تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعن الطريقة الصحيحة لنقل الأخبار السيئة وأمثلة على التعامل مع هذه الحالات حدثنا د. محمد سبيته اختصاصي الأمراض النفسية في دائرة الصحة والخدمات الطبية مستشفى راشد قائلا: تعد كل الأخبار المنافية للطبيعة وضد سير الحياة الاجتماعية والصحية والنفسية أخباراً سيئة وطبعاً يتفاوت تقبل الخبر السيئ من إنسان لآخر حسب خبرته، فإذا كان صاحب خبرات وتعرض لمواقف كثيرة يصبح عنده نوع من المناعة ضد مواقف معينة وإذا لم يكن صاحب خبرات.

في هذه الحالة إذا فوجئ بخبر سيئ وتلقاه بطريقة غير سليمة من أي إنسان غير خبير بالتعامل مع نقل هذه الأخبار يتعرض لما يسمى اضطرابات نفسية تالية للصدمة، وتبدأ أعراضها بعدم تصديق ما سمعه، أو حدث ومثال ذلك أحد الأشخاص تعرض أحد أفراد أسرته لحادث سير توفي على إثره لا نرفع سماعة الهاتف ونخبره أن أحد أفراد أسرتك توفي بل نخبره أن يحضر للمكان وذلك لأنه يجب إعداده وتهيئته لاستقبال الخبر ونبدأ بتأهيله بناء على شخصيته،

أي يجب أن تكون لديك معلومات مسبقة عنه وعن شخصيته لكي تعده حتى توصل له الخبر بحيث لا يكون وقع الخبر عليه يشكل صدمة. فإذا أصبح الخبر بالنسبة له صدمة نفسية قد لا يظهر أثرها في الوقت نفسه لكن من الممكن بعد سنوات أن تظهر عليه،والذين يظهر أثر الخبر عليهم بشكل كبير هم من يصابون بصدمات في مراحل طفولتهم.

وعن احدى حالات نقل الخبر السيئ لشخص قال د. محمد كانت احدى الحالات التي توليت مهمة نقل خبر الوفاة بها هي لأب له ثماني بنات وولد واحد وعمر هذا الولد الوحيد 6 سنوات.

وفي صباح أحد الأيام أثناء قطع هذا الطفل للشارع صدمته سيارة وأصيب على إثر الحادث بموت دماغي، فهذا الولد الوحيد الذي يقوم على رعايته 10 أفراد وهم كل أسرته حيث يعد بالنسبة لهم السند القادم للأب وأخواته البنات، فأخبرني الأطباء المعالجون عن الحالة الاجتماعية لهذه الأسرة، وعلي أن أنقل لهذا الأب الخبر بأن ابنه الوحيد ميت، فطبعا عملنا كاختصاصيين نفسيين كعمل المباحث، فيجب أن نتقصى ونبحث عن المعلومات والحقائق حول الحالة التي نتعامل معها،

فعند دخولي على الأب وجدته مؤمناً جالساً بجوار سرير ابنه يقرأ القرآن. دخلت وتحدثت معه قليلا ووجدني طبيباً جديداً فتوسم بي أملا جديدا لعلاج ابنه، فسألني عن حالة ابنه فقلت له أنت إنسان مؤمن فقال نعم وسألته عن عدد السنين التي التزم بها بالصلاة فقال منذ كان عمري 14 عاما فقلت له لو أني أعطيتك أمانة وجئت بعد 6 سنوات وأردت استرجاعها

فقال أعطيك إياها فقلت له هذا الطفل ليس لك بل هو أمانه لله وضعت في عهدتك لمدة ست سنوات وجاء وقت إعادتها لله فقال آمنت بالله وتابع أفهم منك أنه لا أمل فقلت له عليك بالدعاء، فكأن شيئاً لم يكن. جلس بجانب ابنه وعاد يقرأ القرآن وتقبل الخبر بقلب مؤمن.

ومن هنا نرى أن طرق نقل الخبر يجب أن تتم بشكل صحيح كي يتم تخفيف الصدمة النفسية الناتجة عن الخبر السيئ، فهناك أمور عدة يجب مراعاتها مع الشخص الذي سينقل له الخبر وذلك اعتمادا على الموقف وعلى الحالة الصحية للمتلقي والمجتمع الذي أتى منه. فهناك عوامل كثيرة يجب أن نتعامل معها بحذر لكي يتم إيصال الخبر بسلاسة ولا يؤثر بشكل سلبي على المتلقي أو على الأقل التخفيف من وطأته عليه

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير