[من هنا وهناك!!!]
ـ[مهاجر]ــــــــ[11 - 09 - 2008, 06:54 م]ـ
من مصر:
مع بداية شهر رمضان المبارك انهار جزء من جبل المقطم، في واقعة نادرة، تعرض فيها المسلمون في تلك المنطقة لابتلاء عظيم، وسط تجاهل شديد من عموم المسلمين في مصر: حكومة وشعبا، فالحكومة على أصلها الذي لا تنتقل عنه إلا نادرا: "ودن من طين وودن من عجين"!!، والشعب المصري ما بين:
منهمك في تحصيل أسباب المعاش في شهر رمضان الذي تحول إلى شهر الموائد المتخمة.
وغارق في "الدراما الرمضانية" فمن مسلسل إلى آخر في استرخاء يسهل تسلل الأفكار التي تعرضها تلك المسلسلات إلى عقل وقلب المشاهد.
وانهيار كتلة صخرية: 25 في 30 متر، إن لم تخني الذاكرة، نتيجة ذوبان الصخر، مع احتمال انهيار أجزاء أخرى، كما حذر الخبراء من زمن طويل، أمر يدعو إلى التوبة ومراجعة النفس حتى يرفع الباري، عز وجل، عنا مثل تلك الكوارث الكونية: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)، وهو أمر يكشف مدى الإهمال والفساد الذي أصاب الجهاز الحكومي في مصر.
اللهم اغفر لمن قضى من الموحدين تحت الأنقاض، واستنقذ من حوصر تحتها، وصبر ذويهم على ذلك الابتلاء العظيم.
*****
ومن فضائية الجزيرة:
عرضت أحد البرامج الحوارية نقاشا حول "الدراما الرمضانية" في التليفزيون المصري، ومما استوقفني في ذلك الحوار قول أحد المتحاورين: إن الجرائم الأخلاقية من قبيل: زنا المحارم!!!، قد صارت أمرا واقعا لا يمكن تجاهله، ومهمة الدراما: مناقشة هذه القضايا الشائكة، ولا توجد فرصة لمتابعة هذه "المناقشات الجادة" إلا شهر رمضان ليصير شهر رمضان: شهر مناقشة الفواحش ونشر الفضائح الأخلاقية والمجاهرة بالمعاصي المغلظة!!!، وعلى أمثال أولئك يتنزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، ومتى كان التلفاز مكانا مناسبا لمناقشة هذه القضايا الشائكة، ومتى كان الممثلون، وأغلبهم ممن يتسبب بشكل مباشر في شيوع تلك الفواحش، متى كان أولئك أهلا لمناقشة هذه القضايا، وماذا عن كتاب السيناريو الجدد، وقد أصبح التنافس في "السفالة" سمة ظاهرة في كتاباتهم أيكون أولئك أهلا لتوصيف الأزمات الاجتماعية والأخلاقية في المجتمع المسلم وتقديم الحلول المناسبة لها؟!!!.
وفي التنزيل: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)، فهل صار أولئك أولي الأمر الذين يرجع إليهم في تلك القضايا؟!!!.
وفيه أيضا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
وغياب الرؤية الشرعية للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية .............. إلخ هو سبب ما نعيشه من هزيمة وانحسار.
والإعلام المصري الآن يستعمل سياسة "العقل الجمعي" في طرح أفكاره على المشاهد المسكين، فإنك إن سمعت أو رأيت ما يخجل، انقبضت نفسك، أول مرة انقباضا شديدا، ثم إذا سمعته أو رأيته ثانيا: هان الخطب ثم إذا سمعته أو رأيته ثالثا ............... إلخ، إلى أن يصير أمرا معتادا في حياتك، فيصبح الحديث عن "زنا المحارم" و "الشذوذ الجنسي" .......... إلخ أمرا مألوفا لديك، ولسان حالك: "وإيه يعني؟!!! "، لقد انتشر هذا الأمر وصار ظاهرة تناقش على شاشات التلفاز علانية!!!.
وهل وصل الأمر في بلد مسلم كمصر إلى ذلك الحد فعلا، أو أنه يراد للمجتمع المسلم في مصر أن يصل إلى هذه المرحلة من الاستخفاف بمحارم الله، عز وجل، فيصبح الوقوع في مثل تلك الكبائر أمرا عاديا لا جديد فيه، فقد تم التمهيد له إعلاميا بشكل جيد، وصارت العقول والفطر لا تأنف منه بعد تقليم أظافرها الإيمانية بل والجبلية التي فطر عليها الإنسان السوي.
¥