني فأننا سنطالب السيد عمرو خالد أن يحدد مراده من هذا اللفظ بدقة وسأبين بالأمثلة كيف جعل هذا المعتى يتسع ويضم في أحشائه الكثير من القضايا والمسائل.

وعلي أن أوضح ابتداء أن ما سأذكره ليس إلا حصيلة قراءة بعض الحلقات المفرغة من البرنامج المذكور والموجودة في عدد من مواقع الانترنت إذ لم أرد في كل المحاور الاستقصاء التام والشمول فحسبي أن أبين ببعض الأمثلة حقيقة هذه المحاور وأنا على يقين انه بالإمكان استخراج أمثلة أخرى من الحلقات الباقية التي لم أتعرض لها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير