[لماذا عقدوها؟]
ـ[طلاع الثنايا]ــــــــ[08 - 08 - 2007, 08:05 ص]ـ
مدخل جديد إلى قواعد الجملة العربية
يعتقد الدكتور رولان سيف، ان اللغة العربية ليست معقدة في ذاتها، كما الشائع، والمشكلة الأساسية هي في الطرق التعليمية غير الميسرة المتبعة، التي تغرق في اعتماد التكرار من دون التركيز على الفهم، وتضيع في الجزئيات وتفتقد إلى الشمولية. وهو يحاول تلافي ذلك في كتابه «مدخل جديد إلى قواعد الجملة العربية»، الذي صدر عن «دار الأصالة والحداثة» في بيروت، بثلاثة أجزاء، وضم سبعة فصول تشرح قواعد الجملة العربية، كما يتضمن الكتاب عدة أنواع من التمارين مع أجوبتها، اضافة إلى تمارين أخرى مع أجوبة مقترحة، وهناك اختبار في بداية الكتاب لتقييم معرفة القارئ وتوجيه خطئه نحو اكتساب المزيد. أما الاختبار الأخير، فالغاية منه تقييم مدى استفادة القارئ من منهجية الكتاب. ويتبع المؤلف أسلوب شرح دور الكلمة في الجملة (علم النحو)، من دون شرح لتكوين الكلمة نفسها (علم الصرف).
ويعترض الكاتب على مجموعة كبيرة من التعابير ويطالب باستبدالها بغيرها، فالمبتدأ عنده هو اسم أساسي، والخبر هو اسم متمم، والمضاف اسم متبوع، والمضاف إليه اسم تابع، ونائب الفاعل هو مفعول به، وأفعل التفضيل اسم الانتقاء، ويسمي الكاتب المضارع الفعل الحاضر أو الآتي، واسم الجنس هو اسم عام.
ويسأل المؤلف أهل اللغة أسئلة عدة، محاولاً فتح حوار حول التعقيدات اللغوية التي يسعى لتبسيطها فيقول:
«يدرس التلميذ (1)، التلميذ يدرس (2)، إن التلميذ يدرس (3) .. لماذا تسمون كلمة التلميذ، فاعل في الجملة (1)، ومبتدأ في الجملة (2)، واسم إن في الجملة (3)، وهي في الواقع: اسم الفاعل في الجمل الثلاث؟ » ..
ويسأل مؤلف الكتاب أيضاً: لماذا تسمون كلمة الرجل في جملة «قتل الرجل»، نائب فاعل، فيما الرجل هو المقتول والحقيقة أن الرجل هو اسم المفعول به والفاعل مجهول؟ ..
ويعتبر المؤلف ان اللغة العربية من أكثر اللغات تقدماً، لأنها ابتكرت أدوات الضمير المتصل التي تلعب دور اسم لاختصار الكلام. والعربية ايضا ابتكرت صيغة المؤنث وصيغة المثنى وفيها التنوين لتلحين الكلام، والنصب لإبراز بعض الأسماء والأفعال، ويبقى أن يعنى أهل الضاد بها كي يغرفوا من كنوزها.
تعريف الناشر:
صدر في ثلاثة اجزاء للدكتور رولان سيف كتاب "مدخل جديد الى قواعد الجملة العربية"، ويتضمن الجزء الاول منه الشروحات، والثاني التمارين، والثالث التمارين الاضافية. وهو نظرية مثيرة للاهتمام، يشرحها صاحبها في المقال الآتي، ونطرحها معه على اصحاب الشأن للنقاش:
اللغة وسيلة اتصال وتفاهم.
واللغة العربية اكثر اللغات حياة وثروة وجمالا وايجازا ورقيا.
يتجاوز عمر اللغة العربية اربعة آلاف سنة، والقرآن الكريم كتاب الله سبحانه وتعالى هو الذي ابرزها وجعل منها لغة عالمية.
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم):
"اوتيت جوامع الكلم واختصر لي الكلام اختصارا".
ويقول رابع الخلفاء الراشدين أبو الحسن رضي الله عنه: "الكلام كله لا يخرج عن اسم وفعل وحرف جاء لمعنى".
يفاخر المتنبي:
"وما قلت من شعر تكاد بيوته اذا كتبت يبيض من نورها الحبر"
ويتباهى ابن الرومي:
"وكلام لو ان للدهر سمعا مال من حسنه الى الاصغاء"
يقول ابن خلدون: "الملكة الحاصلة للعرب من احسن الملكات واوضحها ابانة عن المقاصد لدلالة غير الكلمات فيها على كثير من المعاني: مثل الحركات التي تعين الفاعل من المفعول من المجرور، ومثل الحروف التي تفضي بالافعال الى الذوات من غير تكلف الفاظ اخرى. وليس يوجد ذلك الا في لغة العرب. واما في غيرها من اللغات فكل معنى او حال لا بد له من الفاظ تخصه بالدلالة، لذلك نجد كلام العجم من مخاطباتهم اطول مما تقدره بكلام العرب".
ان اللغة نفسها ليست معقدة. المعقد هو طريقة تعليمها. وأسس التعقيدات خمسة:
- التعابير المستعملة لا تدل على معانيها،
- غياب التحديدات الواضحة،
- التعليم مجزأ يفتقد الى رؤية شاملة،
- الاعتماد على التكرار دون افهام،
- والركائز الاساسية غارقة في بحر من التفاصيل الثانوية.
يعتمد هذا الكتاب طريقة علمية جديدة ترتكز على الينابيع ايام العز لتدخل قواعد الجملة العربية في الالفية الثالثة.
¥