تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قصتي مع عالم نحوي]

ـ[ابن سعد]ــــــــ[09 - 08 - 2007, 06:30 م]ـ

كانت بدايتي مع النحو في محافظة جدة، فبينما كنت منشغلا بحفظ متن الأجرومية مع شرحها وحفظ شواهد التحفة السنية على يد أحد إخواننا من طلبة العلم، أخبرني أحد الأصدقاء أنه يوجد بحي الجامعة عالم نحوي لايشق له غبار وهو قد أتى مهاجرا من اثيوبيا بعد أن ضاق عليه الخناق من الحكومة الإثيوبية ـ المسيحية ـ لكونة قد صدع بالدعوة السلفية وجهر بها ودعا إليها، وحارب من خالفها من أهل البدع والخرافات.

ثم إني قد بدأت البحث عنه إلى أن علمت أنه قد عاد لبلاده فتحسرت على ذلك وعدت إلى حالي الذي كنت عليه مدة من الزمان، وفي أحد الليالي أخبرت بوجد عالم نحوي في نفس الموقع فذهبت إليه وكلي أمل في لقياه، وكان لي ما تمنيت، فقابلته ووجدته غير ماقيل لي أنه عالم في النحو، بل وجدته محدثا مفسرا نحويا صرفي عالم بالمنطق والمعاني والبيان، فكان أول ما سألته عنه،

كيف تدرسون النحو وأنتم أعاجم؟

فأجاب بقوله: أول مانبدأ بحفظ متن الأجرومية ثم ندرس شرحه ثم نعرب متنه، ونستغرق في ذلك مايقارب الستة أشهر، ثم ننتقل إلى ملحة الإعراب فنحفظ المتن ثم ندرسة ثم نعرب أبياته، وبعد أن ننتهي منه تكون قد أصبحت لدينا ملكة في الإعراب لأنه روح النحو فننطلق إلى الألفية فنحفظها وندرسها ثم نعربها وبذلك يكون باستطاعتنا أن ندرس العلوم الشرعية.

فقلت له إنني أرغب في دراسة النحو عندك.

فأرشدني إلى دراسة الصرف أولا لأنه يذلل لك النحو، فبدأت معة في الصرف وفي شرح ملحة الإعراب، فرأيت عالما في العربية لم أرى مثله قط وكأنه يعيش مع أئمة العربية كالخليل والكسائي وسيبوية وابن مالك وابن هشام، فكان يأتي بالمسألة الواحدة ويعرض الأقوال فيها وينسبها لأصحابها ويدلل بالشواهد ويختار منها أقواها ويعلل لذلك القول ويعترض علية ثم يرد الإعتراض بالأدلة من كلام العرب حتى أنني كنت أقول في نفسي لقد عثرت على كنز من كنوز العربية، ومع الأيام اكتشفت أن له مؤلفات في النحو والصرف والمعاني والبيان وغيرها في المصطلح والعقيدة والمنطق،

ثم إنه بعد ذلك علمت به جامعة أم القرى بمكة المكرمة فطلبته أن يكون عضوا في كلية اللغة العربية ـ قسم الدراسات العليا ـ فرحل إلى مكة وأصبحت أذهب إليه كل أسبوع مرتين، وفي أحد الأيام وصلتني رسالة قبل الظهر مفادها أن الشيخ قد توفي، وسيصلى عليه في الحرم بعد صلاة الظهر، ولم يكن باستطاعتي الذهاب لدخول وقت صلاة الظهر ولم استطع فعل شيء إلا قول رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناتة وجزاه عني خير الجزاء وكان ذلك في أواخر سنة 1426هـ، رحم الله شيخنا محمد رحمة واسعة.

تعريف بالشيخ:

اسمه / محمد ولي بن الحاج أحمد بن عمر الولوي

كان يحل محل شيخه المناسي الملقب بسيبوية اثيوبيا إذا سافر أو مرض في مسجده ويدرس الطلاب علوم العربية والشريعة، توفي وعمره 68 عاما بسبب مرض ـ القلب ـ الذي عاني منه كثيرا.

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 08 - 2007, 07:05 ص]ـ

رحمه الله وأحسن عزاءكم فيه. وأمثال هذا كثير في إفريقيا وغيرها حيث تدرس علوم العربية والإسلام في حلقات المساجد دراسة تحقيق وتدقيق، لا في فصول المعاهد، للاختبار والشهادة فحسب.

ـ[سامي الفقيه الزهراني]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 06:13 ص]ـ

الحمدلله لم يزل عندنا في مكة المكرمة بقية صالحة من أمثال هؤلاء كالشيخ:محمد أمين الهرري, والشيخ: محمد بن علي الإثيوبي .. وغيرهم ,أمد الله في أعمارهم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير