[قصة تستحق القراءة]
ـ[ابو لانا]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 06:54 ص]ـ
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة. كلاهما معه مرض عضال. أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة. أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام، دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف. تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيء
وفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر في النافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي. وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول، لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج: ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط. والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء. وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة. والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة. وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين
وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.
وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً. ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبه لها.
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه. وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل. ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة. فحزن على صاحبه أشد الحزن.
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة. ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده. ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة. وتحامل على نفسه وهو يتألم، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي. وهنا كانت المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.
نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خلالها، فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة. ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له.
كان تعجب الممرضة أكبر، إذ قالت له: ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم، ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت.
ألست تسعد إذا جعلت الآخرين سعداء؟
إذا جعلت الناس سعداء فستتضاعف سعادتك، ولكن إذا وزعت الأسى عليهم فسيزداد حزنك.
إن الناس في الغالب ينسون ما تقول، وفي الغالب ينسون ما تفعل، ولكنهم لن ينسوا أبداً الشعور الذي أصابهم من قِبلك. فهل ستجعلهم يشعرون بالسعادة أم غير ذلك.
وليكن شعارنا جميعا وصية الله التي وردت في القرآن الكريم: "وقولوا للناس حسنا
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 12:17 م]ـ
سبحان الله
بارك الله فيك
لا حرمنا ابدا من اطلالتك الرائعة التى نتنسم عبيرها من خلال هذا المنتدى الرائع
دمت في حفظ الله
والسلام
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 01:23 م]ـ
بورك فيك على هذه القصة الرائعة في نسجها ومعناها ... جعلنا الله واياكم ممن يسعون الى ادخال السعادة في قلوب المسلمين.
ـ[ابو لانا]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 07:05 م]ـ
أختي مى محمد أخي مصطفى السامرائي شكراً لكم وجزيتم خيراً
ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[17 - 07 - 2007, 03:34 م]ـ
قصة جميلة أخي أبولانا تحمل الإنسان على التفاؤل لسعادة نفسه وغيره
ونحن مأمورون بالتفاؤل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه).
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[17 - 07 - 2007, 03:50 م]ـ
القصة كتبت هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=16561) سابقاً في المشاركة رقم 9
لك التحية والتقدير
ـ[أبو لين]ــــــــ[17 - 07 - 2007, 04:59 م]ـ
بارك الله فيك ورعاك أخي أبا لانا حقا أمتعتنا.
ـ[ابو لانا]ــــــــ[18 - 07 - 2007, 03:56 ص]ـ
أشكر الأخت عاشقة القوافي والأخ الربيع والأخ أبا لين
وأما لتكرار القصة فالله عز وجل يقول (فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
ـ[الكشكش]ــــــــ[18 - 07 - 2007, 05:50 ص]ـ
فعلا قصة تستحق القراءة
وفعلا أنت تستحق الشكر على هذا النقل الرائع