أن تبيّن ما تريد لا مالا تريد .. وتحدد الوقت .. جرب أيها المؤمن ثلاثة أيام على أن تستيقظ الساعة الثالثة صباحا وانظر هل تستطيع أن تحفظ عشر صفحات خلال ساعة ونصف؟؟؟ اكتب ذلك وثبته كتابيا وأرسل رسالة لفظية وكتابية إلى نفسك تقول فيها .. : أنا أستطيع .. أنا قادر .. أنا أريد أن أكون عالما ... مبدعا .. حافظا .. متكلما .. إذا حدد ما تريده .. ولا تقول أنا لا أريد أن أنسى حفظ القرآن مثلا .. أو لا أريد أن أكون جاهلا. وهكذا .. فإذا استطعت أن تحفظ كما حددت أو أقل قليلا أو أكثر استطعت أن تبرمج عقلك على نظام دقيق .. تحفظ صفحة بإتقان كل عشر دقائق. تحدد الوقت تقول نعم نجحت .. إذا سأعمل تحديا اكبر .. سأحفظ في خمس دقائق و حفظتها في ست دقائق ... وهكذا.
ومثال على ذلك الدورة المكثفة التي تقام دائما لحفظ القرآن نجد أن الطلاب يحفظون (ويتركز الحفظ وبقوة لمدة طويلة) يحفظون القرآن في شهرين (ستين يوما) ولو جئنا إلى الشيخ إبراهيم وهو رجل كبير وحفظ القرآن في خمسة وخمسين يوما قال بدأت ببرنامج محدد كل يوم احفظ بعد صلاة الفجر 9 صفحات ثم أصلي بها الضحى واذهب إلى عملي وبعد صلاة الظهر أراجعها وفي الليل اسمعها للشيخ فأتقنها .. داوم على هذا النظام وكل ذلك مع الهمة والتصميم والإصرار والرسائل الإيجابية المتكررة إلى العقل اللاوعي استطاع أن يختم الحفظ مع التلاوة اليومية فبرمج عقله على مراجعة 3 أجزاء كل يوم وبعد فترة أصبحت خمسة أجزاء كل يوم ثم 10 أجزاء .. والآن يقول اقرآ 15 جزء كل يوم وبكل سهولة وأنا مرتاح (أمد الله في عمره) إذا الخلاصة هي هذه القاعدة التي يجب أن تضعها في قلبك وعقلك .. : أنا قادر على ذلك .. أنا أستطيع .. أنا جدير بذلك ... !!!
2) أن تكون إيجابية غير سلبية ..
أن تكون الرسالة التي أرسلها إلى العقل اللاوعي مركزة على الإيجابيات .. امنع جميع السلبيات من حياتك ضع نفسك في دائرة الامتياز دائما .. سيطر على عواطفك بالتفكير بالنجاح دائما .. فالنجاح يولد النجاح ..
3) أن تدل على الحاضر لا على المستقبل .. (الآن)
لا تقل بعد الدورة إن شاء الله سأبدأ بتنظيم أموري .. لا .. العقل اللاوعي يجب أن يعمل الآن ومباشرة .. من الآن صمم ونظم وبادر في عقلك اللاوعي أن تفعل كذا وكذا .. لا تسوّف أبدا .. فالتسويف يولد المشاكل يقول الزوج لزوجته اعملي لنا قهوة فتقول له إن شاء الله بس اخلص كذا .. انتظر شوية .. دقيقتان فقط .. الخ. يبدأ التسويف ويمضي الوقت ويخرج الزوج من بيته غاضبا متأثرا بسبب هذا التسويف؟؟ .. !!! لذلك أطفالنا يقولون لا تقولوا: إن شاء الله ... ولا (الله كريم) .. لأنها تدل على عدم التنفيذ.
4) أن يصاحب الرسالة مشاعر وإحساس والشعور بتحقيقها: كيف؟؟
عليك أن تتخيل كيف حققت هذه الرسالة وتعيش لحظات النجاح وتفرح في قلبك لهذا النجاح عليك أن تعيش لحظات النجاح لفترة لتجد لذة العمل من أجل هذا النجاح .. تقول إحدى الحافظات: أنا كلما أقرا واتلوا القرآن الكريم أتخيل أنني اقرأ أمام الله تعالى وارتق في درجات الجنة فأقرأ أفضل وأرتل بتجويد أحسن وأتذكر (اقرأ وارتق) ..
5) التكرار .. التكرار .. التكرار:
التكرار لهذه الرسائل هي أهم صفة فيها .. كرر رسائلك إلى عقلك اللاوعي ولا تمل ولو أخذنا مثلا من حياتنا العملية نجد أن الدواء الذي يعطى ضد الالتهابات يجب أن تستعمله ثلاثة أيام متتالية. فإذا شعرت بتحسن في اليوم التالي وتركت الدواء حصلت لك انتكاسة مرة أخرى .. ولذلك نجد في
الحديث الشريف حينما جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له " أن أخي استطلق بطنه " يعني اصيب بالإسهال قال: اذهب فاسقه عسلا
.. فجاءه في اليوم الثاني والثالث ويقول له: ما زاد إلا استطلاقا .. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكرر .. اذهب واسقه عسلا .. وفي اليوم الثالث قال: صدق الله وكذب بطن أخيك .. اذهب فاسقه عسلا .. فجاء في اليوم الرابع وقال شفي أخي، نجد أن العلاج بالتكرار لثلاثة أيام على الأقل، كذلك الرسائل يجب أن تكرر إلى العقل اللاواعي ..
* وأخيرا هناك قاعدة تقول: إن الإنسان يسمع فينسى .. ويرى فيتذكر .. ويمارس عمليا فيتعلم ..
والآن لنطبق هذه القاعدة: وأقول لكم ارفعوا أيديكم (ورفع الشيخ يده اليمنى واخذ يحرك أصابعه بحركات متتالية) والجميع رفع أيديهم وحركوا أصابعهم فقال لهم: أنا قلت لكم ارفعوا أيديكم ولم اقل حركوا أصابعكم ... !!!!! ألا ترون أن الإنسان يسمع فينسى ويرى فيتذكر ويمارس فيتعلم .. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟