قد تذهب في سفر للعمل لمدة شهر. تحضر لسفرك هذا أسبوعاً كاملاً كي تؤمن كل متطلبات وتجهيزات السفر. وتختار الطيران الأجود وتؤمن أفضل الحقائب والثياب الجديدة اللائقة ...
وإذا كان عليك أن تنتقل من بيت قديم لآخر جديد، قد يأخذ الأمر شهراً كاملاً من التحضيرات في البيت الجديد وربما أكثر بكثير ... قد يصل إلى سنوات ... من اختيار لأدق التفاصيل في البناء والتجهيزات والأثاث والكماليات ...
كل هذا طبيعي فهي سنة الحياة أن يتمتع الإنسان خلال حياته، ولكن ... دون أن ينسى في الوقت ذاته تحضير الزاد للحياة الأبدية ... وهذا التحضير لا ينتهي بيوم ولا بشهر أو سنة ... بل يدوم ويدوم ويدوم ... كيف يمكن أن ننسى ذلك المشوار الأبدي الذي قد يبدأ في هذه اللحظة ... متى نوضب حقائبنا له!! هل سنلحق أن نحضر له بكل ما يلزم وما يكفي لكي نكون في الشكل اللائق الذي نظهر به في حياتنا اليوم ...
هل يمكن للواحد منا أن يتخيل تلك اللحظة التي يودعه أهله ويدخلوه فراشه دون أن يكون مستعداً ... ولماذا لم يستعد؟؟ استعد للهو والترفيه واستعد للسفر القصير واستعد للعمل الدنيوي واستعد لكل شيء فلم لا يستعد لأهم سفر في حياته ... لا أعذار، لا تبرير ...
جواز سفر إلى جنات عدن
كما يكتب الإنسان لائحة بلوازم مشوار قصير أو سفر أو انتقال من بيت لآخر، لم لا يكتب لائحة اللوازم للسفر الطويل ... ويضع علامة صح قرب كل أمر يحضره، ويقرر إذا كان جاهزأ لهذا السفر ... علماً أن الاستعداد درجات ... فمنا من يرضى بالتحضير العادي، ومنا من يطمح بالتحضير الراقي ... وهذا التحضير الوحيد الذي يحق لنا أن نبذر به وندخر كل طاقة لدينا من أجله ... ألا يستحق أن تمضي كل حياتك الدنيوية القصيرة الفانية وأنت تحضر لحياتك الأبدية الخالدة في الآخرة ... في جنات عدن ... مطارها حفرة ضيقة مظلمة وأنت وحدك من يضيئها ويوسعها ويدفئها بالأعمال لا بالمال ... بالصلاة والذكر والدعاء ... بالخشوع والتضرع ... عندئذ تطير بالدرجة لا الأولى ولا قبل الأولى ... تطير في درجة لم يجربها أثرى أثرياء العالم ... جواز سفرك يحمل تأشيرة مفتوحة إلى جنات عدن ...
لا سفر إلى جنات عدن إلا عبر تلك المطار الصغير المظلم الموحش الذي لا طعام لك فيه، بل أنت الطعام الوحيد لسكانه الديدان ...
الخيار لك
الأمر سهل ... لا الأمر صعب ... ولكنه ممكن ...
أمامنا خياران ... وليس هناك من يختار الخيار الثاني ... الأمر مفرغ منه ... فلماذا إذاً ... لماذا ننهش من الدنيا ونفتخر بأننا أقوياء أوأذكياء أوأغنياء وربما الثلاث معاً ... سينهشنا الدود ... نحن الضعفاء الأغبياء الفقراء إلا إذا كان زادنا يفيض إيماناً وطاعة وعبادة ... نعم نحن الأذلاء ... سنترك العروش الفاخرة فتبقى فارغة ... وسنترك الثروات الهائلة الطائلة ...
متى تختار؟؟ ماذا تختار؟؟ عندما يطل عليك ملك الموت؟؟ أسيقبل منك أن ينتظر قليلاً؟؟ هل سيخبرك أنه آت في هذة اللحظة!! لكنه آت ... والله آت ... كيف لا تحضر له الاستقبال اللائق .. إنه مَلَك من السماء ... هل ستستقبله وأنت ذليل خائف منخفض الرأس ... أم ترحب به وأنت عالي الرأس فرحاً بقدومه ... سيزورك عاجلاً أم آجلاً ... ولن يرى أياً من كنوزك ولن ينبهر بثرواتك ... أمر واحد سيبهره "الزاد للآخرة" ... هذه الثروة التي لا تساويها مصارف الدنيا بأسرها ولا يمكن أن تقدر قيمتها أضخم الأدمغة الالكترونية ... قيمتها عند الله عظيمة ...
اختر الآن أن تكون ثرياً عند الله تعالى ... أنر ووسع تلك الحفرة التي ينتظر سكانها قدومك بفارغ الصبر ... قد يكون اسمك على رأس اللائحة ... قد لا تلحق الصلاة التالية ... اختر الآن ... قبل فوات الأوان
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[17 - 08 - 2007, 03:51 ص]ـ
لأننا سنسكنه ربما بعد خمسين سنة، ربما بعد سنة، ربما الشهر القادم، ربما في نهاية الأسبوع، وربما هذا الليلة!!
بل ربما هذه اللحظة!!
فندق مظلم إلا إذا ...
حاولت - أنت - إنارته ...
بقولك،
بفعلك،
بأخلاقك،
وقبل كل ذلك ... بإخلاصك النية دوماً!
الخيار لك
الأمر سهل ... لا الأمر صعب ... ولكنه ممكن ...
نعم ممكن، بل ويسير جداً!!
يسير على من يسره الله عليه، فاستعن بالله لا تعجز ...
الأمر مفرغ منه ... فلماذا إذاً ... لماذا ننهش من الدنيا ونفتخر بأننا أقوياء أوأذكياء أوأغنياء وربما الثلاث معاً ... سينهشنا الدود ...
يا لغفلتنا!!
ننسى بغفلتنا من ليس ينسانا!!!
عندما يطل عليك ملك الموت؟؟ أسيقبل منك أن ينتظر قليلاً؟؟ هل سيخبرك أنه آت في هذة اللحظة!! لكنه آت ... والله آت ... كيف لا تحضر له الاستقبال اللائق .. إنه مَلَك من السماء ... هل ستستقبله وأنت ذليل خائف منخفض الرأس ... أم ترحب به وأنت عالي الرأس فرحاً بقدومه ... سيزورك عاجلاً أم آجلاً ...
اللهم اجعلنا ممن يفرح بقدومه،
اللهم هون علينا سكرات الموت،
اللهم أحسن خاتمتنا ...
أمر واحد سيبهره "الزاد للآخرة" ...
ونعم الزاد التقوى!
اغرس أصول التقى ما دمت مقتدراً ... واعلم بأنك بعد الموت لاقيها
أعاننا الله على لقائه!!
بارك الله فيك أخي على هذه المشاركة القيمة!
كم نحن بحاجة لمثلها بين الفينة والأخرى!!
أسأل الله لك الحسنى وزيادة ...
¥