تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[انظر ماذا قالوا]

ـ[طلاع الثنايا]ــــــــ[22 - 07 - 2007, 11:54 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "اقتضاء الصراط المستقيم" 1/ 464:

(وقال الشافعي فيما رواه السلفي بإسناد معروف إلي محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ... اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى) اهـ

وقال شيخ الإسلام أيضًا 1/ 402 من المصدر السابق:

(-وأيضًا- فإن الله تعالى لما أنزل كتابه باللسان العربي وجعل رسوله مبلغًا عنه للكتاب والحكمة بلسانها العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به، لم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط اللسان، وصارت معرفته من الدين، وصار اعتبار التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله، وأقرب إلى إقامة شعائر الدين، وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، في جميع أمورهم) اهـ

وقال أيضًا 1/ 468:

(وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرءان حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله، أو لأهل الدار، للرجل مع صاحبه، أو لأهل السوق، أو للأمراء، أو لأهل الديوان، أو لأهل الفقه، فلا ريب إن هذا مكروه، فإنه من التشبه بالأعاجم، وهو مكروه) اهـ

وقال 1/ 469:

(صارت العربية مهجورة عند كثير ... ، ولا ريب أن هذا مكروه، إنما الطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في المكاتب، وفي الدور، فيظهر شعار الإسلام وأهله، ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معنى الكتاب والسنة وكلام السلف، بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى، فإنه يصعب، واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين، تأثيراً قوياً بيناً، ويؤثر –أيضاً- في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق، وأيضاً فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عيسى بن يونس، عن ثور، عن عمر بن زيد قال: كتب عمر إلى أبي موسى –رضي الله عنه–:

(أما بعد، فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرءان، فإنه عربي)

وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال:

(تعلموا العربية، فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم)

وهذا الذي أمر به عمر -رضي الله عنه– من فقه العربية وفقه الشريعة، يجمع ما يحتاجه إليه، لأن الدين فيه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو فقه أعماله) اهـ

وقال كما في مجموع الفتاوى 32/ 252:

(ومعلوم أن تعلم العربية وتعليم العربية فرض على الكفاية، وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن. فنحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي، ونصلح الألسنة المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة الاقتداء بالعرب في خطابها. فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصا وعيبا، فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية المستقيمة، والأوزان القويمة فأفسدوها بمثل هذه المفردات، والأوزان المفسدة للسان، الناقلة عن العربية العرباء، إلى أنواع الهذيان الذي لا

يهذي به إلا قوم من الأعاجم الطماطم الصميان) اهـ

وقال ابن فارس رحمه الله تعالى في "الصاحبي" 75 - 76:

(من العلوم الجليلة التي خصت بها العرب: الإعراب، الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ، وبه يعرف الخبر الذي هو أصل الكلام، ولولاه ما ميز فاعل عن مفعول، ولا مضاف من منعوت، ولا تعجب من استفهام، ولا صدر من مصدر، ولا نعت من تأكيد.

وذكر بعض أصحابنا أن الإعراب في غير الخبر -أيضا- لأننا نقول: (أزَيْد عندك)؟ و (أزيدا ضربت)؟ فقد عمل الإعراب، وليس هو من باب الخبر، وزعم ناس يتوقف عن قبول أخبارهم أن الذين يسمون الفلاسفة قد كان لهم إعراب ومؤلفات نحو.

قال أحمد بن فارس: (وهذا كلام لا يعرج على مثله، وإنما تشبه القوم –آنفا– بأهل الإسلام فأخذوا من كتب علمائنا وغيروا بعض ألفاظها، ونسبوا ذلك إلى قوم ذوي أسماء منكرة بتراجم بشعة لا يكاد لسان ذي دين ينطق بها، وادعوا مع ذلك أن للقوم شعرا، وقد قرأناه فوجدناه قليل الماء، نزر الحلاوة، غير مستقيم الوزن) اهـ

وقال ابن الجوزي رحمه الله في "تلبيس إبليس" ص117:

( ... النحو واللغة من علوم الإسلام، وبها يعرف معنى القرءان العزيز، ولعمري إن هذا لا ينكر، ولكن معرفة ما يلزم من النحو لإصلاح اللسان وما يحتاج إليه من اللغة في تفسير القرآن والحديث أمر قريب، وهو أمر لازم، وما عدا ذلك فضل لا يحتاج إليه، وإنفاق الزمان في تحصيل هذا الفاضل وليس بمهم مع ترك المهم غلط، وإيثاره على ما هو أنفع وأعلى رتبة كالفقه والحديث غبن، ولو اتسع العمر لمعرفة الكل كان حسنا، ولكن العمر قصير فينبغي إيثار الأهم والأفضل) اهـ ...

قال ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي ومناقبه" ص150:

ثنا أبي ثنا حرملة بن يحيى سمعت الشافعي يقول:

(أهل العربية جن الإنس، يبصرون ما لا يبصر غيرهم)

[من كتاب: الحلل الذهبية على التحفة السنية، لمحمد الصغير المقطري، بتقديم العلامة: مقبل بن هادي الوادعي 16 - 18].

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير