تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[اللغة العربية تلفظ أنفاسها الأخيرة في البوسنة]

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 05:29 ص]ـ

إبراهيم القديمي-سراييفو

أنحى متخصصون بوسنيون في اللغة العربية باللائمة على الدول العربية محملينها جزءا من أسباب ضعف هذه اللغة في البوسنة، وقالوا إن العلاقات الثقافية بين بلادهم والدول العربية معدومة، وتبادل الأساتذة الزائرين متوقف، والدوريات الفصلية والمجلات الشهرية لا تصل إليهم، مما يجعلهم يعيشون في عزلة.

لمحة تاريخية

استطاعت اللغة العربية أن تحافظ على وجودها في البوسنة ردحا طويلا من الزمن وكانت لغة الدين والثقافة والبلاغة والأدب حتى العام 1878 حيث استبدلت الحروف العربية بالحروف اللاتينية مما أدى إلى غيابها عن مجالات الحياة العامة والإدارة والتجارة لتبدأ رحلة انقراض لغة القرآن من ألسنة الناس وثقافتهم رويدا رويدا.

وقد حاول البوسنيون إعادة إحياء أمجاد لغة الضاد من جديد فانتشرت المدارس الثانوية الإسلامية التي فرضت تدريسها في مناهجها، وأنشأت جامعة سراييفو قسما خاصا لتعليم العربية إلا أن تراجع الاهتمام بتلك اللغة أصبح سمة ملازمة لشرائح المجتمع بمن فيها طلاب الجامعة.

ندرة الوظائف

ويعزو رئيس قسم اللغة العربية بكلية الفلسفة أسعد دوراكوفيتش أسباب إحجام الطلاب البوسنيين عن تعلم العربية إلى الندرة الشديدة في الوظائف المتوفرة لخريجيها في المؤسسات الحكومية والشركات البوسنية الخاصة، وصعوبة تعلم قواعدها من نحو وصرف، إضافة إلى النقص الشديد في أساتذة العربية المقتدرين الذين هاجروا إلى الخارج إبان الحرب الأخيرة.

وألقى باللائمة على الدول العربية في تعميق هذه الأزمة نتيجة انقطاع تعاونها مع البوسنة، وقال للجزيرة نت إن العرب لا يهتمون بمشاكلنا المتعلقة باللغة العربية، واستدل على ذلك بقوله إن "العلاقات الثقافية بين البونسة والدول العربية معدومة، وتبادل الأساتذة الزائرين متوقف، والدوريات الفصلية والمجلات الشهرية لا تصل إلينا، ولا نعرف ما يجري حولنا فنحن نعيش عزلة حقيقية".

ويتابع دوراكوفيتش أن البوسنيين بحاجة ماسة لإعادة تراث العربية الفصحى الذي اندثر من حياتهم بعد أن كان قرونا عديدة لغة الإبداع والتأليف في شتى العلوم في بلادنا.

وقال إنهم حينما أسسوا قسم اللغة العربية قبل 55 عاما كان ذلك بهدف "البحث عن هويتنا وتراثنا الإسلامي العظيم".

اختياري

وتفرض كلية الفلسفة تعلم لغتين استشراقيتين الأولى إجبارية والأخرى اختيارية، ما جعل الطلاب يندفعون إلى اللغات الأوروبية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية اعتقادا منهم في الحصول على مستقبل وظيفي واعد.

وحسب أستاذ اللغة العربية بكلية الفلسفة عامر درويشفتش فإن الكثير من الطلاب همهم في المقام الأول الهجرة والاغتراب إلى الغرب ولهذا يفضلون دراسة لغات تلك البلاد.

وأوضح للجزيرة نت أن عدد طلاب قسم اللغة الإنجليزية يفوق مثيله في اللغة العربية بثلاثة أضعاف غير أنه يرى وجود أعداد من البوسنيين يحاولون إتقان لغة القرآن من منطلق عقائدي.

وتشير أستاذة اللغة العربية ألما ديزدار إلى أن اللغة العربية كانت تحظى بإقبال أكبر لتعلمها بين البوسنيين في مرحلة الحقبة الشيوعية نتيجة العلاقات الاقتصادية والتجارية الواسعة بين يوغسلافيا والبلاد العربية التي وفرت العديد من وظائف الترجمة من اللغة اليوغسلافية إلى اللغة العربية، أما الآن فانعدمت العلاقات بين البوسنة وشقيقاتها فقل الاهتمام باللغة العربية لتحل مكانها الإنجليزية وما شابهها من اللغات الأوروبية الأخرى. [/ URL]

المصدر: الجزيرة ( http://www.aljazeera.net/News/Templates/Postings/DetailedPage.aspx?FRAMELESS=false&NRNODEGUID=%7b7FA1B72C-BFD7-4BA8-9303-571280B087CA%7d&NRORIGINALURL=%2fNR%2fexeres%2f7FA1B72C-BFD7-4BA8-9303-571280B087CA%2ehtm&NRCACHEHINT=Guest#)[URL="http://www.aljazeera.net/News/Templates/Postings/DetailedPage.aspx?FRAMELESS=false&NRNODEGUID=%7b7FA1B72C-BFD7-4BA8-9303-571280B087CA%7d&NRORIGINALURL=%2fNR%2fexeres%2f7FA1B72C-BFD7-4BA8-9303-571280B087CA%2ehtm&NRCACHEHINT=Guest#"]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 09:47 م]ـ

بوركت أخي الكريم أبو يزن على النقل الصرخة ندعو الله أن تسير امور بما تشتهي السفن

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[27 - 08 - 2008, 10:54 م]ـ

جزاك الله خيرًا أخي أبا يزن!

و اللغة العربية تحتاج إلى جهد عالميّ كبير لحمايتها و رعايتها وتعليمها , ونشر الثقافة العربية الإسلامية في بلاد العرب و المسلمين و في كل مكان.

و الذي يغفل عنه كثيرٌ من الناس أن اللغة العربية والإسلام وجهان لحقيقة واحدة؛ إذْ لا يمكن تصوّر وجود للأمة الإسلامية مع ضعف العربية أو تنحيتها عن أن تكون لغة العلم و الثقافة , و الذين يحاولون إقصاء العربية عن حياة الأمّة هم أكثر الناس وعيًا بهذه الحقيقة!

و ما انتشار الإسلام الآن في ألمانيا وإيطاليا وغيرهما من البلاد الأوربية إلا ثمرة من ثمار انتشار مراكز تعليم العربية في تلك البلاد , و هذه من المبشرات التي يجب الاهتمام بها؛ فنحن بين أمرين: الدفع , والمبادرة, و كلاهما مهم في بناء الأمّة؛ فمتى نتحرّك في جهد منظم منسق لحماية حصون العربية و فتح العقول والقلوب بها في كل مكان؟!

و لو أنّ قومي أنطقتني رماحهم = نطقتُ و لكن الرماح أجرّتِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير